بتـــــاريخ : 9/18/2011 6:19:02 PM
الفــــــــئة
  • الصحــــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1623 0


    الفصام.. مرض الفقراء !

    الناقل : فراولة الزملكاوية | العمر :37 | الكاتب الأصلى : همس الكون وعيونه | المصدر : forum.te3p.com

    كلمات مفتاحية  :

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    قد يكون موجوداً بصورةٍ أكثر مما نتوقع بين العاملات المنزليات والسائقين


    الفُصام.. مرض الفقراء !





    يُصيب مرض الفُصام الأشخاص من الطبقة الدنيا - الفقراء - بشكلٍ أكبر

    د.ابراهيم بن حسن الخضير

    مرض الفُصام، واحد من أكثر الأمراض العقلية والنفسية شراسةً، وربما يكون ألمرض العقلي الأول والأخطر بين الأمراض النفسية والعقلية. وضعت منظمة الصحة العالمية، مرض الفُصام بأنه المرض الأول بين الأمراض العقلية والنفسية التي تسبب في الإعاقة العقلية بين الشباب في سن 18 إلى 45 عاماً.
    مرض الفُصام هذا يبدأ عند الأشخاص عادة في سن المراهقة وبداية سن العشرينات. ومعدل أصابة المرض بين الرجال والنساء متساوية، وإن كان يبدأ عند الرجال في سنٍ أصغر منه عند النساء، حيث يتأخر بدء المرض إلى سن الثلاثين أو ما حولها عند النساء بينما يبدء في سن المراهقة.
    مرض الفُصام يبدأ عند الشخص بطرقٍ مختلفة. أكثر ما يكون بداية المرض عن طريق أن يبتعد الشاب - أو الفتاة - عن أهله، وينزوي، وينعزل عن الأصدقاء والأقارب، ثم يبدأ الشاب في الحديث بأفكار غريبة، قد تكون دينية أو فكرية فلسفية عن الحياة أو الأدب. هذه الأحاديث مع الشاب الذي بدأ مرض الفُصام عنده قد تكشف بأن هناك شيء غريب في فكر وسلوكيات هذا الشاب أو الفتاة. عادةً لا يعرف الأهل سبب هذا التغّير وتعتريهم الحيرة في تفسير التغيّرات في تفكير وسلوك الشاب - أو الفتاة - وقد لا يخطر على تفكيرهم بأن أبنهم أو أبنتهم مصابون بمرض عقلي خطير؛ هو مرض الفُصام.












    المرض الأول بين الأمراض العقلية والنفسية التي تسبب في الإعاقة العقلية بين الشباب في سن 18 إلى 45 عاماً







    بعد ذلك قد يبدأ المريض بالفُصام بسلوكيات تكون أشد خطورةً مثل أن يسمع أصواتاً لأشخاص غير موجودين في الحقيقة، وهذا يُعرف بالهلاوس السمعية. والهلاوس السمعية واحد من أكثر الأعراض الذُهانية لدى مرضى الفُصام. في هذه المرحلة يبدأ قلق الأهل. قد يُفسرون سماع ابنهم لأصواتٍ بأنها قد تكون مس من الجن!
    في هذه المرحلة، وبهذا التفسير، يبدأ الأهل رحلةٍ بين المعاُلجين الشعبيين والقراّء ومن يُخرج الجن!
    ما يُسمى بإخراج الجن قد يكون قراءة بعض الآيات القرآنية فقط، وهذا قد يكون أمراً محموداً، فهو لا يُلحق ضرراً بدنياً بالمريض وإن كان يؤخر ذهاب المريض إلى الطبيب النفسي، خاصةً إذا طلب القارئ من الأهل عدم أخذ المريض إلى الأطباء النفسيين أو إلى أي خدمات للصحة النفسية.
    المشكلة إذا كان من يدّعي إخراج الجن، يقوم بالضرب المُبرح لإخراج الجن، بطريقة قد تؤذي المريض بصورةٍ كبيرة وأحياناً قد يفقد المريض حياته ولا يخرج الجن!.
    بعد أن ييأس الأهل من العلاجات البديلة، وقد ينصحهم بعض المعاُلجين الشعبيين بأخذ المريض إلى الأطباء النفسيين، لأنه يعرف بأن هذا الأمر هو مرض طبي، يحتاج إلى تدّخل طبيب نفسي متخصص وليس لعلاج شعبي أو قراءة.
    الطبقة الدنيا
    يُصيب مرض الفُصام الأشخاص من الطبقة الدنيا - الفقراء - بشكلٍ أكبر من أي طبقة آخرى من أبناء المجتمع.
    أقل الطبقات إصابة بمرض الفُصام هم الطبقة الوسطى. ويُصيب المرض الطبقة العليا بعد نسبة أصابة أكثر في الطبقة الدنيا - الفقيرة - كما أسلفنا.
    هناك مشكلة وسؤال دائماً يطرح نفسه عند ذكر أن الإصابة بمرض الفصام تكثر بين الطبقة الدنيا – الفقيرة -، وهو: هل المرض يُصيب الفقراء، أم يُصيب الشخص ويجعله فقيراً، أي أن الأشخاص تتدنى دخولهم وينزلون مثلاً من الطبقة الوسطى إلى الطبقة الدنيا - الفقيرة -، ام أن المرض فعلاً يُصيب الفقراء؟
    هناك نظريات كثيرة ومتعددة ومختلفة الأراء ومتباينة في هذا الخصوص. بعض الدراسات تقول بأن المرض هو الذي يجعل الشخص فقيراً وبالتالي يُصبح أكثر مرضى الفُصام هم من الفقراء. فعندما يُصاب شخص من الطبقة المتوسطة كأن يُصيب مثلاً مهندساً أو مُعلماً أو طبيباً، فيفُقده عمله، وبالتالي يُصبح هذا الشخص عاطلاً عن العمل وبالتالي يُصبح فقيراً. لكن هناك نظريات نتيجة دراسات قام بها بعض علماء الإجتماع مع الأطباء النفسيين بأن سكان وسط المدن الفقراء هم الأكثر عرضةً للإصابة بمرض الفُصام. هذه الدراسات من الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد من مدينة نيويورك. وأول من لاحظ ذلك كان بحث لباحثين أمركيين هما فارس ودونهام عام 1939م، حيث لاحظا هذان الباحثان بأن أكثر من يدخل المستشفيات النفسية بمرض الفُصام هم سكان وسط مدينة نيويورك الفقراء. بعد ذلك تابع العلماء من الأطباء والباحثين الإجتماعيين هذا الموضوع وتبينّ بأنه فعلاً أكثر من يدخل المستشفيات النفسية من مرضى الفُصام هم الطبقة الدنيا – الفقراء – وأن أقل من يدخل المستشفيات بتشخيص مرض الفُصام هم الطبقة المتوسطة.
    ثمة أمرٌ آخر وهو أن مرض الفُصام يكُثر بين المهاجرين، فقد تم إجراء دراسة على مرضى الفُصام المُهاجرين من النرويج إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فوجد بأن مرض الفُصام يوجد أكثر بين المهاجرين النرويجيين في امريكا عن النرويجيين الذين يعيشون في الوطن الأم. هنا أيضاً يُطرح سؤال: هل المرضى بمرض الفُصام يُهاجرون بسبب حالتهم العقلية والنفسية أم أن الهجرة والغربة هي التي تسبب الإصابة بمرض الفُصام؟
    الإجابة على هذا السؤال أيضاً ليس سهلاً، فهل فعلاً الأشخاص غير المستقرين نفسياً ويُعانون من مشاكل نفسية هم الذين يُهاجرون أم أن الهموم والمعاناة في الغرُبة هي التي تُسبب مرض الفصام!
    موضوع الهجرة، موضوع يشوبه بعض المشاكل، من حيث أن مشاكل المهاجرين الذين يعيشون في ظروف مُغايرة للظروف التي عاشوا فيها في بلادهم قد يكونون أكثر عرضةً للإصابة بمرض الفُصام، وعندنا هنا في المملكة وفي بقية دول الخليج ملايين من العمالة الخارجية والتي أتت من ثقافاتٍ مختلفة تماماً، أكثرها أتت من بيئات فقيرة، بعضها شبه معدم يعيش في حياةٍ شبه بدائية، ويأتون إلى ثقافة مختلفة تماماً. يُعاني بعض هذه العمالة من مشاكل نفسية، ولكن بعد هؤلاء الأشخاص بعيدون عن من يعملون عندهم، لذلك لا توجد أتصالات بين صاحب العمل ومن يعملون عنده. ثمة أحياناً يحدث جرائم أو مشاكل قانونية ربما يكون نتج عن مشاكل نفسية وعقلية لدى هؤلاء العمالة لم ينتبه لها صاحب العمل بحكم بعده عن عماله.









    من أكثر الأمراض العقلية والنفسية شراسةً






    الفُصام قد يكون موجوداً بصورةٍ أكثر مما نتوقع بين الأشخاص الذين نأتي بهم ليعملوا في بيوتنا من عاملات منزليات أو سائقين، ولذلك نستغرب أحياناً بعض سلوكياتهم أو بعض التصرفات التي يقومون بها بعد فترةٍ من وصولهم للعمل في بيوتنا. الخطورة تكمن هنا في خطورة أننا قد نترك أطفالنا بين يدي هؤلاء العاملات المنزليات دون أن نعلم بشكلٍ جيد حالتهم النفسية والعقلية. طبعاً لا أقول بأن نجُري فحصاً عقلياً كاملاً لكل عاملة منزلية أو سائق، ولكن عندما يتعّلق الأمر بمن نأتمنهم على فلذات أكبادنا، فإنه من الضروري أن نعرف مدى قدراتهم العقلية والنفسية قبل أن نوكل لهم أمر رعاية أبناءنا في حالة غياب الأم والأب في العمل. إننا لا نُعطي الحالة العقلية والنفسية للعاملة المنزلية أو السائق عناية كافية، لذلك قد نُفاجأ أحياناً ليست قليلة بأعمال غير متوقعة قد قام بها هؤلاء العاملين، وفي أحيان يكون العمل مؤلماً ولا يعوّض خسارة ما قامت به هذه العمالة المحدودة التفكير والتي جاءت من بيئة متواضعة، وكما أسلفنا فإن مرض الفُصام قد يكون أحد الأسباب التي أدت بهذه العاملة أو هذا السائق أو هذا العامل البسيط بأن يقوم بعمل صادم، مؤلم ويكون السبب هو هذا المرض الذي ينتشر بين الطبقات الدنيا – الفقراء – والذين أيضاً مهاجرين، فيجتمع هنا الأسباب المهة التي قد تجعل مرض الفُصام أمراً أكثر حدوثاً.
    هذه النقاط لحدوث مرض الفُصام، تجعلنا نُعيد تفكيرنا في موضوع رعاية مرضى الفُصام، حيث أن معظم الدراسات العلمية تؤكد بأن مرض الفُصام ينتشر بين الطبقات الفقيرة، ومرض الفُصام يُكلّف علاجه كثيراً، لذلك فإن كثير من المرضى لا يستطيع أهله علاجه وقد يُترك بلا علاج وهذا فيه خطورة على الأسرة والمجتمع، ليس لأن مريض الفُصام عدواني أكثر من غيره، لكن وجود مريض فُصامي في الأسرة أمرٌ يُسبّب ضغوطاً نفسية كبيرة على الأسرة، وأيضاً يعود هذا بالأثر السلبي على المجتمع.
    الأمر الآخر وهو المهاجرين من بلاد فقيرة، فهنا يكون عاملان من عوامل ترسيب مرض الفُصام متوفر لديهم وهو الفقر والغربة ومعاناة الهجرة وفراق الأهل، فكما أشرنا في مكانٍ سابق من هذا المقال بأن الفقر والهجرة عاملان مهمان في ترسيب مرض الفُصام عند من لديهم عوامل وراثية للإصابة بهذا المرض الخطير.
    يجب مراعاة المغتربين المهاجرين الذين جاءوا من مجتمعات مختلف الثقافة تماماً عن مجتمعاتنا، تتمّيز بالفقر ونُسلمّهم أولادنا ونذهب إلى العمل ولا نعلم الحالة العقلية والنفسية عند مثل هؤلاء. يجب مراقبة تصرفات وسلوكيات من يعمل في منازلنا قبل أن نترك بين أيديهم فلذات أكبادنا، حتى لا نندم وقت لا ينفع الندم.

    لكم ودي وردي وحبي

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()