. ويبقي تغيير روتين الحياة بجانب عوامل بيئية وأخري عائلية تعتبر من أهم الأسباب وراء الإصابة بالإمساك الذي قد يأتي زائرا خفيفا أو مزمنا.
وعادة يشكو منه الذكور3 أضعاف الإناث, ويرجع شيوعه في الأطفال لأسباب عدة يجملها الدكتور منتصر الكتبي رئيس قسم جراحة الأطفال بطب القاهرة عند بداية الفطام أو التحول إلي الرضاعة الصناعية بدلا من الطبيعية. أما في عمر المدرسة وما يصاحبه من تغير نظام الحياة كأن يتجنب الطفل قضاء حاجته خارج المنزل وعدم تنظيم دخوله إلي الحمام في ساعات معينة. وفي الطفل الكبير, يحول الإسراع في إرساله إلي المدرسة دون إعطائه الفرصة ليقضي حاجته.
ويمكن القول إن الطفل يعاني من إمساك إذا كانت عدد مرات الإخراج اقل من ثلاث في الأسبوع وبصعوبة. ويؤدي الإهمال في علاج الإمساك إلي فقدان الشهية للطعام وما يتبعه من تأخر معدلات النمو, بالإضافة لخلق حالة من العصبية تمتد للمحيطين داخل الأسرة. والإمساك نوعان أولهما الوظيفي الأكثر شيوعا. وتظهر في50% من حالاته العوامل البيئية والعائلية كأهم المسببات, كأن تكون هناك حالة مماثلة في الأسرة كأحد الوالدين أو الإخوة. بجانب ما يراه الأطباء من عادات غذائية خاطئة كقلة شرب السوائل والإكثار من تناول اللحوم والدهون علي حساب المأكولات المحتوية علي الألياف التي تسهل عملية الإخراج. كما يحدث أحيانا بعد الإصابة بنوبة مرضية شديدة تفقد الطفل الشهية, أو عقب الإصابة بنزلات البرد الشعبية وما تسببه من ارتفاع درجة الحرارة ونقص كمية السوائل. وقد يكون من ضمن الأسباب أيضا ضعف حركة الأمعاء نتيجة نقص بعض المعادن.
أما النوع الثاني فهو الإمساك العضوي ويكون بسبب بعض العيوب الخلقية في القناة الهضمية, أو اضطراب وظيفة الخلايا العصبية المغذية للمستقيم والقولون, مما يجعل الطفل يعاني من الإمساك منذ ولادته, وعادة يتطلب التدخل الجراحي.
وبالرغم من اعتبار الإمساك أكثر المشاكل الصحية المزعجة والشائعة, فإن نصائح المتخصصين تكمن ببساطة في تناول الماء والسوائل, مع ضمان حصول الطفل علي غذاء متوازن يحتوي علي كمية كافية من الألياف مثل الحبوب, البليلة, الخضروات, الفاكهة بجميع أنواعها كالبرتقال والبلح. بجانب المكسرات والخشاف وزيوت الزيتون والكزبرة, وأخيرا الزيوت المعدنية لاستخدامها كمنشطات لحركات القولون.