من بين اساليب مواجهة القلق ان يتعلم المرء كيفيةالاسترخاء الجسمي. ويجمع علماء العلاج النفسي والسلوكي اليوم على فائدةالتدريب على الاسترخاء في تخفيف القلق وتطوير الصحة النفسية.
من الثابت انالزيادة الشديدة في التوتر العضلي تتوقف اساساً على شدة الاضطراباتالانفعالية، خاصة عندما يواجه الفرد بمشكلات تتعلق بتوافقه. ومن المؤسف انالتوتر العضلي الشديد لا يساعد بل يضعف قدرة الانسان على التوافق. والنشاطالبناء والانتاج، والكفاية العقلية. فالاشخاص في حالات الشد والتوتر والقلقتنهار مقاومتهم وقدرتهم على الاستمرار في النشاط العقلي والجسمي بسبب عجزهمعن توظيف العضلات النوعية المختلفة توظيفا بناء.
ان الفكرة الاساسية هي انيتدرب المرء على بعض التدريبات البدنية البسيطة التي تبدأ بان تشد كل عضلة منالعضلات على الترتيب والتتالي، ثم تسمح لها بالاسترخاء، وعليك ان تكرر هذهالتدريبات بانتظام والا تتوقع في اول الامر انك ستتمكن من استرخاء هذه العضلةتماما. لكنك ستتمكن بالتدريج من ازالة التوتر او التخلي عنه ومن ان تنتقل منهذه التدريبات الى التمكن من الاسترخاء وانت تقوم باعمال اخرى.
واخيراًسوف يطلب منك ان تستخدم هذا الاسترخاء الجسمي كلما وحيثما وجدت نفسك فيتوتر. ومن الطبيعي كذلك ان النتائج سوف تعتمد على مقدار التدريب الذي قمتبه، وان يتحقق النجاح بصورة تدريجية.
لكنك؛ ان ثابرت على ذلك فسوف تتعلم فيآخر الامر كيف تسيطر على التوتر الجسمي بجهودك الخاصة ومن غير اعتماد علىالعقاقير.
وأنت بعد ان تتمكن الى درجة ما من السطرة على التوتر الجسمي،سوف تلاحظ انك قد بدأت بالهدوء الذهني او العقلي. والسبب في هذا ان التدريبعلى الاسترخاء ينطوي على التركيز الهادئ في التخلي عن التوتر، وان هذهطريقة مفيدة لطرد الهموم عن نفسك وللتخلص من الافكار المزعجة التي تبعث الاضطرابفي الذهن.
والاسلوب الثاني في مواجهة القلق هو: السيطرة على الافكارالمزعجة:
كثيرا ما يكون من الصعب تحديد نوع الافكار التي تزيد من حدةوترفع من مستواه، لان هذه الافكار تصل بفضل التكرار وكثرة الوقوع الى مستوى تصبحمعه افكارا اوتوماتيكية كما انها تدور في راسك بسرعة يتعذر معك عندها ان تدركما يحدث او يقع. وأول ما ينبغي عليك القيام به هو ان تحدد وتتعرف على هذهالافكار »الاوتوماتيكية«، وذلك بان تصوغها في عبارات والفاظ واضحة وبانتسجل عدد مرات حدوثها، ونقطة الابتداء وهي ان تلاحظ ما يدور بذهنك في كلمرة تشعر فيها بالتوتر او القلق.
ثم انك بعد ان تهتدي الى نوع الافكار التيتؤدي بك الى المشاعر المزعجة سوف تحتاج الى ان تنفق بعض الوقت في اكتشافالاسباب التي تجعل هذه الافكار مزعجة بالنسبة لك، وفي التعرف على ان كانت هذهالافكار واقعية ام لا، وكثيراً ما تكتشف ان هذه الافكار المزعجة لا اساس لها منالصحة بعد ان تفحصها بدقة وتحللها. واما الخطوة الثانية فهي ان تصل الى اساليبمختلفة واكثر للتفكير في الاشياء ذاتها وان تتدرب على استخدام هذه الطريقةالمختلفة في التفكير في كل مرة تجد واحدة من هذه الافكار المزعجة »الاتوماتيكية« تدور برأسك، وكما كان الحال بالنسبة للاسترخاء، سوف تجد انالامر يصعب القيام به في البداية، ولكنه يصبح سهلا بالتدريجوبالممارسة.
ولما كان التوتر قد ينشأ عن الهموم والمشاغل الفكرية، فسوفتجد انك كلما ازددت سيطرة على هذه الافكار ازددت قدرتك على الاسترخاء الجسميوالهدوء |