بتـــــاريخ : 10/16/2010 9:13:25 PM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1370 0


    عائلة ميكى

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : أحمد الصاوي | المصدر : www.almasryalyoum.com

    كلمات مفتاحية  :
    عائلة ميكي مقالات اراء

    أحمد الصاوي


    يوم واحد فى حياة «عائلة ميكى» كان يكفى لتعرف أنك أيضاً جزء من هذه العائلة، وأن هذه القصة التى صاغها السيناريست الموهوب «عمر جمال» وعبّر عنها المخرج الواعد «أكرم فريد» تلمسك وتقترب منك، وتجرحك بأسئلتها وتصدمك بإجاباتها.

    لم تكن المسألة فقط فى أب «حاضر» لكنه حضور بطعم الغياب، ولا فى أم هى آخر من يعلم، يكشف لها يوم واحد فقط أن إحساسها بأنها ربة أسرة «مثالية» هو إحساس خادع وكاذب ينفيه الواقع وتدحضه الوقائع التى تتكشف لها كل دقيقة بينما يبقى الديكور المعكوس للناس محافظاً على بريقه وتألقه وإقناعه للناس.

    المختلف فى فيلم عائلة ميكى أنك أمام فيلم «عائلى» بسيط الإنتاج لكنه عميق الدلالة، ولولا بعض الألفاظ الخادشة فى حواره لكان فيلم العائلة المصرية هذا الموسم بامتياز، هو فيلم باستثناء الرائعة المتألقة الناضجة «لبلبة» خال تماماً من نجوم الصف الأول، لكنه زاخر بنجوم لهم فى المستقبل نصيب كبير ومهم، يتصدرهم الواعد «حسن حرب» الذى حصل هذه المرة على فرصة أكبر للتعبير عن موهبته المتفردة فى التمثيل بالشكل الذى يجعله أحد الرهانات الممكنة للسينما الناضجة فى مصر، إلى جانب الموهوب عمرو عابد، الذى يؤكد على المساحة التى انتزعها، والحضور الهادئ للفنان أحمد فؤاد سليم فى دور الأب الذى لا يبدو أنه يعرف أى شىء عن أبنائه رغم ادعائه غير ذلك.

    بينما كانت الأم «لبلبة» تستعد للفوز مع أبنائها بجائزة الأسرة السعيدة، بدأت تتكشف لها حقائق مغايرة عن الصورة التى تعرفها عن أسرتها، ففى الوقت الذى تباهى فيه أمام موظف متهم أمامها وهى المحققة القانونية فى إحدى الهيئات الحكومية بأنها «تشم رائحة الكذب» تكتشف أنها تعيش مع أبنائها وسط مجموعة من الأكاذيب، وكل منهم يعيش عالماً مستقلاً بنفسه وغارقاً فى الاغتراب، ولا يربطه بالعائلة سوى المنزل الذى يعد مسرح الأحداث الرئيسى.

    فالابن الأول ضابط مستجد يكره مهنته ويتمنى لو يملك ثمن الغرامة التى تفرضها الداخلية حتى يستقيل، بدلاً من أن يبدو «مهتزاً» أمام المتهمين والمساجين، وعرضة للسخرية والاستهزاء من زملائه، وغير ذلك يستغل «كف بصر» جدته، ويأتى برفيقته للمنزل بعد خروج الجميع لأعمالهم ومدارسهم، والأقل لم يذهب لكليته منذ عامين، ويعيش فى عالم خاص «البلاى استيشن» وكانت الأم تظنه فى «سنة رابعة» فإذا هو فى السنة الثانية، والصغرى تعيش فى عالم الفيس بوك، تتمنى علاقة حقيقية مع شاب يحبها وتعوض ذلك بأوهام وعلاقات افتراضية عبر الكمبيوتر، وتتورط أيضاً فى إحضار شاب عرفته عبر «الشات» لمنزلها، والأصغر مشروع بلطجى، وآخر العنقود مستودع شقاوة ضارة جداً، والأب لا يهتم بشىء سوى التأكد من أن القطة التى يحبها طفله ليست مريضة.

    عرفت الأم كل ذلك فجأة لكنها كابرت واستمرت فى مسابقة الأسرة المثالية، وعندما عرض عليها أحد أعضاء لجان التحكيم دفع رشوة مقابل ضمان الحصول على الجائزة، لم تتردد هى وزوجها فى القبول.

    حافظت «عائلة ميكى» على مظهرها العام كأسرة مثالية، رغم أنها تعيش على الكذب والفساد والرشوة، مثلها مثل مجتمعها خارج صالة العرض..!

     

    كلمات مفتاحية  :
    عائلة ميكي مقالات اراء

    تعليقات الزوار ()