الزعيم...
نجاح أو انتشار فنان ما قد يكون ضربة حظ لا تعكس بالضرورة قدرته الفنية الفعلية. ومع الانتشار تأتى الشهرة ومع الشهرة تزداد الثروة. والأمر فى النهاية مرده إلي الله سبحانه وتعالي مقسم الأرزاق.
هذا الوضع يصدق مع الفنان الشعبى القادم إلي الساحة الفنية بعنف شعبان عبدالرحيم، الذى انتشر "من تحت الصفر" حتي أصبح نجماً يشار إليه بالبنان. فانتشاره لا يعود، فى رأينا، إلي ما حمله صوته من شجن، بل إلي الرسالة التى حملها هذا الصوت للناس، وإلي المشاعر التى بثها من خلال صوته تجاه إسرائيل وعكس فيها شعور الناس وأحاسيسهم الفعلية. القصة نفسها تنطبق علي الفنان عادل إمام، الذى أصبح يلقب ب"الزعيم" بعد مسرحية له بهذا الإسم. فقد نجح فى الوصول إلي الناس من خلال تلمس مشاعرهم وعكس طموحاتهم علي خشبة المسرح، ومن خلال ما يقوم به من أدوار علي الشاشة الفضية يجد فيها رجل الشارع العادى نفسه.. فأحبته الجماهير.
غير أن عادل إمام يمتلك الموهبة، التى يفتقر إليها فى نظرنا شعبان، فهو فنان قدير له سجل يفخر به ويتفاخر به عن جدارة؛ غير أننى شاهدت له أخيراً بعض الأعمال، آخرها فيلمه الذى مثل جزءاً كبيراً منه فى أمريكا، لا تتناسب مع تاريخه الفنى ولا مع عمره.
كان فى إمكان الفنان الكبير "موهبة وعمراً" أن يختار من القصص ما يتناسب مع المرحلة العمرية التى وصل إليها. وأنا واثق أنه سيكون ناجحاً كما عودنا دائماً. وللعلم فإن الجمهور لم يعرف الفنان العظيم نجيب الريحانى سينمائياً إلا وهو فى عمر متقدم. ولم يتأثر حب الناس له وهو فى هذا السن مع وجود نجوم أكثر شباباً منه آنذاك. فالفنان الحقيقى لا تنتهى محبة الناس له بتقدم العمر طالما عرف كيف يوظف فنه وموهبته فى مكانها الصحيح.