لا يجوز هذا الاحتفال بجميع صوره المذكورة، حيث لم يفعله النبي- صلى الله عليه وسلم- ولا فعله الخلفاء الراشدون، ولا فعله الصحابة الذين هم أشد حبًّا للنبي- صلى الله عليه وسلم- ممن بعدهم، ولا فعله التابعون ولا تابعو التابعين، ولم ينقل فعله ولا استحبابه عن أبي حنيفة ولا مالك ولا الشافعي ولا أحمد ولا أهل الصحيحين ولا أهل السنن، فيكون من المحدثات التي لا أصل لها في الشريعة، فيكون مردودًا على من جاء به لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد أي مردود على من جاء به، وكان- صلى الله عليه وسلم- يقول في خطبته: كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وهذا الاحتفال أول من فعله بنو بويه، الذين كان لهم سلطة في القرن الرابع، وكذا بنو عبيد، ويغلب عليهم أنهم مشركون، فلا يغتر بكثرة من فعله، فإنه بدعة محدثة، وليس حب النبي- صلى الله عليه وسلم- مختصًّا بإحياء ليلة واحدة في السنة كلها، فإن حبه يتمثل في طاعته وفي اتباعه وفعل ما أمر وترك ما نهى، وقد قال الله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا .