تمكن طبيب فلسطيني في قطاع غزة من إجراء عملية جراحية ناجحة تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، لمريض يبلغ من العمر (42 عاما) كان يعاني من وضع صحي صعب بسبب "تمزق في جذع الشريان التاجي الأيسر الذي يؤثر بصورة مباشرة على عضلة القلب". وأكد الدكتور محمد حبيب، استشاري رئيس قسم القسطرة في مستشفى غزة الأوروبي في بيان صحفي أن العملية التي أجريت للمريض (د. ش.)، قد تكللت بالنجاح، موضحاً أن فريقه الطبي استطاع تثبيت عدة شبكات معدنية داخل الشريان التاجي الأيسر. وأوضح د. حبيب ان المريض كان يعاني من ارتفاع في ضغط الدم وجلطة قلبية حادة في الجدار الأسفل بالقلب، نتيجة انسداد مفاجئ في الشريان التاجي الأيمن، وعلى إثر ذلك أدخل المريض إلى قسم العناية المركزة للقلب بمستشفى الشفاء، ثم قاموا بتحويله إلي قسم القسطرة في مستشفي غزة الأوروبي، كي تجري له عملية (قسطرة) تشخيصية. وبيّن أن عملية التشخيص وإجراء العملية تم بشكل سريع، وقال: "كنا لا نملك الكثير من الوقت، وكل دقيقة تمر تؤثر على صحة المريض سلبيا، وقد يؤدي ذلك إلي الوفاة وهذا وارد في كل مستشفيات العالم، وهنا أتذكر عندما زارنا وفد من أطباء مستشفى القصر العيني في مصر أثناء فترة الحرب على غزة، ذهلوا عندما قلنا لهم أننا أجرينا ما يزيد عن 2300 عملية قسطرة ولم يتوفى إلا شخص واحد". وحول تفاصيل العملية، قال د. حبيب "لم يكن أمامي أنا والفريق الطبي إلا أن نجري له قسطرة علاجية، لعلنا نتمكن من عمل شيء له، وإلا سيموت، ( لأن الشريان التاجي الأيمن مغلق بنسبة 80% والشريان التاجي الأيسر مغلق تماما، وبذلك لا يسمح إلا بمرور كمية بسيطة من الدم لتروية عضلة القلب)". وأضاف حبيب "توقف قلب المريض أثناء القسطرة وتم إعادة تشغيله عن طريق صدمات بالكهرباء (عملية إنعاش) ثم تحركنا بسرعة عالية وبدأنا العمل، وتمكنا بنجاح بعد عدة محاولات فاشلة من إدخال سلك رفيع إلي مجرى الشريان الممزق، واستطعنا بذلك أن نجتاز المنطقة التي حدث بها تمزق بالشريان الأيسر، ثم قمنا بتثبيت أول شبكة معدنية بداخله في بداية فوهة الشريان، وقد استغرق ذلك مدة 20 -25 دقيقة". وأشار إلى أن المريض كان يعاني من ألم شديد جدا في صدره، حيث لم يساعده أي نوع من أنواع المسكنات على الهدوء، ثم يكمل حبيب حديثه قائلاً: "وبعد ذلك قمنا بتركيب شبكة معدنية( دعامة) أخرى في منتصف الشريان، وتم بحمد الله إصلاح الشريان وفتحه بالكامل، واستغرقت العملية ما يقارب من ساعتين". ولفت د. حبيب إلى أن الفريق الطبي واجه عدة مشاكل منها: وضع المريض الغير مستقر حيث توقف قلبه عن العمل، وضيق في التنفس عند المريض، والآم حادة في صدره مقاومة للمسكنات، والتوتر الشديد نتيجة عدم تمكننا من اجتياز منطقة التمزق إلا بعد فترة طويلة. وبالإضافة إلى ذلك فقد واجه الفريق الطبي مشكلة كبيرة وهي قلة الوقت، لأن المريض يحتاج بصورة سريعة ومتواصلة إلي تدفق الدم إلى القلب، وعندما يصاب المريض بانسداد في أي شريان فإن الدم يقف عن التدفق من وإلي القلب وأي تأخير في العلاج يزيد الخطر علي المريض وهذا الخطر متمثل في موت جزء كبير من الخلايا، وخلايا القلب لا تتجدد. وأكد د. حبيب أن وزارة الصحة تعمل الآن وبشكل جاد من أجل استقدام استشاري لجراحة القلب من خارج فلسطين لإجراء عمليات جراحة القلب في قطاع غزة، وأن جميع مرضى القلب سيتم علاجهم في الداخل بعيدا عن مشاكل السفر وعناء المعابر في القريب العاجل. وقال د. حبيب: "قمت بكتابة تقرير العملية ووصفها بدقة وأرسلته إلى مجلات طبية متخصصة، في العمل الطبي خارج فلسطين، وهو الآن قيد التحكيم وسيتم نشرة قريبا حسبما أفادوني، حيث ترسل لأكثر من محكم، ثم يتم نشرها بعد الموافقة على موقع المجلة وبعد ذلك يمكن الوصول إليها من خلال موقع البحث الطبي على الانترنت". وأشار إلى أنه قام بعد انتهاء العملية بالبحث عبر مواقع الانترنت المتخصصة، وعبر المواقع الطبية العالمية لنشر الأبحاث، لافتا إلى أنه لم يجد أي حالة أجريت لها عملية قسطرة علاجية بنجاح من هذا النوع. ووجه د. حبيب رسالتين، الأولى للمسؤولين دعاهم فيها لتقديم دعم عاجل وسريع لقسم القسطرة في المستشفى الأوروبي، والثانية للمواطنين في قطاع غزة وخاصة المرضى طمأنهم فيها بأن كافة مشاكل مرضى القلب ستحل قريبا بحيث لا يصبح هناك داعٍ للسفر والمشقة خارج فلسطين. د. لوجي