بتـــــاريخ : 8/2/2010 5:52:18 PM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 825 0


    ما تجيب بوستر!‏

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : بلال فضل | المصدر : www.almasryalyoum.com

    كلمات مفتاحية  :
    ما تجيب بوستر مقالات اراء

    أول الغيث قطرة، وأول التوريث بوستر‎.‎
    أنت تعلم أن الذين علقوا لجمال مبارك فى شوارع ‏مصر بوسترات كتبوا له عليها‎ «‎جمال.. مصر» ‏يحلمون كل ليلة باليوم الذى يكتبون له بدم الحمام ‏لافتات مبايعة تقول‎ ‎بالبنط الحيانى «مصر جمال.. من ‏أجل فترة رئاسية سادسة»، هكذا فعل أسلافهم مع أبيه‎ ‎من قبل، وهكذا هو الحال فى بلادنا المنكوبة بحكامها ‏وشعبها: قبل أن يصل الحالم‎ ‎بالسلطة إليها يعلن أنه ‏وهب نفسه لمصر، وبعد أن يترستق على سُدّة الحكم ‏يَسُدّ كل‎ ‎المنافذ المؤدية إليه ثم يعلن أنه باق فيه طالما ‏لم يجد أحداً يَسِدّ مكانه، وبعدها‎ ‎تصبح مصر موهوبة ‏له، بعد أن كان موهوباً لها‎.‎
    كما تعلم فإن شيخ الطريقة الصفرية فضيلة الدكتور ‏على الدين هلال الذى ثَقّف جمال‎ ‎مبارك سياسياً فأحسن ‏تثقيفه، حذرنا مؤخراً من «تلقيح الجتت» لكى لا يقال ‏على دولتنا‎ ‎أنها «هزؤ»، لذلك حاشا لله أن نخالف ‏تعاليمه فنمارس تلقيح البوسترات على السيد جمال‎ ‎الذى جاء فى الصحف أن مصادر مقربة منه نفت ‏علاقته بالبوسترات، لا تقاطعنى أرجوك‎ ‎لتسألنى: إذا ‏كان جمال مبارك مازال يحبو فى بلاط السياسة، ‏وباتت هناك مصادر مقربة‎ ‎تنفى له ومصادر عليمة ‏تتحدث بالنيابة عنه، فكيف ستكون الحال لو قرر أن ‏يعلن فعلاً‎ ‎خوضه انتخابات الرئاسة، هل سيحتجب فى ‏مغارة سلطانية ببطن جبل المقطم ويرسل إلينا‎ ‎بياناته ‏الانتخابية بالحمام الزاجل؟‎.‎
    يا سيدى، المسألة ليست «شكل للبيع»، المهم أن تصدق ‏فورا أنه لا علاقة لجمال‎ ‎مبارك بأى من بوسترات ‏تأييده التى ملأت جدران الشوارع على حين غفلة من ‏أمن بلادنا‎ ‎الساهر فى «سايبرات» الوطن، نحن قوم ‏نعلم أن أمن الدولة فى بلادنا لا يمارس أدنى‎ ‎رقابة ‏على مطابعنا الحرة المستقلة، بإمكانك أن تتوقف عن ‏قراءة هذا العمود، وتنزل‎ ‎حالا بالا إلى أقرب مطبعة ‏بوسترات لتتأكد من كلامى بنفسك، فتطلب مثلاً من ‏صاحبها‎ ‎الحر المستقل عمل «بوستر حر مستقل» ‏بالألوان الحرة المستقلة يقول مثلا «وديتوا فلوس‎ ‎البلد ‏فين؟» أو بلاش خليها أحسن «بعتوها بكام ولمين؟‎» ‎
    وليس شرطاً هنا أن تحدد اسم البلد منعا لإحراج ‏صاحب المطبعة، ولاّ أقولّك، اختر‎ ‎شعاراً عمومياً ‏لدرجة الغموض المُلغز يقول مثلا «أظن كفاية بقى لحد ‏كده» وصدقنى لن‎ ‎تجد فى كل الأحوال أحداً يقول لك ‏‏«تلت التلات بوسترات كام؟»، لن تُشاك بشوكة فى‎ ‎المطبعة ولا على الجدران المحيطة بها إذا أراد الله أن ‏تصل إليها، انزل وجرب بنفسك،‎ ‎لكن أرجوك عندما ‏نلتقى يوما ما خارج العنابر ونحن ذاهبون إلى أخذ ‏التعيين، لا تحاول‎ ‎الإنقضاض علىّ وتتهمنى بأننى ‏خربت بيتك بدعاباتى السمجة، الغلطة غلطتك لأنك ‏عملت‎ ‎عقلك بعقلى‎. ‎
    يا سيدى، حتى لو لم تكن من أتباع مولانا ‏‏«أبوالأصفار»، تذكر أننا مأمورون شرعاً‎ ‎بألا نشق ‏عن قلوب الناس، ولذلك عندما يقال لنا من مصادر ‏مقربة أن جمال مبارك لا‎ ‎علاقة له ببوسترات تأييده، ‏يجب أن تصدق فوراً ولا تضطرنى لأن أسألك «هلا ‏شققت عن‎ ‎قلبه؟» فيسمعنى أحد ويفهم خطئا وتجيب لنا ‏مصيبة، ياسيدى حتى لو قال الذين علقوا هذه‎ ‎البوسترات أن جمال مبارك راض عما علقت أياديهم، ‏فهل نصدقهم ونكذب رجلاً لم يقل‎ «‎بعضمة لسانه» إنه ‏يريد أن يكون رئيساً علينا؟، بل غاية الأمر أنه يريد ‏أن يخرجنا‎ ‎من الوحلة التى صرنا فيها بسبب سياسات ‏ربع القرن الماضى‎. ‎
    أعلم أن الشيطان يلعب فى دماغك الآن بمفك، ‏ويوسوس لك بالعربية الفصحى لكى يكسب‎ ‎وسوسته ‏جرساً موسيقياً يدفعك لتصديقها « تقصد أننا يجب أن ‏نصدقه مثلما صدقنا والده‎ ‎فخامة الرئيس عندما قال لنا ‏مثلا فى بدايات حكمه أنه لن يترشح لفترة رئاسية‎ ‎جديدة؟»، استعذ بالله من الشيطان الرجيم ولو كان ‏فصيحاً، وتذكر أننا نحن الذين‎ ‎ضغطنا على الرئيس ‏لكى نظل «معاه إلى ماشاء الله‎»‎،
    ‎ ‎فكانت النتيجة «حتى آخر نفس»، ولكى لا تسلم نفسك ‏لأحابيل الشيطان، عليك أن‎ ‎تتذكر هنا فيما يخص ‏وساوس التوريث أن الرئيس مبارك قالها جلية خفاقة ‏واضحة لا لبس‎ ‎فيها «مصر ليست سوريا». لا تقل لى ‏إن الشيطان قرر أن يغير خطته الرجيمة هذه المرة،‎ ‎وأخذ يلعب فى دماغك بالعامية قائلاً «أيوة سيادته قال ‏إن مصر مش سوريا.. بس ما قالش‎ ‎إنها مش ممكن ‏تبقى كوريا.. أقصد كوريا الشمالية؟». لأ بقى، شوف ‏لك حل فى شيطانك‎ ‎اللى لا يطاق ده، أعوذ بالله من ‏شيطانك الرجيم يا أخى، آدينى سايب لك العمود باللى‎ ‎فيه، ومن غير سلامو عليكو‎.‎

    كلمات مفتاحية  :
    ما تجيب بوستر مقالات اراء

    تعليقات الزوار ()