بتـــــاريخ : 10/1/2011 9:24:57 PM
الفــــــــئة
  • الصحــــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1263 0


    سرطان الجلد.. والمهلكات

    الناقل : فراولة الزملكاوية | العمر :37 | الكاتب الأصلى : حقيقة لا خيال | المصدر : forum.te3p.com

    كلمات مفتاحية  :
    سرطان الجلد.. والمهلكات


     

    عماد البياتي
    2009/08/05
    سرطان الجلد هو مرض شائع جدا في الدول الاسكندنافية وسببه الرئيسي هو البشرة البيضاء وتعرض الجلد المباشر لأشعة الشمس خاصة في فصل الصيف. أنواعه عديدة ويصيب مناطق مختلفة في الجسم كالوجه والظهر والصدر وهي المناطق الأكثر تعرضا لأشعة الشمس المباشرة.
    وسرطان الجلد أقل خطراً من أنواع السرطانات الأخرى بصورة عامة وذلك لأمكانية التشخيص المبكر والعلاج في مراحل مبكرة قبل الاستفحال والانتشار. فالمرض يظهر على الجلد وتسهل ملاحظته من قبل المريض أو أحد ذويه، فضلا عن وجود أنواع عديدة من هذا السرطان ليس لها القابلية على الانتشار الى أجزاء الجسم الأخرى.
    وعلى العكس من هذا السرطان فإن أغلب أنواع السرطانات الأخرى الداخلية - إذا صح التعبير – تكون خطيرة جدا في غالب الأحيان كون أعراضها المرضية لا تبدأ إلا بعد الإنتشار والإستفحال.. ولهذا نجد أن العالم اليوم مهتم جدا بأساليب الكشف المبكر عن هذه السرطانات باستخدام طرق تشخيصية متطورة كالتحاليل الكيميائية الحديثة أو تقنيات التصوير الشعاعي المتطورة أو النواظير أو غيرها من تقنيات متطورة.
    ذكرت كل هذه المعلومات الطبية بإيجاز لأني ومن خلال عملي الطبي في إحدى الدول الاسكندنافية شاهدت الكثير من حالات سرطان الجلد.. عالجتها أو أرسلت نموذج منها إلى الفحص النسيجي أو أحلتها إلى المختصين في علاج الأمراض الجلدية حسب طبيعة الحالة.
    تفكّرت كثيرا في هذه الأمراض الوخيمة وفهمت منها أن المرض الظاهر للعيان يسهل اكتشافه المبكر ومعالجته، أما الأمراض الباطنة فيصعب اكتشافها مبكرا وتصعب معالجتها لانتشارها واستفحالها في وقت العلاج حيث أن ظهور الأعراض المرضية يكون بعد انتشار المرض بنسبة معينة، ثم ان التشخيص الدقيق يتطلب وقتا كذلك ويكون عندها الأوان قد فات على العلاج المبكر الجذري الفعال وهذه مشكلة كبيرة جدا تشكل تحديا حقيقيا أمام الأنظمة الصحية المتقدمة فذلك يتطلب أساليب كشف مبكرة حديثة ومتطورة وذكية ومنتبهة.



    ينطبق هذا بصورة كبيرة جدا على الأمراض الأخلاقية الباطنة، أو كما يسميها العقلاء من بني آدم بالمهلكات.. كعبادة الدنيا وعبادة الشهوات وهوى النفس والنفاق والحقد والحسد والأمراض النفسية الباطنة المهلكة الكثيرة الأخرى.. فهي في معظم الأحيان تنتشر وتستفحل داخل الجسم والعقل والقلب والروح ثم تظهر الأعراض المرضية الوخيمة حتى يشرف المريض على الهلاك؛ وفي أغلب الأحيان لا ينتبه المريض نفسه على حالته المرضية المهلكة المزرية بل ويزينها لنفسه ويراها صحة وعافية والمسكين مشرف على الهلاك ولا يدري!!!.
    بل في أغلب الأحيان فإن الطبيب نفسه غافل عن المرض وعن الأعراض وعن أساليب التشخيص والعلاج.. بل هو يملك أمراضا وأعراضا مرضية أقل أو أكثر خطورة... ولا يدري!!!.
    وفي هذا جهالة كبيرة من المريض.. والطبيب.. والنظام الصحي الأخلاقي.
    أقول كل ذلك لنفسي المريضة أولا.. محاولا تذكيرها وتنبيهها وتطبيبها إن استطعت على قدر طاقتي المتواضعة.



    ولأطباء الأخلاق ثانيا على ندرتهم، رغم كثرة المدعين والمتصدرين لطبابة الأخلاق والذين يسمون أنفسهم "الدعاة".. علها تكون خبطة رأس قوية وموجعة ومحبة في نفس الوقت ليفيقوا من غفلتهم الكبيرة.
    ولمدرسة الإيمان الواعية الذكية ثالثا... محفزا استاذها وتلاميذها النجباء وخدامها الأوفياء ومحبيها المخلصين على ابتكار اساليب كشف وتشخيص مبكرة ثم بعد ذلك علاجات متطورة تناسب خطورة تلك الأمراض.. المهلكة.
    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()