أودعت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار جمال الدين صفوت، حيثيات الحكم بالسجن المؤبد لطارق عبد الرازق عيسى، فى قضية التخابر لصالح إسرائيل، والمعروفة إعلامياً باسم "جاسوس الفخ الهندى".
وذكرت الحيثيات، أنه من خلال التحقيقات التى أجرتها المحكمة فى الجلسات تبين لها، أن المخابرات العامة المصرية التقطت أول اتصال من طارق عبد الرازق على موقعها بدولة الصين فى مايو 2007، وقامت بمتابعته ورصد جميع تحركاته، وبعد ذلك نسق جهاز المخابرات مع النيابة العامة التى شكلت من جانبها فريقا لمتابعة القضية خطوة بخطوة، برئاسة المستشار عبد المجيد محمود النائب العام، ضمت اللجنة المستشارين هشام بدوى المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، وطاهر الخولى المحامى العام بنفس النيابة.
وتيقنت المحكمة أن المتهم من أخطر الجواسيس في مطلع القرن الواحد والعشرين، فقد أذهل الموساد بنجاحاته، حيث اعتبروه كنزا وأطلقوا له العنان فى تجنيد من يراه مناسبا للموساد فى سوريا ومصر، باللقاء بهم ومناقشتهم وجمع المعلومات عنهم، ونجح فى ذلك نجاحاً كبيراً، حتى إن الموساد كشف له عن أهم عملائه فى سوريا وخلافه، والاتصال بهم وتسليمهم معدات غاية فى الخطورة ليمكنهم من التجسس علي سوريا، وقام بتدريب الضابط صلاح الناجم بالمخابرات السورية على استخدام أجهزة التجسس، والتى كشفت المخابرات المصرية أمره وتمت محاكمة الضابط فى سوريا وصدر حكم بإعدامه.
وأشارت الحيثيات، إلى أن المتهم جمع معلومات عن الحالة الأمنية قى شوارع سوريا وأماكن المطارات وحالة الأمن فيها، وأرسله للموساد وحضر إلى مصر لتجنيد عدد من الشباب ، ونجح فى خداع البعض تحت ستار العمل فى الخارج، فأوهمهم بوظائف ذات رواتب خيالية، واطلع بياناتهم و معلومات الذاتية وسجلها على جهاز الحاسب الآلى الذى أعطاه الموساد له.
تم استئذان النيابة العامة، للتوجه للمتهم بصحبة المخابرات المصرية، وتم إلقاء عليه أثناء تواجده بمطار القاهرة قبل مغادرته بجهاز الكمبيوتر إلى دولة الصين، لملاقاة أعضاء الموساد وإمدادهم بالمعلومات عن الشباب المصرى المخدوع.