لدى طفلي بقع بيضاء في باطن الخدّين. ماذا يمكن أن تكون؟
يمكن أن تكون هذه البقع نوعاً من الفطريات تعرف باسم القلاع، وهو يشبه الجبنة البيضاء أو الحليب المخثّر. قد ينتشر على جانبي الخدين من الداخل، وفي سقف الحلق، وأحياناً على اللسان. يكثر القلاع عادة لدى الرضّع الذين لا تزيد أعمارهم على الشهرين، لكن يمكن أن يظهر كذلك عند من هم أكبر سناً.
لدى كل إنسان فطريات في جسمه تشكّل جزءاً طبيعياً من جهازه الهضمي، لكن عندما يحدث خلل في توازن هذه الفطريات تهاجم الأمراض الجسم. أما السبب الرئيسي في إحداث هذا الخلل فهو التغيرات الهرمونية، أو استعمال المضادات الحيوية سواء أكانت تلك التي انتقلت عبر الرضاعة الطبيعية أو التي أعطيت مباشرة للطفل.
كيف أتأكد من أنه القلاع؟
إذا لاحظت وجود بقع بيضاء على لسان طفلك فقط وليس في مكان آخر، قد يكون ذلك من بقايا الحليب. يمكن للقلاع أن يظهر على اللسان، لكنه في أغلب الأحيان يظهر أيضاً على باطن الخدّين ويسبّب ألماً شديداً بسبب التقرّحات. من أولى مؤشرات إصابة طفلك بالقلاع بكاؤه أثناء الرضاعة.
إذا كنت تظنين أن طفلك مصاب بالقلاع، راقبي نوعية البقع البيضاء، ثم المسي إحداها بإصبعك بعد تغطيته بقطعة من الشاش فقد لا تزول بسهولة، وإذا تمكّنت من إزالتها فسوف ترين مكانها مساحة حمراء متقرّحة قابلة لأن تنزف.
كيف يمكنني معالجة القلاع؟
إن كنت تشكّين في إصابة طفلك بالقلاع، استشيري طبيبك الذي قد يصف لك مرهماً للفطريات يدهن به الفم من الداخل واسمه dactarin. يمكن ألا يزيل القلاع بشكل كامل قبل مضي أسبوع على استعماله. يصف بعض الأطباء هذا المرهم للأم التي تقوم بالرضاعة الطبيعية لوضعه على الحلمتين كي لا تنتقل العدوى من الطفل إليها وبالعكس. من الأهمية بمكان علاج الأم ورضيعها في الوقت نفسه.
هل من طرق تقي طفلي من الإصابة بالقلاع؟
لا، فطفلك كغيره من الأطفال الرضع، تنتقل إليه العدوى عن طريقك أنت قبل أي إنسان آخر، إذ يلتقط الفطريات عند مروره في القناة المهبلية أثناء الولادة.
لكن لدى بعض الأطفال استعداد للإصابة بالفطريات أكثر من غيرهم. يرجع البعض السبب إلى الفترة الطويلة التي يقضيها الطفل في مصّ حلمة الزجاجة أو المصاصة المطاطية (لهاية)، ويظن البعض الآخر أن للنظافة وعملية تعقيم حلمة زجاجة الرضاعة دوراً في ذلك. يضع آخرون اللوم على المصاصة المطاطية التي قد تكون كبيرة بالنسبة لفم الطفل. مع ذلك، قد يصاب الطفل الذي يرضع من الثدي أيضاً بالقلاع.
ينصح بعض الخبراء بإعطاء الطفل قليلاً من الماء المعقم بعد الرضاعة من الثدي أو من الزجاجة مباشرة لإزالة أي أثر للحليب. كما ينصح بغسل المصاصة المطاطية وتعقيمها جيداً. كما يقترح بعض الأطباء على الأمهات المرضعات ترك حلمة الثدي تجفّ تماماً بين الرضعات لوقاية الطفل من القلاع. وهذا ضروري بشكل خاص إذا كنت مصابة بالقلاع، ففي هذه الحالة، تكون الحلمة مرتعاً خصباً لنمو الفطريات.
انتبهي إلى طفلك دائماً إذا كنت تعطينه مضادات حيوية أو إذا كنت تقومين بالرضاعة الطبيعية وتتناولين مثل هذه الأدوية لعلاج التهاب ما، فالمضادات الحيوية تقتل البكتيريا المفيدة للجسم أثناء قضائها على البكتيريا الضارة والتي قد تستغل الفرصة فيظهر القلاع، وبالذات لو كنت مصابة بالفطريات المهبلية.
هل القلاع مرض خطير؟
في الواقع هو ليس كذلك. لكن المشكلة الكبرى في هذا المرض أن الطفل المصاب به لا يتمكن من الرضاعة بشكل جيد بسبب ما يحدثه من ألم في فمه، مما قد يسبب له الجفاف. لذا، قد يصف الطبيب الباراسيتامول لتخفيف حدة الألم. عليك استشارة الطبيب إذا لم يختفِ القلاع بالرغم من إعطاء طفلك العلاج المناسب أو إذا كان الطفل يعاني كذلك من ارتفاع في الحرارة ( أكثر من 38.2 درجة مئوية)، فالحمّى دليل محتمل على وجود مرض آخر.
ربما يكون القلاع تجربة قاسية تمرّين بها مع طفلك، فالصغير الجائع الذي يجد صعوبة في الرضاعة بسبب الألم، يكون مزاجه متعكّراً، لكن من حسن الحظ أن القلاع لا يستمر طويلاً. حاولي أن تقدمي لطفلك كل أساليب الراحة، واعملي على إتباع تعليمات الطبيب بالنسبة لعلاج الألم وإعطاء الدواء في مواعيده، وسيزول هذا المرض في النهاية.