يعتبر السلس البولي أو التبول اللاإرادي من أهم المشكلات حدوثا عند الأطفال , وهنا أتكلم عن أطفال تجاوزوا الرابعة أو الخامسة من عمرهم لأنه دون هذا السن لا يمكن اعتبار التبول مشكلة ..
تعريفه: إن امتلاء المثانة يؤدي إلى ضغط و شعور بالحاجة إلى التبول و لكن العضلات العاصرة المسؤولة عن تنظيم عملية التبول و التي تعمل على تفريغ المثانة عليها أن تمر بمرحلة من النضج و التدريب لتصبح مؤهلة للقيام بدورها كما يجب . إنها المرحلة التي يتحكم فيها الطفل بالتبول في ساعات اليقظة أولا ثم تليها مرحلة الليل.
أسباب السلس البولي:
تنقسم إلى أسباب نفسية وأخرى عضوية
الأسباب النفسية: يحدث أحياناً و بعد ظهور النضج و التحكم أن يعاود الطفل تبليل نفسه و فراشه بسبب تعرضه لبعض الضغوط أو الأزمات الانفعالية و نذكر منها:
- ولادة طفل جديد في العائلة : وهنا يلجأ الطفل لوسيلة الدفاع الأولية المعروفة بالنكوص.
و النكوص هو اصطدام الإنسان بعائق يعوق إشباع دافع لديه و يصعب التغلب عليه لذلك فهو يمر بحالة من الخيبة أو الإحباط و لذلك فهو يرجع لأسلوب قديم كان قد اعتاد أن يحصل به على بعض الطمأنينة. و سبب النكوص هنا هو شعور الطفل بوجود من يزاحمه من ناحية العناية المقدمة له فيلجأ للتبول للفت النظر.
- تواجد الطفل في أسر يكون الوفاق فيها غير جيد وتكون معاملة الأهل له سيئة:وهنا يبدو التبول اللاإرادي على شكل رد فعل تكيفي يجيب عليه الطفل على هذه المعاملة و على موقف والديه بكل ما يحتمل أن ينطوي عليه هذا الموقف من شدة في نظام الحياة اليومية . وعليه فبعض الأطفال نرى عندهم نوع من مظاهر السرور الخفية و النشوة بالنصر في ازعاج الآخرين بالبيت بدون أن يكلفهم ذلك الكثير من الجهد و التعب.
- القلق من دخول المدرسة للمرة الأولى و الخوف المرتبط بهذا العالم المجهول و ما يحتويه هذا الخوف من ضغط و توتر داخلي يشعره بوجود خطر يتهدده يتمثل بالتبول اللاإرادي.
- وفاة أحد أفراد العائلة أو غيابه وهنا يكون التبول بمثابة تعبير عن الاشتياق أو رفض للواقع المؤلم و للمستقبل المجهول.
الأسباب العضوية:
- التهابات المجاري البولية
- إصابات الحبل الشوكي
- صغر حجم المثانة
- ضيق في عنق المثانة
- مرض السكري
- الإمساك الشديد
- العامل الوراثي
علاج السلس البولي:
- عدم تناول الطفل السوائل أو الأطعمة التي تحتوي على سوائل وذلك قبل النوم بساعة أو ساعتين.
- إيقاظ الطفل بمنتصف الليل لإفراغ محتويات المثانة ، ويمكن تكرار ذلك كل ساعتين .
- الانتباه لما يشاهده الطفل قبل النوم سواء كانت أفلاماً مرعبة أو ألعاباً اليكترونية فحواها العنف.
- عدم التهديد و الوعيد بالعقاب في حال التبول بل على العكس علينا بتهنئة الطفل في الصباح الباكر على حسن أدائه في حال الجفاف وعدم التبول وذلك بإعادة الثقة بالنفس وبالمسؤولية..
- و ليتذكر كل من الوالدين أن الحنان و المحبة و العطف و الشعور بالأمان و الاطمئنان هي من أنجع الطرق في معالجة العديد من المشاكل بما فيها التبول اللاإرادي .
- تدريب الطفل على زيادة سعة المثانة و يكون ذلك بالطلب منه العد لغاية الرقم عشرة قبل الدخول للحمام أثناء النهار ,أما في المرة الثانية فنطلب منه العد لغاية الرقم خمسة عشرة و هكذا دواليك.
- نستطيع استخدام خاص و هو جهاز يرن عند تسرب أولى قطرات البول و ذلك لإيقاظ الطفل و تنبيهه دخول الحمام هذا الجهاز الذي يعمل على مبدأ التعلم الاشراطي .
- و أخيراً :لابد لنا من التذكر أنه في الحالات الصعبة علينا استشارة الطبيب المختص و المرشد النفسي ليتقصى العوامل و يواجهها بالتعاون مع الأهل للتخلص من المشكلة حيث يحتاج عدد من الأطفال إلى العلاج السلوكي المنظم أو العلاج الدوائي .
تم النشر في 21/3/2007