صورة أرشيفية
كتب أمين صالح
يسأل قارئ: أبلغ من العمر 34 عامًا ووالدى مسن فاضطررت إلى إيداعه بأحد دور المسنين، حتى لا يجلس بمفرده فى المنزل، خاصة أنى أعيش أنا وزوجتى وأولادى فى شقتنا ولا تسمح الشقة بإقامته معنا إلا أن حالته النفسية قد ساءت لوضعه الجديد الذى لم يعتد عليه ولا أدرى ماذا أفعل لكى أخرجه من هذا الكبت والغضب النفسى؟
يجيب عن هذا التساؤل الدكتورة هالة حماد، أستاذ الطب النفسى، وتقول " بداية لابد أن نعلم أن الفرد حينما يكون شابًا وله مكانة فى مجتمعه من خلال وظيفة يشغلها يقوم بدوره فى الحياة ثم فجأة يكبر ويصبح شيخًا مسنًا ويفقد كل مزايا الحياة من عمل وأسرة ونزل حميم متعاون مع أفراد أسرته ثم نطلب منه أن يخضع لأن يكون شخصًا وحيدًا نلقى به فى أحد دور المسنين فى حياة أخرى مختلفة ونتساءل بعدها لماذا تتأثر نفسيته"؟
وتستطرد حماد قائلة " على كل ابن أن يحافظ على والده أو والدته نفسيًا فإنه إن لم يستطع أن يوفر له مكانًا فى منزله مع أسرته فعلى الأحرى أن يستأجر له سكنا يكون فى جواره ويكون دائم التردد عليه ويباشره ويتعرف على أخباره واحتياجاته ومشاكله ويساعده فى حلها، وكأنه يعيش معه فى جزء لا يتجزأ عن حياته وإن لم يستطع ذلك فعليه أن يتخير الدار المناسب لنقل والده إليه وهل هذا الدار مناسب لمكانة والدى الاجتماعية التى كان عليها؟ هل سيجد فيه والدى كل سبل الرعاية الصحية والنفسية والغذائية السليمة التى تنوب عن دورى ودور أفراد أسرته السابقين معه أم أنها ستكون دار بلا مأوى يعيش داخل طياتها كالطائر الحزين السجين الفاقد لكل معانى المشاركة الأسرية والذى هرب منه أولاده وتركوه وحيدا فإنها لمأساة كثير من المسنين لا يجدون حلا فيها ولا يجدون من يشاركهم
حياتهم".
وأخيرًا عليك أن تذهب بوالدك إلى طبيب نفسى يؤهل له الحياة الجديدة فى هذه الدار حتى لا يعيش فى كنفها وحيدًا منعزلا ويساعده على تأهيل نفسه ويزيل من آثار الكبت والاحتقان النفسى ما يؤهله للعيش بحياة سعيدة فى دار جديدة دون أن يؤثر ذلك على سعادته، بالإضافة إلى أن تكون هذه الدار موافقة تمامًا لمحض إرادته.