حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : ابن جبرين | المصدر : www.ibn-jebreen.com

رقم الفتوى (4492)
موضوع الفتوى حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي
السؤال س: يحتفل بذكرى المولد النبوي في شهر ربيع الأول أناس كثيرون بل على رأس المحتفلين يكون ثلة من العلماء المعتبرين وجمع من كبار المسئولين، والناس في هذا الاحتفال على أنواع، فمنهم من يجعله مجرد اجتماع تقرأ فيه قصائد المولد، أو تقدم فيه خطب وقصائد في هذه المناسبة، ومنهم من يصنع الطعام والحلوى وغير ذلك ويقدمه لمن يحضر، ومنهم من يقيمه في المساجد، ومنهم من يقيمه في البيوت، ومنهم من لا يقتصر على ما ذكر، فيجعل هذا الاجتماع مشتملًا على محرمات ومنكرات من اختلاط الرجال بالنساء والرقص والغناء، أو أعمال شركية كالاستغاثة بالرسول- صلى الله عليه وسلم- وندائه والاستنصار به على الأعداء وغير ذلك، وهو بجميع أنواعه واختلاف مقاصد فاعليه لا شك، والسؤال يا فضيلة الشيخ: ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي بهذه الصورة التي ذكرنا؟ وما المخرج من ذلك؟
الاجابـــة

لا يجوز هذا الاحتفال بجميع صوره المذكورة، حيث لم يفعله النبي- صلى الله عليه وسلم- ولا فعله الخلفاء الراشدون، ولا فعله الصحابة الذين هم أشد حبًّا للنبي- صلى الله عليه وسلم- ممن بعدهم، ولا فعله التابعون ولا تابعو التابعين، ولم ينقل فعله ولا استحبابه عن أبي حنيفة ولا مالك ولا الشافعي ولا أحمد ولا أهل الصحيحين ولا أهل السنن، فيكون من المحدثات التي لا أصل لها في الشريعة، فيكون مردودًا على من جاء به لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد أي مردود على من جاء به، وكان- صلى الله عليه وسلم- يقول في خطبته: كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وهذا الاحتفال أول من فعله بنو بويه، الذين كان لهم سلطة في القرن الرابع، وكذا بنو عبيد، ويغلب عليهم أنهم مشركون، فلا يغتر بكثرة من فعله، فإنه بدعة محدثة، وليس حب النبي- صلى الله عليه وسلم- مختصًّا بإحياء ليلة واحدة في السنة كلها، فإن حبه يتمثل في طاعته وفي اتباعه وفعل ما أمر وترك ما نهى، وقد قال الله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا .