بتـــــاريخ : 9/24/2011 7:43:16 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1167 0


    من قصة خواطر مشاء ومشاهداته

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : حسيب كيالى | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة خواطر مشاء مشاهداته

    أنا أسلك هذه الطريق لأنها تتيح لي حضور عملية الغياب الحزين، حين أتتبع كل شعرة، كل شأن تأخذه الشمس في رواحها إلى مستقرها في البحر وما تخلفه من ألوان تكاد تشبه ألوان الولادة وإن تكن تلك إنما تذوب أسى، تلونها اللوعة والحنين والفراق على نحو يكاد يدفع بالدموع
    ***
    نعود، بعد هذا الشرود، إلى القوارب: هذا الذي يرسو الآن يلفظ عمائم من طراز آخر. إنها العمائم الأفغانية والبلوشية. بيضاء، ضخمة، مجدولة على نحو تخالها معه ستسقط بين لحظة وأخرى وتفرط. ولكنها لا تسقط ولا تنحل حتى ولو قفز صاحبها في الهواء ربما.‏
    دفقة أخرى من السيخ. هذه المرة أطلعت إلى الرصيف جنوناً من الألوان المتلاحقة القافزة:‏
    الزهر، الألماسي، الأصفر، البرتقالي، الأعفر. هندي تعمم بمنديل عقده من أربعة أطرافه. هنديات بساري. خلاسيات. مواطنات ببرقع من الجلد يستر أنفهن وقسماً كبيراً من الوجه. جاري على المصطبة، المؤتزر بالإزار الأبيض المتسخ، مستبشر الوجه دائماً.‏
    ***
    نشرت إحدى الصحف المحلية، قبل أيام، صورة لسيارة باص مكتوب عليها بالإنكليزية –طبعاً –والعربية "مدرسة الإمارات الهندية" وهذا التعليق: "هذا كان الناقص!" ولكن هذا التعليق المتحسر القعيد لا يمنع أن الواقع يكاد يكون "هذا الناقص" العرب انتشروا أيام قتيبة بن مسلم
    التفت إلى جاري المقرفص وقد زهقت من محاورة نفسي:‏
    -رفيك‏
    التفت نحوي الهيكل العظمي الموميائي. ازداد استبشاراً ولكن، يا له من استبشار خلو من أي معنى.‏
    أضفت مفصلاً كل كلمة، رافعاً صوتي كأن رفعه يجعله أقدر على فهمي!‏
    -رفيك، أنت فيه مألوم (معلوم) فلسطين.‏
    طيف حيرة لبدت الجمجمة:‏
    -مالونيهي!‏
    هذه، حد فهمي، تعني النفي: لا أفهم.‏
    وعادت الجمجمة لتوصد بالابتسامة الجوفاء الخاوية المنيعة.‏

    كلمات مفتاحية  :
    قصة خواطر مشاء مشاهداته

    تعليقات الزوار ()