تقدم فريق طبي من جامعة لويفيل الأميركية، بقيادة الدكتور جون باركر، بطلب للجامعة لإجراء أول عملية تجريبية لزرع وجه مأخوذ من شخص متوفى في شخص حي، وذلك لأول مرة في تاريخ زراعة الأعضاء.
وقد توقع الفريق أن تستغرق هذه العملية المعقدة حوالي 24 ساعة متواصلة. وسيقوم الباحثون بتقديم وثائق مفصلة عن أهداف هذه العملية الجراحية للجنة الأخلاقيات العلمية بالجامعة.
وكانت مسألة زرع وجه مثار جدل في الأوساط العلمية، خاصة أنه سيتعين على المريض الذي أجريت له عملية الزرع أن يتناول الأدوية التي تقلل مقاومة ورفض الجهاز المناعي للوجه الجديد. وربما تكون لهذه الأدوية آثار سلبية على المريض أكثر من تلك التي يعانيها نتيجة إصابات أو حروق في وجهه الأصلي.
وهناك كذلك الجانب الأخلاقي ويتمثل في النتيجة التي ستؤدي إليها الجراحة إن أجريت بنجاح، فالشخص المتوفى سيبدو وكأنه عاد إلى الحياة بعد زرع وجهه في شخص حي. والشخص الحي الذي أجريت له العملية سيبدو وكأنه مات، لأن وجهه الأصلي قد أزيل من الوجود.
وهناك أيضا المشاكل النفسية للشخص الذي ستجرى له الجراحة، والمترتبة على تغيير وجهه الذي هو أول ملامح هويته.
يضاف إلى ذلك المشكلات التقنية الجراحية والطبية التي أكد فريق جامعة لويفيل أنه تمكن من التغلب عليها نتيجة التمرس بهذه النوعية من العمليات الجراحية ومن خلال الأبحاث المطولة التي كانت تجرى على "الجثث" التي تمنح لهم لأغراض بحثية.
وقال الفريق كذلك إنه بعد زرع الوجه سيبدو المريض وكأنه شخص ثالث، بوجه يختلف عن وجه الشخص الحي (المتلقي) ووجه الشخص المتوفى (الذي تم زرعه).
وكان الدكتور باركر، الذي سيقود هذه العملية، عضوا في فريق لويفيل الطبي الذي تمكن عام 1999 من زرع يد بنجاح، وقد نجح إجراؤها حتى الآن 20 مرة في أنحاء مختلفة من العالم.
وكانت كلية الجراحين الملكية البريطانية قد خلصت في تقرير لها العام الماضي إلى أنه لا ينبغي البدء في تجريب عمليات زرع الوجه إلا بعد إجراء ما يكفي من الأبحاث، لأن الآثار المترتبة على فشل هذه العملية ستكون بالغة الضرر بالمريض.
وقد أجريت في السنوات الماضية جراحتان في الولايات المتحدة وأستراليا، استبدل فيهما ما يزيد على 50% من جلد الوجه. ولكن هذه هي المرة الأولى التي يطلب فيها زرع وجه كامل، ما يعني إعادة توزيع ما يزيد على 30 عضلة في الوجه، وربطها بعظام الوجنات والفكين