كشف باحثون أن بروتينا طبيعيا تفرزه الغدد اللمفاوية في الجسم يمكن أن يقضي على الأورام السرطانية
ويأمل الباحثون في أن يتمكن نوع من البروتين المُحفَّز من معالجة سرطان الرئة الذي يعتبر أكثر أنواع مرض السرطان خطرا في بريطانيا، من خلال مساعدة الجهاز المناعي على محاربة المرض
وعند حقن الفئران في المختبر بالبروتين، الذي يدعى بـ أس أل سي، فإنه تمكن من القضاء على الخلايا السرطانية في أربعين في المئة من الفئران المصابة، وتقليص نمو الأورام السرطانية بدرجة كبيرة في الفئران الباقية
ويأمل فريق البحث، الذي يرأسه الدكتور ستيفن دوبينت من جامعة كاليفورنيا-لوس أنجلس، الآن باختبار تأثيرات البروتين على الأورام السرطانية عند المرضى
ويقول الدكتور دوبينت إن فريقه متفائل بالنتائج التي جاءت بها الأبحاث في هذا المجال، وقادت إلى بلوغ المراحل الأولى من تطوير علاج جيني يعزز من قدرة الجهاز المناعي على محاربة السرطان
ويقوم بروتين أس أل سي، وهو مركب كيمياوي، وواحد من مجموعة من البروتينات التي اكتشفت في السنوات الأخيرة، بإرسال إشارات إلى الجهاز المناعي تمكنه من مقاومة المرض، وإيقاف أو إبطاء نمو الأورام السرطانية من خلال قطع إمدادات الدم المغذية لها
حقن البروتين في الأورام السرطانية
ويقول الدكتور دوبينت في مقال له في مجلة المناعة، إميونولوجي، إن البروتين المذكور عند حقنه في الأورام السرطانية فإنه يدفع بعض خلايا المناعة المعروفة بخلايا ليمفوسايتس والخلايا الشجرية نحو الورم السرطاني
وتقوم هذه الخلايا بتدمير الخلايا الغازية مثل البكتيريا لكنها قد تقتل أيضا خلايا أخرى كالخلايا السرطانية، إلا أن الخلايا الشجرية لا تقوى على محاربة الخلايا السرطانية لأن الأخيرة قادرة على إخفاء نفسها
غير أن بروتين أس أل سي يغير التوازن الكيمياوي عند حقنه في الأورام السرطانية وعندئذ تكون أقل قدرة على مقاومة دفاعات الجهاز المناعي
ويضيف الدكتور دوبينت أن هذا يبرهن على أن بروتين أس أل سي يساعد على منع الخلايا المناعية من تجاهل الخلايا السرطانية المهاجِمة، أي أنه يحفزها على المقاومة
وقال متحدث باسم جمعية الأبحاث السرطانية إن هذا الاكتشاف مثير للاهتمام وباعث على السرور لكنه أكد على أن الأبحاث لم تتمكن بعد من معاجلة الأورام السرطانية في الفئران، وقد تستغرق وقتا طويلا قبل أن تأتي بعلاج للإنسان
ويعتبر سرطان الرئة من أكثر الأمراض شيوعا في العالم وهو مرض قاتل، لا يشفى منه في بريطانيا سوى 5% من المصابين بعد خمس سنوات من الإصابة
ومن الجدير بالذكر أن من بين كل عشر حالات إصابة بالمرض هناك تسع يسببها التدخين، أي أن التدخين مسؤول عن 90 في المئة من أمراض سرطان الرئة