بتـــــاريخ : 12/28/2010 12:56:06 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1430 0


    تجربة من العراق

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :
    تجربة العراق قصة نجاح
    أرسل لي الصديق سمير من العراق رسالة يشكو فيها الخسارة التي تعرض لها في مغامرة تجارية لم يقدر لها النجاح، وهو يعرض قصته قائلا:
    القصة بدأت حيث من عادتي قراءة جريد دليل الأعمال السورية التي تصدر كل يوم خميس والتي توزع مجانا في سورية، وكنت قبل شهر رأيت فيها إعلانا لمنتج شراب اللوز، فمسحت سوق محافظتي فلم أجد هذا المشروب، فاتصلت بالمصنع وقلت لهم أن المنتج غير موجود في العراق، فهل من الممكن أن أكون وكيلكم. رحبوا بالأمر وتعاونوا معي، فطبعت بوستر يحمل الإعلان واسمي ورقم هاتفي كوكيل وكلفني 150 دولار، واشتريت 200 قطعة من المشروب، بتكلفة 500 دولار. المهم وصل المنتج ولكن كان مكتوبا على الملصق الخارجي أنه من ضمن مكونات المشروب مادة اي 171 وقد تم شطبها بالقلم الحبر العادي.
    حينها اتصلت بالشركة المنتجة، فقالوا لي أن هذه المادة جدا قليلة في المنتج، وان هناك خطأ مطبعي في الليبل / الملصق الموجود على العبوة. عندما شاهد أصحاب المحلات والسوبرماركت هذه المادة محذوفة بالقلم العادي تخوفوا من الأمر، فتفحصوه وسألوا عن هذه المادة فقالوا لي أن هذا المنتج أحد مكوناته مسرطنة، وأنهم أخرجوا أضرار هذه المادة من الانترنت، والآخر يقول سألت عنه احد الأطباء وحذرني والبعض تخوف. بعدها قال لي أصحاب المحلات لن نبيع هذا المشروب.
    فاتصلت بالشركة مرة أخرى فاعترفوا بخطئهم وقالوا أرجع لنا البضاعة وسنرجع لك النقود، ولكن المشكلة لا أحد يرضى بنقل البضاعة إلى سورية من العراق، والمشروب مدة صلاحيته أربعة أشهر ووصل عندي قبل شهر بمعنى انه لم يتبقى لي إلا ثلاثة أشهر… وأنا الآن أتلف بضاعة صرفت من أجلها 700 دولار. كم أنا فاشل.
    بداية، أوضح أني حصلت على موافقة سمير على نشر قصته هذه هنا لتعلم الفائدة، ولقد رددت عليه وأكرر ردي هنا مع الاستفاضة. أول شيء، من كان يظن أن مجال التجارة لا خسارة فيه، فهو مخطئ في ظنه هذا، فأكبر الشركات ذات الجيوش من الخبراء والمدققين، تقع ضحية عمليات نصب وما اليهودي الأمريكي مادوف إلا أكبر دليل على ذلك.
    ثانيا، ليس الفشل أن تخسر، الفشل هو ألا تتحرك من مكانك وتحاول. نحن من البشر، والبشر يصيب ويخطئ. الفشل سيكون أن تخطئ فلا تتعلم من خطأك هذا، ولهذا طلبت من سمير السماح لي بنشر قصته هنا لتعم الفائدة ونتعلم من محاولته.
    ثالثا، أين موضع الخطأ؟ الاندفاع لشراء منتج بكميات كبيرة (كبيرة هنا تتناسب مع ميزانية كل شخص، فشركة مايكروسوفت سيكون الكبير عندها مثلا 200 مليون نسخة من ويندوز وهكذا). هذا الأمر ينطبق على كل صغير وكبير، سواء اشتريت المنتج من مصر أو من اليابان أو من الصين.
    رابعا: مسح السوق يتطلب دائما التجربة الفعلية، بمعنى لا تنزل وتسأل هل عندكم مشروب لوز؟ لا ؟ جميل هناك فرصة ربح كبيرة، لأن السؤال التالي سيكون هل تريدون مشروب لوز؟ نعم، هل لو أعطيتكم هذا المشروب بعينه، هل يلبي لكم حاجتكم؟
    خامسا: حاجات العملاء تتغير بانتظام. اليوم يريد أهل العراق شرب اللوز، غدا سينصرفون عنه، بعده سيريدون مشروب البندق، بعده سينصرفون عنه مرة أخرى. الشاهد: تقلب أذواق المستهلكين من الحقائق الثابتة في عالم التسويق، ولذا يجب ألا تندفع لشراء كميات كبيرة نسبيا.
    سادسا: لن تتعلم ما لم تجرب، فكل ما سبق كلام نظري، أكاديمي، محض نظريات افتراضية، لن تعرف حتى تجرب فعلا، والتجربة من عيوبها أنها قد تجلب الخسائر، لكن الناجح هو من يتقبل هذه الحقيقة، ويعمل على أن يقلل من آثار أي خسارة تلحق به، والأهم، ألا يسمي نفسه فاشلا أبدا، فالنجاح يعني الحركة المستمرة والتفكير الدائم، وحسن الظن بالنفس وبالله.
    أخيرا، أشكر أخي سمير على مشاركته لنا بقصته، وأدعو الله أن يعوض عليه، وأن يكون ربح محاولته المقبلة كبيرا بحيث يعوض خسارته هذه. هل عندك عزيزي القارئ تجارب تجارية تجارية مماثلة تشاركنا بها؟

     

    كلمات مفتاحية  :
    تجربة العراق قصة نجاح

    تعليقات الزوار ()