بشار أبو زيد الجاسوس الأردنى
أكدت هيئة الأمن القومى بالمخابرات العامة المصرية، أن عملية التنصت التى تقوم بها المخابرات الإسرائلية من خلال تنجنيد عملائها فى البلاد، تؤثر على الأمن القومى والاقتصادى والسياسى بكل أشكاله وذلك خلال تحريات ضباط المخابرات فى قضية الجاسوس الأردنى.
وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا من خلال أقوال شهود الإثبات فى القضية، أن المتهم الأردنى حصل على 209 آلاف دولار من المخابرات الإسرائلية خلال تعامله مع ضباط الموساد الإسرائيلى والتى بدأت فى أكتوبر 2010 حتى تم إلقاء القبض عليه في 2011 وأن الجاسوس الأردنى قام بتصوير بعض القوات التابعة للجيش المصرى وضباط وزارة الداخلية والمعدات العسكرية وكتابة التقارير لإرسالها إلى إسرائيل، وكذلك إرسال كميات كبيرة من شرائح خطوط شركة موبنيل وذلك لاستغلالها فى تحرير المكالمات الدولية والتنصت على الاتصالات بمدينة رفح وسيناء وفى الطور.
وجاء في أقوال الشهود وتحريات الأمن القومى:
الشاهد الأول: عمرو أحمد فتحى كيلانى (21 سنة) موظف خدمة عملاء بشركة DHL المعادى، شهد بأن المتهم الأول تردد عليه بمقر عمله 3 مرات، طالباً منه إرسال شحنة عبارة عن لعبة أطفال ووحدة تخزين معلومات وإكسسوار لجهاز حاسب آلى للمتهم الثاني أوفير هرارى بدولة إسرائيل وأن الأخير تسلم تلك الشحنة بتاريخ 21/12/2010 ثم حضر إليه المتهم الأول بتاريخ 27/12/2010، طالباً إرسال شحنة عبارة عن ساعة يد ولعبة وأطفال للمتهم الثانى بدولة إسرائيل وأن الأخير تسلمها بتاريخ 30/12/2010.
وأضاف، أن المتهم الأول حضر إليه بمقر عمله فرع المعادى بتاريخ 7/3/2011 وسلمه شحنة عبارة عن لعبة اطفال وغطاء رأس طالباً منه شحنها إلى المتهم الثانى بدولة إسرائيل، إلا أنه تعذر إرسال تلك الشحنة لعدم استيفاء البيانات وتم ضبط تلك الشحنة بمعرفة النيابة العامة بتاريخ 14/3/2011، فى حضور المتهم الأول، كما أضاف فى أقواله أنه كلف من قبل النيابة العامة بالبحث فى قاعدة بيانات الشركة عما إذا كان المتهم الأول سبق أن أرسل شحنات من فروع أخرى تابعة للشركة وتبين له من الفحص أن المتهم الأول بتاريخ 3/12/2010 قام بإرسال شحنة عبارة عن أسطوانات سى دى وقلم ونوت بوك للمتهم الثانى داخل دولة إسرائيل من خلال فرع الشركة بالمهندسين.
الشاهد الثانى: حسام عبد المولى صقر إبراهيم -40 سنة- مدير إدارة الترقيم بالجهاز القومى للاتصالات يشهد إنه بناء على التكليف الصادر من النيابة العامة بفحص سجلات مكالمات خطوط الهواتف المحمولة المضبوط أرقامها بحوزة المتهم الأول، تبين له أنه من خلال الفترة من 1/2/2011 حتى 13/3/2011 أجرت هذه الخطوط أربعا وستين ألفا ومائتين وأربعا وخمسين مكالمة صادرة عبر محطة الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول - موبنيل - القائمة بمنطقة العوجة والتى تبعد مسافة 2 كيلو متر من الحدود الشرقية من خلال نظام تحويل الرصيد سابق الدفع مقدما وبمعاينته لهذا البرج، تبين له أن القائمين على تشغيله قاموا بزيادة سعته وإضافه أجهزة هوائيات بما لا يتناسب مع طبيعة المنطقة وحجم حركة الاتصالات عليها وتوجيه الإشارة عمدا داخل الحدود الإسرائلية مما ساعد فى استخدام خطوط موبنيل لتمرير تلك المكالمات الدولية الوادرة للبلاد من خلال استخدام أجهزة التمرير عبر الإنترنت الإسرائيلى، مما نتج عنه ضرر بلغت قيمته مائتين وعشرة آلاف جنيه وتسمعائة وثمانية عشر جنيها.
الشاهد الثالث: محسن أمين محمد السيد -56 سنة- نائب مدير قطاع الرقابة والإشراف على البنوك بالبنك المركزى المصرى ورئيس لجنه الفحص يشهد أنه كلف من قبل النيابة العامة بفحص جميع حسابات وتعاملات المتهم الأول فى جميع البنوك والمؤسسات المالية العاملة بالأراضى المصرية، حيث تبين له ولأعضاء اللجنة رئاسته أن المتهم الأول وردت إليه خلال الفترة من 3/10/2010 وحتى 9/3/2011 عبر شركة ويسترن يونيون لتحويل الأموال عدد 88 تحويلا بإجمالى مبلغ وقدره مائة وواحد ألف دولار أمريكى وثلاثة وعشرون دولارا وستة وستون سنتا منها عدد 78 تحويلا واردا له من المدعو فادى عدنان القاضى من دولة الأردن بإجمالى مبلغ تسعة وثمانين ألفا وثلاثمائة وثلاث وثمانين دولارا وأربعة وعشرين سنتا، كما أضاف أن المتهم الأول أجرى فى غصون الفترة من 15/12/2010 حتى 23/1/2011 عدد 6 عمليات تحويل مبالغ مالية بلغ قدرها أربعة عشر ألفا وثلاثمائة وخمس وثلاثين دولارا عبر شركة ويسترن يونيون لتحويل الأموال إلى المتهم الثانى أوفير هرارى بدولة إسرائيل، كما أضاف أن المتهم الأول قام فى 16/12/200 بفتح حساب جارى لدى بنك HSBC فرع المقطم ووردت إليه تحويلات داخلية عن طريق الإنترنت البنكى من حساب شركة إنفوتك بإجمالى مبلغ 10 آلاف جنيه وأربعمائة وثلاثة عشر جنيها مصريا وأنه قام فى 11/2/2007 بفتح حساب بنكى بالدولار الأمريكى لدى البنك التجارى الدولى فرع سميراميس، أودع فيه 33 ألف دولار ومائتى وخمسين دولارا وورد إليه من خلال عدة شركات اتصالات بالخارج عدد 95 تحويلا بإجمالى مبلغ مائتين وعشرة آلاف دولار وأنه قام بسحب جميع هذه المبالغ.
الشاهد الرابع: أشرف متولى محمود حسن -44 سنة- مدير مساعد بقطاع الرقابة والإشراف بالبنك المركزى المصرى وعضو لجنة الفحص.
الشاهد الخامس: سيد إسماعيل عبد السميع عبد الصمد -46 سنة- مدير مساعد بقطاع الرقابة والإشراف بالبنك المركزى المصرى وعضو لجنة الفحص.
وشهدا بمضمون ماشهد به الثالث كما أكدت هيئة الأمن القومى بالمخابرات المصرية أن المتهم الأول تلقى تكليفا من المتهم الثانى بالبحث عن عناصر لتمرير المكالمات الدولية عبر الإنترنت الإسرائيلى، خاصة بدول مصر وسوريا والسعودية والسودان مقابل عروض مالية مغرية لقبول العملاء بتلك الدول والتى تعد محل اهتمام المخابرات الإسرائيلية.
كما أشارت التحريات أيضاً إلى أن المتهم الأول تلقى تكليفاً من المتهم الثانى بمتابعة الحالة الأمنية داخل البلاد خلال ثورة 25 يناير، ورصد أماكن انتشار معدات القوات المسلحة وكيفية تصدى اللجان الشعبية لعمليات السلب والنهب. وأضافت التحريات أن عمليات التنصت وتسجيل المكالمات الدولية الواردة لمصر تضر بالمصالح القومية للبلاد بكل أشكالها.