August 17th, 2010
من لا يقدر على المنافسة ولا يستطيع تطوير نفسه فسيخرج خارج السوق الداخلية والخارجية، يبدو أن هذه المقولة أصبحت قاعدة رئيسية وجد الصناعيون السوريون أنفسهم في مواجهتها في ظل المتغيرات الاقتصادية والاتفاقات العربية والدولية.
حيث إن سورية بدأت بتطبيق اتفاقية التجارة الحرة مع الدول العربية بشكل كامل عام 2005 ومع تركيا عام 2007 وهناك ملف الانضمام لاتفاقية التجارة العالمية بعد قبول سورية كعضو مراقب مؤخراً وهناك اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي التي تم توقيعها بالأحرف الأولى.
الصناعة السورية وعلى لسان وزير الصناعة حققت نمواً واضحاً خلال الخطة الخمسية العاشرة اذ نمت الصناعة التحويلية كما هو مخطط لها بمقدار 15٪ ونمت الصادرات بين عامي 2006و2008 بمقدار 356٪. لكن بالرغم من ذلك ما زال امام الصناعة السورية جملة من التحديات من أهمها قدرتها على المنافسة.
بيد أن وزير الصناعة أكد قدرة الصناعة السورية على المنافسة بدليل زيادة قيمة صادرات الصناعة التحويلية من 59 مليار ل.س عام 2005 الى 384 مليار ل.س عام 2008 والسؤال: هل نستطيع المنافسة بالفعل؟
اللافت الغزو من قبل البضائع الصينية المتفاوتة بجودتها بين الستوك والرديء وبين الوسط والممتاز وهي بشكل عام رخيصة الثمن. علماً أن المنتج الصناعي السوري جيد لكن طريقة تغليفه، أدى الى عزوف المواطن السوري عن شراء المنتج المحلي فكيف يستطيع الصناعي السوري التكيف مع متغيرات الواقع الاقتصادي العالمي والتعامل معه بشكل ديناميكي.
الصناعي محمد الشاعر يطرح تساؤلاً مفاده هل نحتاج لصناعة سورية؟ واذا كان الجواب بنعم اذاً نحن بحاجة لاستراتيجية صناعية واضحة خاصة أن شعار الصناعة قاطرة النمو يأتي بأولويات الخطة الخمسية الحادية عشرة بغض النظر عن مساهمتها بنسبة الناتج الاجمالي المحلي والأهم من هذا وذاك يجب أن تحدد الاستراتيجية ماهية الصناعات التي يجب أن تنافس بها الصناعات السورية وتحقق لها قيمة اضافية. وأشار الشاعر أن تنافسة الصين جاءت من الانتاج الوفير بالاضافة للتكنولوجيا المتطورة وتوفير البيئة التمكينية.
وأضاف الشاعر أن الصناعة بالعالم تتجه نحو الاهتمام بالتغليف ففي الصين يوجد معاهد خاصة لتغليف يرتبط فيها الطالب بمصنع من المصانع من السنة الأولى لتصميم احدث الأغلفة التي تسهم في المنافسة والترويج للصادرات الصينية الى دول العالم.
ورأى الشاعر أن هناك صناعات سورية متميزة وتستطيع المنافسة في أي مكان لكن ينقصنا الرؤية الواحدة ما بين الحكومة والقطاع الخاص الصناعي.
وحسب رأي الباحث الاقتصادي قدري جميل فإن شروط المنافسة قد تغيرت بسبب تراجع السياسات الاقتصادية. واستغرب جميل من الأرقام المتعلقة بنمو الصناعة التحويلية وخاصة أن هناك تراجعاً في القطاعات الحقيقية.
بالمقابل يرى الدكتور عابد فضلية استاذ الاقتصادبجامعة دمشق أن الصناعة السورية ليست قادرة على المنافسة بالمستوى المطلوب وهذا لا يعني أنها ستبقى كذلك. وأضاف أن الصناعة السورية كانت منذ أكثر من عقد وحالياً تعاني وستعاني على المدى القصير والمتوسطي من تحديات كبيرة على مختلف المستويات بدءاً من دخولها اتفاقية التجارة الحرة العربية ومروراً بتحرير التجارة وصولاً للانضمام لمنظمة التجارة العالمية وخاصة+ الصناعة التحويلية التي بدأت تلمس مساوئ هذه التحديات من جهة أخرى تلك التحديات بوجهها الآخر تخلق حافزاً أكبر ودافعاً أقوى من أجل تحسين الانتاجية والقدرة التنافسية من أجل البقاء. ويشير فضلية أن القطاع الخاص السوري يشعر بجدية التحديات وبدأ الحديث عن رفع القدرة التنافسية وتحسين العمل المؤسساتي والعمل باقتصاد التكلفة وزيادة الانتاجية والتدريب والتأهيل وهي جميعاً مفردات التنافسية والقدرة على البقاء.
ويوافق فضلية وزير الصناعة بالأرقام التي ذكرها وهي منطقية وتتعلق ببعض فروع الصناعة التحويلية الا أن هذا النمو كمي والتحدي الكمي في عصر العولمة لا يعني شيئاً بل هو قليل الأهمية بالمقارنة مع التحسن النوعي.
وتبقى التحديات متعلقة بانخفاض الانتاجية نتيجة خلل في العملية الانتاجية والتسويقية ومحددات الكلفة والنوعية .
المصدر: ميساء العلي - الثورة