أكد علماء مؤسسة كليفلاند كلينيك الامريكية للعناية بالصحة أن تحليل النفس الخارج من الانف" خلال عملية الزفير" هو المستقبل للاختبارات الطبية الذى سيكمل الكثير من اختبارات الدم وعمليات التصوير بالاشعة التي تجرى حاليا لتشخيص جميع الامراض بمافيها الامراض التى تحتاج لفحوص طويلة ومعقدة مثل السرطان. وصرح الدكتور "راد دويك" مدير برنامج الاوعية الرئوية بالمؤسسةأن نفس الانسان عبارة عن نسيج ثري يعكس حالته الصحية والأمراض التي يعانى منها وذلك لانه غني بمركبات كيميائية ،حيث يحتوي كل نفس خارج من الفم على غازات مثل ثاني أكسيد الكربون والبقايا المتطايرة من الوجبات الخفيفة ولكن أجهزة الرصد يمكنها فرز المواد التي تخرج مع الزفير بدقة بالغة مما يجعل تحليل النفس أقرب إلى أن يكون أداة للتشخيص الطبي والعلاج.
وأضاف أن السعي لفهم هذه المكونات يواجهها تحديات كثيرة وللتغلب عليها تم أخترع جهاز جديد" مازال تحت الانشاء" واطلق عليه اسم "نظام بريثلينك" والذى يعتمد فى عمله على مواد كيميائية معينة ومعقدة قادرة على تحليل النفس وبمقدورها فحص هواء الزفير ومن خلاله يمكن اكتشاف مؤشرات على الإصابة بالسرطان أو السل أو
الربو والكبد والكلى والقلب أوأى من الأمراض الأخرى . وتتميز طريقة استخدام الجهاز بالسهولة واليسر حيث يقوم الشخص بالتنفس في أنبوب طويل مزود به ويتم جمع عينة هواء النفس وتحليلها داخل الجهاز الذى يظهر تفاصيل التركيزات الكيميائية لهواء الزفير على شكل رسوم بيانية توضح نسبها وما اذا كانت مرتفعة فى الجسم أم لا وعلى ضوء ذلك يمكن تشخيص المرض. ومن ناحية أخرى قام الدكتور "بيتر مازون" بمؤسسة كليفلاند كلينيك الامريكية للعناية بالصحة بتجربة عملية على استخدام جهاز البريثلينك للتأكد من دقته وذلك بتحليل نفس بعض المرضى المصابون بسرطان الرئة وفي هذا الاختبار، تم توجيه التنفس عبر أجهزة الاستشعار الى الجهاز وعندما تغير لونها تم التقاطها على
كاميرات رقمية ومقارنة تلك العينة بالعينات الاخرى المأخوذة من الاشخاص الاصحاء وحققت التجربة نجاحا بلغت دقته الى 85 في المائة حتى الآن من حيث اكتشاف المصابين بالمرض.
وأشار مازون إلى أن بعض الكلاب المدربة يمكن أن تتعرف على السرطان بدقة تصل الى 99 في المائة على الرغم من عدم قدرتهم على تحديد مركبات بعينها، وهو ما تتمكن أجهزة التحليل فى الجهاز من القيام به.
فيماأوضح الدكتور فيليبس الأستاذ بكلية الطب بولاية نيويورك الامريكية أن أجهزة تحليل النفس الجديدة يمكنها الكشف عن المركبات الموجودة في التنفس بتركيزات دقيقة للغاية تصل الى أجزاء لكل تريليون وهو المعدل الذى يعتبر أكثر حساسية بمقدار مليار مرة من تحليل النفس الذي تستخدمه الشرطة للكشف عن تركيزات الكحول في الدم.
وقامت مؤسسة كليفلاند كلينيك التي تدعم الأبحاث في مجال صحة الأطفال بتقديم منحة للمهندسة كريستينا ديفيز أستاذة الهندسة الميكانيكية وهندسة الطيران بجامعة كاليفورنيا لتطوير الجهاز الذي يقوم بتحليل التنفس.