دبي - سعود الزاهد
اتهمت السلطات المختصة في طهران ملاكماً إيرانياً باغتيال العالم النووي الإيراني مسعود علي محمدي، حيث ذكرت وسائل إعلام رسمية أن مجيد جمالي فشي اعترف أمام المحكمة، اليوم الثلاثاء، بـ"ارتباطه" بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، وأكد أنه كان من "المقرر القيام بتصفية خمسة علماء نوويين آخرين أيضاً"، غير أن أوساطاً في المعارضة الإيرانية سخرت من الرواية الرسمية واعتبرتها إحدى "فبركات" وزارة الأمن والاستخبارات.
وكان محمدي قُتل في 12 يناير/كانون الثاني إثر تفجير دراجة نارية مفخخة أمام منزله.
ويعد فشي (26 عاماً) من الرياضيين البارزين في إيران، حيث لعب من سنة 2003 حتى 2009 في نادي "شايستغان" في مجال رياضة "الكيك بوكس"، ومن خلالها استطاع أن يشارك في مسابقة بطولات إيران والعالم، وآخر مشاركاته كانت في مباريات بطولة العالم في أذربيجان في يوليو/تموز عام 2009، حيث أحرز المركز الثالث ونال الميدالية البرونزية.
شبهات حول الرواية الرسمية
وكان موقع "روز أون لاين" المعارض نشر السيرة الذاتية للمتهم مجيد جمالي فشي بالاستناد إلى أقوال أصدقاء له الذين أكدوا أنه كان أنهى الخدمة العسكرية في الحرس الثوري الإيراني ويعد من مؤيدي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وتساءل الموقع المعارض كيف تمكن فشي من السفر ثلاث مرات إلى إسرائيل حسب اعترافاته المتلفزة دون أن يثير شكوك السلطات الإيرانية.
وسخر الموقع من الرواية الرسمية الإيرانية التي تحدثت عن استخدام المتهم لأدوات ووسائل من قبيل "حزام للاتصالات السرية وملابس مضادة للبارود وجوال للتصوير بالاشعة دون الحمراء ودراجة نارية" تمكنه من الاتصال الرقمي بتل أبيب، وشبهت هذه المعلومات بقصص الإثارة التي تقدمها الأفلام الأمريكية.
كما أثار الموقع شبهات أخرى حول الرواية الرسمية الإيرانية حول قيام فشي باغتيال العالم النووي الإيراني وقارنتها بالرواية الحكومية الإيرانية حول اعتقال عبدالمالك ريغي، زعيم جندالله البلوشي، ومقتل المعارضة الإيرانية ندى أقا سلطان، مشيرة إلى أنها إحدى "فبركات" وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية.
المعارضة: الاغتيال تم لمصلحة الحرس الثوري
وأكدت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن زوجة العالم النووي الإيراني المغتال طالبت في جلسة المحاكمة بإعدام مجيد جمالي فشي وتقديم شكوى ضد إسرائيل في المحاكم الدولية.
وتقول التقارير الصحافية إن المتهم اعتراف في جلسة المحكمة بارتباطه بالموساد والتجسس له، وأنه تلقى 120 ألف دولار للقيام بهذه العملية وتنفيذ خمس علميات أخرى ضد شخصيات نووية إيرانية.
ومن جهته، قال موقع "دبكافايل" الإسرائيلي في تقرير خاص وسري إن مجيد جمالي فشي كان عضواً في فرق الموت التابعة للحرس الثوري الإيراني ومن مؤيدي أحمدي نجاد المتشددين، حيث ساهم بقوة في قمع الاحتجاجات التي أعقب الانتخابات الرئاسية الإيرانية المثيرة للجدل في عام 2009.
وذكر الموقع الإسرائيلي نقلاً عن مصادره الإيرانية أن فشي كان عضواً في قوات الاحتياط في الحرس الثوري، حيث أوكلت مهمة القيام بالاعترافات المزورة ضد إسرائيل.
وفي المقابل فإن أوساطاً في المعارضة الإيرانية تؤكد أن فشي هو من قام بالفعل باغتيال العالم النووي بتوجيه من الحرس الثوري وليس إسرائيل؛ لأن هذا مسعودي كان مؤيداً للحركة الخضراء المعارضة في إيران وإنه ضحية الصراع بين وزارة الأمن والحرس الثوري الإيرانيين.