بتـــــاريخ : 5/11/2011 1:44:39 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 978 0


    هذه هي بلادكم ياصديقي ؟؟؟

    الناقل : loaa | العمر :37 | الكاتب الأصلى : تسابيح السحر | المصدر : forum.setechnowork.com

    كلمات مفتاحية  :
    مدارس معلم

     

    خبير اللغة الانجليزية بمدرسة ""...."للغات


    جريدة الوطن الكويتية،23-11-2010




    كنت في زيارة إلى لندن ذات يوم عندما انكسر كعب حذائي


    و انفصل عن بقية الحذاء بينما كنت أسير بالشارع،


    فأخذني أحد أصدقائي إلى دكان صغير يعمل به إسكافي


    شديد الهمة و النشاط...


    تعرفت على الشاب وكان أسمه "باتريك" ووجدته مغرماً بمصر


    و يتمنى زيارتها. تبادلت معه الدعابة والنكات


    حتى خرجت من عنده و نحن تقريباً صديقان.


    و الحقيقة أن باتريك الإسكافي الإنجليزي قد أعاد الكعب


    إلى الحذاء بمهارة يحسد عليها.

    تمر السنوات و تجعلني الصدفة ألتقي بالإسكافي العظيم مرة أخرى



    في مكان لم أتصور أبداً أن ألقاه به.


    كنت بصحبة صديق باحدى المدارس الأجنبية بالقاهرة


    حيث يدرس أبناؤه عندما لمحنا بفناء المدرسة مدرساً


    يقف في ركن يدخن الغليون في لذة و استمتاع.


    شعرنا باستنكار شديد أن يقوم أحدالمدرسين بالتدخين


    داخل المدرسة وسط التلاميذ فتوجهنا نحوه ننوي تعنيفه و توبيخه


    على سلوكه المعيب. عندما اقتربنا منه اكتشفت لدهشتي الشديدة


    أن هذا الرجل هو نفسه باتريك اللندني الذي أصلح حذائي ذات يوم


    دنوت منه و سلمت عليه فلم يتذكرني ، لكنني حدثته


    عن شعوري بالامتنان نحوه عندما أتقن عمله و أصلح حذائي بمنتهى الاقتدارتذكرني و احتضنني بسعادة و ضحكنا كثيراً


    و هو يحكي لي عن أمنيته التي تحققت بزيارة مصر


    و أيضاً الاستقرار و العمل بها.


    الجميل أنه لم يتنصل من ماضيه و لم ينكر أنه


    باتريك الإسكافي العامل بالدكان بشارع "موزلي".


    لكنه أكد لي أن المسئولين بالمدرسة هم الذين التقطوه


    أثناء قدومه للسياحة و ألحوا عليه حتى أقنعوه بأن يعمل مدرساً بمصر.


    فلما استنكر الأمر و شرح لهم أنه لم يحصل على قسط كاف


    من التعليم ببلده كما لم يتلق تدريباً على التدريس


    أقنعوه بأن التدريس بالبلاد العربية لا يحتاج إلى شيء من هذا!!


    و أنه يكفيه فقط أن لغته الأم هي اللغة الإنجليزية


    حتى لو كان يعمل بتصليح الأحذية.


    وزاد باتريك في شرحه فقال أنه بدأ العملية و هو متوجس


    و موقن من الفشل.غير أن الإدارة شجعته،


    بالإضافة إلى أن أولياءالأمور أنفسهم قد أبدوا رضا و سعادة بأدائه


    وصاروا يتوددون إليه حتى صدق هو نفسه أنه مدرس جيد!


    ولم ينس باتريك أن يؤكد أن: مثل هذه المدارس في مصر


    و دول الخليج تمتلئ بزملائه الإسكافية


    وغيرهم من سائقي التاكسي و البوابين


    الذين اكتشفوا أن مدارس علية القوم العربي


    تطلب مدرسين من بينهم فتنادوا و جلب كل منهم أصدقاءه و


    أقاربه و انتشروا بمدارسنا!


    كذلك أخبرني باتريك بأنه أحضر زوجته التي عملت معه 
    بعض الوقت بالمدرسة غير أنها راسلت مدارس أخرى ببعض البلاد العربية و حصلت على عقد عمل بإحدى المدارس الدولية في دولة خليجية براتب أسطوري. لم يفتني أن أعلق على تدخينه البايب وسط الأطفال فأجاب في خجل بأنه كان في البداية يمتنع عن التدخين في المدرسة حتى وجد الناظر يدخن و كذا بقية المدرسين فلم ير داعياً لأن يكون الملتزم الوحيد.
    لم ينس باتريك أن يثني على بلادنا الجميلة الطيبة السخية التي تنظر إلى
    كل أوربي أشقر أنه خبير دولي لا تجوز مساءلته أو تقييمه...
    لكن يجوز فقط التودد إليه و طلب رضاه و محاولة الحصول 
    على شهادة منه بأن هذا البلد جيد و يسير على الطريق الصحيح! 
    و يا حبذا لو كتب شهادته هذه في وثيقة حتى يمكن نشرها بالصحف 
    و تعليقها على الجدران!
    سألته في ذهول: " شهادة جدارة يطلبونها من إسكافي بعد أن 
    عملوا منه مدرساً لأبنائهم؟!"
    أجاب: " هذه هي بلادكم يا صديقي


    كلمات مفتاحية  :
    مدارس معلم

    تعليقات الزوار ()