تقول إحدى الفتيات: "ينتابني إحساس دائم بالخجل، وبعدم الثقة بالنفس. كل ذلك بسبب جلدي. فبسبب جلدي، اعتبر نفسي غير صالحة لأي وظيفة مرموقة، أو أي صداقة دائمة، كما أنيّ لا أتخيل نفسي زوجة لأحد، لأنه قد لا يقبل بي بسبب الصدفية التي تنتشر بين ثنايا جلدي" .
وتضيف قائلة: في السنوات الفائتة، شاهدت جلدي وهو يقاوم المرض، إلا أن الحقيقة التي أعلمها الآن، أن الصدفية تقاوم العلاج بلا هوادة، وتنبثق في مناطق شاذة مثل أسطح الأقدام، ظهر الأيدي، وبالنسبة لجسدي، تعد الصدفية أمراً طبيعياً وكبحها هو الأمر غير الطبيعي".
ما هي الصدفية؟
يؤكد الأطباء كما تؤكد التجارب والمشاهدات، أن الصدفية تظهر على شكل رقع محمرة من الجلد مغطاة بحراشف فضية؛ وقد تسبب ضيقاً وقد لا تسببه، وتظهر الصدفية في عدة أشكال متنوعة، أشهرها هي صدفية البلاك، وفيها تظهر رقع الصدفية على الجذع والأطراف وخاصة فوق الكوعين والركبتين، وفوق فروة الرأس، وقد تصبح أظافر اليدين وأظافر القدمين سميكة، تملؤها حفر منفصلة عن أغمادها.
ويعتبر بعض الأطباء أن الجلد عندما يبلى، يُستبدل عادة بخلايا جديدة تتولّد تحت سطحه. ولكن عند الإصابة بمرض الصدفية يتسارع المعدل الطبيعي لتوليد الخلايا فلا تتمكن الخلايا عند ذلك من صنع مادة القرنين التي تعطي الجلد سطحه الصلب، وتكون النتيجة حصول تقشّر للجلد قبيح المنظر يُعرف بمرض الصدفية.
أنواع للصدفية:
صدفية النفطات الصديدية تتميز ببثور صديدية صغيرة تنتشر في جميع أنحاء الجسم، الصدفية المنقطة نوع من الصدفية يتسبب في ظهور العديد من المناطق في حجم قطرة الدمع، والتي تكون أكثر وضوحاً فوق الجسم عنها فوق الوجه، وهي غالباً ما تظهر بعد عدوى الزور بالميكروب العقدي أو عدوى تنفسية.
15% من المصابين بالصدفية يصابون بالتهاب المفاصل الصدفي، وهو من أمراض المناعة الذاتية التي تسبب التهاباً بالمفاصل. أما نسبة المصابين بهذا المرض في العالم، فيبلغ تقريباً 2%.
خيارات العلاج:
الصدفية حالة مزمنة لا يوجد لها علاج شافٍ، غير أن هناك العديد من العلاجات المتوفرة للمساعدة على منعها من التفاقم، يساعد التعرض للشمس ومصابيح الأشعة فوق البنفسجية على شفاء الصدفية؛ ومن ناحية أخرى فإن الحروق الشمسية الشديدة قد تزيد الحالة سوءاً، إذا كانت أعراضك طفيفة أو معتدلة، فجرب واحداً من مراهم الكورتيزون التي تباع دون روشتة أو مراهم القطران.
أما للحالات الحادة، فإن الهدف هو المساعدة في إبطاء إنتاج خلايا الجلد وعلاج الالتهاب، قد يوصي طبيبك بعقاقير كورتيزون قوية لا تصرف إلا بروشتة الطبيب و/أو كالسيبوترين Calcipotriene وهو عقار حديث نسبياً مرتبط بفيتامين "د"، وكلاهما يمكن أن يكون مفيداً للغاية.
أنواع متعددة أخرى:
"السورالينات"، وهي مركبات تزيد من حساسية الجلد للضوء، مع العلاج بالأشعة فوق البنفسجية (وهو خليط يسمى PUVA) غالباً ما تستخدم لعلاج الصدفية، و"الميثوتريكسات" عقار مضاد للسرطان يبطئ من عملية انقسام الخلايا، ويوصف أساساً للمصابين بحالات حادة من الالتهاب المفصلي الصدفي، كذلك عقاقير "الريتينويد" قد تكون فعالة، لكن يجب توخي الحذر عند استخدامها حيث إنها قد تسبب تشوهات شديدة في الأجنة.
كل واحد من هذه العلاجات يحتاج لمراقبة شديدة من طبيبك لمراقبة آثاره الجانبية، أغلب من أصيبوا بالصدفية يجدون أنها تجيء وتروح طوال حياتهم.
|