بعد الارتفاع المفاجئ لأسهم شركة (أمازون) والذي حدث منذ فترة ليست بالبعيدة جاء التصريحات عن الوضع المالى السيء لهذه الشركة مما أفقد السوق المالي لواقعيته ولاسيما أن (أمازون دوت كوم) Amazon .com، قد أعلنت في فبراير (شباط) من العام الماضي 1999م عن خسارة قاسية وفي نفس اليوم ارتفعت أسهم المتاجرة لموقع أماوزن بنسبة 33% مثيرة بذلك التساؤلات حول هذا الموقع. وبالنسبة لمجموعة جديدة وواسعة من المستثمرين فإن الأسواق المالية هذه الأيام تقدم الفرصة لتحقيق ثروة لم يسبق لأحد أن حققها. سؤال بسيط يطرح نفسه: هل موقع ياهو (Yahoo) أكثر جدارة من شركة غانيت كومباني Gannett.co باعتبار أن غانيت وسط إعلامي تنشر الصحف الإقليمية بالإضافة إلى جريدة USA.Tody، ولديها عائدات قوية وسيولة مادية ضخمة، وباعتبار أن شركة ياهو وهي شركة معروفة على شبكة الإنترنت ولديها عوائد مالية جيدة وقد بلغ رأس مالها أكثر من 80 بليون دولار، وللإجابة عن سؤالنا السابق نقول: إن شركة (غانيت) أكثر جدارة من شركة (ياهو) على الورق ولكن سوق البورصة مسألة مستقبلية فالناس الذين يشترون العملات والأسهم في الأسواق لا يراهنون على ما قد حدث بل يراهنون على ما يعتقدون أنه سيحدث مستقبلاً. قسم التعويض في مجلة (وول ستريت) wall street يراهن على أن المستقبل سيبدو مختلفاً جذرياً عن الحاضر، فالمستثمرون ينظرون إلى (غانيت) وكل إمكانياتها الهائلة ستهاجر إلى شبكة الإنترنيت وبالتالي ستنمو نمواً هائلاً، أما (ياهو) فإن الأشخاص المستثمرين فيه أنفسهم عندما يدخلون إلى هذا الموقع فإنهم لا يستطيعون احتواء كل ما يوجد بهذا الموقع حيث هنالك الكثير من الأعمال التجارية المتنوعة وخدمات التسويق، ففي كل شهر يدخل إلى موقع Yahoo أكثر من 12مليون شخص ليقوموا بعمل من الأعمال المتوفرة في هذا الموقع الكبير. الاقتصاد العالمي وثورة الجينات بعد التقدم الهائل في علم الجينات والثورة الحاصلة فيه بدأ الاقتصاد العالمي يدخل في غمار هذه الثورة وتم إنشاء شركة لهذا الغرض وهي (سيلبراجينومكس) والمتفرغة من شركة(ب بي كوربوريشن). وقد وجهت هذه الشركة ضربة لسوق نيويورك المالي. في شهر مايو (أيار) من عام 1999م وفي نهاية فبراير (شباط) من نفس السنة باعت هذه الشركة كل سهم بـ(200) دولار، وهناك أشخاص في جريدة (وول ستريت) وهم تجار جادون يعتقدون أنها ستستحق في النهاية، 10.000 دولار لكل سهم، لذلك فإن شركات عديدة استثمرت في شركة (سيلرا جينومكس) لكي تسابق الزمن. الاتحاد الأوروبي والأطعمة المعدلة وراثياً أكثر من نصف ميزانية الاتحاد الأوروبي كرّست من أجل الزراعة، ومع ذلك فإن الاتحاد يعارض (الأغذية المعدلة وراثياً) لأن لديه بعض الاعتبارات حول هذا النظام الحيوي. ويتجه التفكير الآن إلى إنتاج أطعمة ليست معدلة وراثياً فحسب، بل إلى إنتاج أغذية تقوم بتزويد المستهلكين بمواد تحتوي على مجموعات توجيهية وراثية، وهي منتوجات معروفة في العالم الوراثي بمنتوجاتagriceuticoll، (أغريسيوتيكال). ويعتقد أكثر الخبراء في هذا المجال أنها لن تكون موجودة على الأغلب خلال الخمسة أعوام القادمة،لكنها إن توفرت بعد ذلك وراجت فسيُحرَج الاتحاد الأوروبي. ترى هل يستابع صرف نصف ميزانيته في عملية حصار الجزر ذي الطعم الجيد أو الذرة التي تحتوي كل المواد المغذية الأساسية أم يقوم بشراء ذرة وجرز معدل وراثياً واللذين يقدمان طعماً مساوياً تماماً للطعم الحقيقي والقيمة الغذائية نفسها مع ما فيهما من منافع لمقاومة الأمراض. أي طريق سيسلك الاتحاد الأوروبي؟ البيروقراطيون في الاتحاد على الأرجح لن يشتروا الخضروات المعدلة وراثياً، ولكن كل شخص في العالم سيشتريها وبالتالي سيتوجب على الاتحاد الأوروبي أن يكرس أكثر ميزانيته للمعونات المالية الزراعية وسُيجبر مواطنو الاتحاد على أكل المنتوجات الغذائية التي ليس لها قيمة إضافية. وفي الحقيقة إنك لن تستطيع المراهنة على الزراعة المعتمدة على علم الوراثة،ولكن الشركات الكبيرة هي الرابحة في نهاية المطاف وهي التي تجني المال الكثير.