يجدر بنا تسليط الضوء على أهمية الصحة النفسية للفرد في هذا المجتمع عموماً والطالب على وجه الخصوص ، لما لها من أثر بالغ على التوافق النفسي والاجتماعي ، والقدرة على مواجهة المشكلات التي تعترض حياة االطالب ، وتجعله أكثر انضباطاً واتزانًا، وإحساساً بالمسؤولية الاجتماعية، والقيام بدوره على أكمل وجه ، وأكثر إنتاجية ونجاحاً في حياته ، مما يولد لديه الشعور بالسعادة والرضا نحو نفسه والآخرين في محيطه الاجتماعي.
أن الطالب الذي يتواجد في بيئة صحية ونفسية جيدة في المنزل والمدرسة ، ويعنى به ويتم التعامل معه باحترام وتقبل وتشجيع ، بعيداً عن التجريح والإيذاء والرفض وإلغاء شخصيته، والعمل على مد يد العون له في التعرف على نقاط القوة والضعف في شخصيته، لكي يعزز الجوانب الإيجابية في نفسه ، ويتجنب السلبيات والأخطاء التي يقع فيها وتسبب له المتاعب والمشكلات مع الآخرين ، بالإضافة إلى مواجهة المخاوف والتعرف على ما يسبب القلق وينغص حياة الشباب، والتعرف على الدوافع والأهداف التي يفكر فيها ويطمح أن يحققها ويصل إليها فإن هذا يجعله يدرك أعماق نفسه ويطورها نحو الأفضل.
إن الأدوار الاجتماعية والتواصل مع الآخرين والمشاركة في المناسبات واللقاءات العامة، والحرص على الصداقة والصحبة الجيدة والسوية القائمة على الاحترام المتبادل، والبعيدة عن الانحرافات والسلوكيات الخطأ تسهم في الشعور بالراحة والاطمئنان، بالإضافة إلى القدرة على حل المشكلات بصورة صحيحة قائمة على الروية والتفكر والنظر للمشكلة من جميع جوانبها، يجعل الطالب يتعامل مع ما يتعرض له من صعوبات في غاية الحكمة والتعقل بعيداً عن التهور الطيش.
ولكي نتمتع بالصحة النفسية السوية كذلك ينبغي علينا أن لا نتحسر على الماضي، أونتوجس من المستقبل، بل يجدر بنا أن نعيش في الحاضر، وأن نتجاوز ما أصابنا في الماضي، ولا نلتفت إليه إلا إذا كان إيجابياً يسهم في سعادتنا و نجاحنا.
ولابد من المحافظة على صحتنا الجسمية من خلال التغذية السليمة والنوم الكافي الذي يريح أبداننا وأجسادنا، و ممارسة الألعاب الرياضية فإن فيها تنشيط للبدن والعقل والنفس.
فإن هذا بدون شك يلعب دوراً مهماً في حياة الطالب، و يسهم في إيجاد شخصية واعية و قادرة على تحقيق الاستقرار والشعور بالسعادة والنجاح والتفوق