أثبتت دراسة أميركية صادرة عن «الجمعية الأميركيـــة للتغذية» American Society for Nutrition (ASN) أن «النظام الغدّي» Glandular System يساعد على اختيار الحمية المناسبة لكل شخص وفقاً لأنواع الغدد الكبرى في الجسم.
تشير الحقائق العلمية إلى أن لكلّ شخص نوع جسم يختلف عن الآخرين، يتمّ تحديده على أساس كيفية امتصاص الغذاء، ووفقاً لعمل الغدد الكبرى، وهي: التناسلية والكظرية والدرقية والنخامية، والتي بناءً عليها تتمّ معرفة درجة الأيض وقياس مدى استجابة الجسم تجاه بعض عناصر الغذاء الأساسية كالبروتينات والكربوهيدرات والدهون. وفي هذا الإطار، تعمل الحمية على إعادة تشكيل الجسم وليس مجرّد تغييره بشكل ظاهري، وذلك من خلال دراسة العلاقة بين الغذاء وتأثيره على أنواع الغدد المختلفة، ممّا يسمح باختيار صنوف الطعام المفيدة والمتوافقة مع طبيعة الجسم. وبالتالي، يعمل هذا النظام الغذائي على إعادة التوازن إلى الحياة الصحية والطاقة الحيوية والوزن المناسب لفترات طويلة. وقد صنّف باحثو التغذية الأجسام حسب عمل الغدد، إلى :
وهو النوع الذي يسيطر عليه عمل الغدة الدرقية المسؤولة عن عملية الأكسدة واحتراق الغذاء في أنسجة الجسم، بالإضافة إلى إفرازها الهرمون الدرقي بالدم TSH والذي يتمّ من خلاله إنتاج الأيض بالجسم والتحكّم في تدفّق الطاقة من الكبد إلى الدم، فضلاً عن تأثيرها المباشر في معدّل ضربات القلب، وانسياب العضلات. وتعتبر غالبية من ينتمون إلى هذا النوع من النحفاء، إلا أنهم أكثر عرضة للوزن الزائد، بسبب سرعة إصابة الغدة المسيطرة على أجسامهم بالإجهاد، بالإضافة إلى رغبتهم الملحّة في تناول الحلويات بأنواعها.
> شكل الجسم: يتميّز النوع الدرقي بالجذع الرشيق والعنق الطويل ونحافة الأطراف واستقامة الطول في الذراعين والساقين. وتظهر الزيادة في الوزن على الفخذين وأعلى الردفين، وحول الخصر والذراعين المستهدفين من أسفل، وكذلك الساقين.
> الطعام المحفّز: يميل النوع الدرقي إلى تناول النشويات كالخبز أو المعكرونة أو الأرز والمواد الكربوهيدراتية التي تحفّز إطلاق السكر بالدم كالحلويات الشرقية أو الشوكولاته أو البسكويت أو العصائر.
>خطّة الحمية: تعتمد حمية هذا النوع على تناول البيض يومياً، والإكثار من البروتين الحيواني الخفيف المتوافر في الدجاج والأسماك، فضلاً عن كمية معتدلة من اللحم الأحمر وكميات صغيرة من الكربوهيدرات المتوافرة في الحبوب الكاملة وحصّة واحدة من الفاكهة يومياً كوجبة خفيفة.
ويجب عدم إغفال تناول كميات كبيرة من الخضر الطازجة، بما يزوّد الجسم بالفيتامينات والمعادن ويجعله يشعر بالإمتلاء، مع التخفيف من المشروبات المحتوية على الكافيين (الشاي والقهوة والمشروبات الغازية) واستبدالها بشاي الأعشاب أو أوراق الريحان أو النعناع.
تعدّ الغدة الكظرية من أقوى الغدد في جسم الإنسان، تفرز الهرمونات الكظرية التي تساعد الكبد على إنتاج «الجلايكوجين» وسكر الدم، وتساعد الكليتين على تنقية الجسم من السموم والتحكّم في تكوين العضلات والدهون وإحداث التوازن بينهما، كما أنها تحفّز الشهيّة للطعام وتحافظ على القوة والطاقة بالجسم.
> شكل الجسم: يتميّز هذا النوع بقوة البنية واستدارة الوجه وعرض الكتفين وتسطّح الأرداف ونحف الخصر، وتتركّز مناطق السمنة لهذا النوع في منطقة الثدي ومقدّمة الجسم والوجه والرقبة.
> الطعام المحفّز: لا يميل من ينتمون إلى هذا النوع إلى تناول الحلويات، بل يتوقون إلى الأغذية الدسمة والمملّحة، وخصوصاً اللحوم والأجبان والزبدة التي تعمل على زيادة إفراز الهرمون الكظري، كما تحتلّ الدهون مركزاً أساسياً في وجباتهم الرئيسة لأنّها تحفّز قواهم وتجعلهم يحصلون على الطاقة، ويتخلّلها تناول أنواع المكسرات المملّحة و«المقرمشات» ما بين الوجبات.
> خطة الحمية: تعتمد على تناول منتجات الألبان قليلة الدسم كجبن الحلوم والقريش والزبادي الخالي من الدسم والقشدة منزوعة الدسم، فضلاً عن الإكثار من الخضر الطازجة والحبوب الكاملة (الشعير والشوفان الكامل والقمح الكامل بأنواعه والأرز البني والبليلة) أو الحبوب المطحونة كالدقيق ومنتجات النشاء. كما يُوصى بتناول 4 حصص من بروتين الدجاج والمأكولات البحرية أسبوعياً، بعد طهوها على البخار ونزع طبقة الجلد الظاهرة عنها، إلى جانب الخضر المسلوقة، مع تجنّب تناول منتجات الألبان كاملة الدسم بأنواعها، وتقليل حصة اللحم الأحمر إلى وجبة واحدة أسبوعياً.