بتـــــاريخ : 9/24/2010 8:29:04 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1420 0


    7- معجزات النّبيّ محمّد

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : عامر أبو سميّة | المصدر : www.allahway.com

    كلمات مفتاحية  :

     
    إلى جانب القرآن الكريم الذي يبقى معجزة كلّ الأزمان ، أيَّدَ الله تعالى نبيَّه محمَّدًا صلّى الله عليه وسلَّم بمعجزات أخرى ملموسة شاهدها النَّاس .
     
    من ذلك : مُعجزة نَبْع الماء من بين أصابعه في مُناسبات مختلفة . فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قال : عطشَ النَّاسُ يوم الحدَيْبيَة ، والنَّبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم بينَ يدَيْه ركْوَةٌ ، فتَوَضَّأ ، فجهشَ (أي أسرعَ) النَّاسُ نَحْوَه . فقال : ما لَكُم ؟ قالُوا : ليْسَ عندنا ماءٌ نَتَوَضَّأ ولا نَشْربُ ، إلاَّ ما بَيْنَ يَدَيْك . فوَضَع يَدَهُ في الرَّكْوَة، فجَعَلَ الماءُ يَثُور بينَ أصابعه كأمثال العُيُون ، فشَربْنا وتَوَضَّأنا .
    قلتُ (أي قال سالم لجابر) : كَمْ كُنْتُم ؟ قال : لو كُنَّا مائة ألْف لَكَفَانا ، كُنَّا خَمْسَ عشْرة مائة . (الجامع الصّحيح المختصر - الجزء 3 - ص 1310 - رقم الحديث 3383) .
     
    وفي حادثة أخرى : روى ابنُ خزيمة في صحيحه عن ثابت وقتادة عن أَنَس (بن مالك) رضي الله عنه ، قال : طلَبَ بعضُ أصحاب النَّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم وُضُوءًا ، فلَمْ يَجدُوا ، فقالَ النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم : هَاهُنَا ماء . فرأيتُ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم وضَعَ يَدهُ في الإناء الذي فيه الماء ، ثمَّ قال : تَوَضَّأوا باسْم الله ، فرأيْتُ الماءَ يَفُور من بَيْن أصابعه والقَومُ يَتَوضَّأون ، حتَّى تَوَضَّأوا عن آخرهم !
     
    قال ثابت : فقلتُ لأنَس : كَم تَراهُم كانُوا ؟ قال : نَحْوًا من سَبْعين . (صحيح ابن خزيمة - الجزء 1 - ص 74 - رقم الحديث 144) .
     
    ومن معجزات النَّبيّ أيضًا : تكثير الطَّعام وزيادة البركَة فيه ، في مناسبات عديدة . فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، قال : والله الذي لا إلهَ إلاَّ هو، إنْ كنتُ لَأعتَمدُ بكَبدي على الأرض من الجوع، وإنْ كنتُ لَأشُدُّ الحجَر على بَطْني من الجوع . ولقد قَعَدتُ يومًا على طَريقهم (أي طريق أصحاب النَّبيّ) الذي يَخرجُون منه ، فمَرَّ بي أبو بكر ، فسألْتُه عن آية من كتاب الله ، ما سألْتُه إلاَّ ليُشْبعَني ، فمَرَّ ولَم يَفْعَلْ . ثمَّ مَرَّ بي عُمر ، فسألْتُه عن آية من كتاب الله ، ما سألْتُه إلاَّ ليُشْبعَني ، فمَرَّ ولَم يَفْعَلْ .
     
    ثمَّ مَرَّ بي أبو القاسم (أي محمَّد) صلّى الله عليه وسلَّم ، فتَبَسَّم حينَ رآني وعرفَ ما في نَفْسي وما في وجْهي ، ثمَّ   قال : يا أبا هرّ (للمُداعبة) ، قلتُ : لَبَّيْكَ يا رسولَ الله ،  قال : الْحَقْ .
     
    ومَضَى ، فتَبعْتُه ، فدخَلَ (إلى بيته) ، فاسْتَأذنَ فأُذنَ لي ، فدخلتُ . فوَجَد لَبَنًا في قَدح ، فقال : منْ أيْنَ هذا اللَّبن ؟ قالُوا : أهْداهُ لكَ فُلان أو فُلانة ، فقال : أبا هرّ ، قلتُ : لَبَّيكَ يا رسولَ الله ، قال : الْحَقْ إلى أهل الصُّفَّة ، فادْعُهم لي .
     
    قال أبو هُرَيْرة : وأهلُ الصُّفَّة (هم) أضْيافُ الإسلام ، لا يَأوُونَ على أهْل ولا مال ولا على أحَد ، إذا أتَتْهُ (أي النَّبيّ) صدَقَةٌ بَعَثَ بها إليهم ولَمْ يتناوَلْ منها شيْئًا ، وإذا أتَتْهُ هديَّةٌ أرسلَ إليهم وأصابَ منها وأشرَكهُم فيها .
     
    قال أبو هُرَيْرة : فسَاءَني ذلكَ ، فقلتُ (أي في نَفْسي) : وما هذَا اللَّبَنُ في أهْل الصُّفَّة (أي هو قليلٌ جدّا وهم كَثيرُو العدد) ؟! أنا كنتُ أحَقّ أن أصيبَ من هذا اللَّبن شرْبَةً أتَقَوَّى بها ! فإذا جاءُوا ، أمَرَني ، فكنتُ أنا أُعطيهم ، وما عسَى أن يَبْلُغَني من هذا اللَّبن ؟!
     
    ولَمْ يَكُن من طاعة الله وطاعة رسوله بُدٌّ ، فأتَيْتُهم فدَعَوْتُهم ، فأقْبَلُوا واسْتَأذَنُوا ، فأُذنَ لهم وأخَذُوا مجالسَهم من البَيْت . فقال : (أي النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم) : يا أبا هرّ ، قلْتُ : لَبَّيْكَ يا رسولَ الله ، قال : خُذْ فأعْطهم . فأخذْتُ القَدَح ، فجعلْتُ أُعْطيه الرَّجُلَ فيَشْربُ حتَّى يَرْوَى ثمَّ يَرُدُّ علَيَّ القَدَح ، فأعْطيه الرَّجُلَ فيَشْربُ حتَّى يَرْوَى ثمَّ يَرُدُّ علَيَّ القَدَح ، حتَّى انْتَهَيْتُ إلى النَّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم وقد رَوَى القومُ كلُّهم !
     
    فأخذَ القَدَح فوَضَعهُ على يَده ، ونظَرَ إليَّ فتبسَّم وقال : يا أبا هرّ ، قلتُ : لَبَّيْكَ يا رسولَ الله ، قال : بَقيتُ أنا  وأنت ، قلتُ : صدقْتَ يا رسولَ الله ، قال : اقْعُدْ فاشْرَبْ . فقعدتُ فشربْتُ ، فقال : اشْرَبْ ، فشربْتُ ، فَمَا زالَ    يقولُ : اشربْ ، حتَّى قلْتُ : لا ، والّذي بعَثَكَ بالحَقّ ما أجدُ له مَسْلَكًا ! قال : فأَرني ، فأعطَيْتُه القَدَح ، فحمدَ الله وسَمّى وشربَ الفَضْلَة . (الجامع الصّحيح المختصر - الجزء 5 - ص 2370 - رقم الحديث 6087) .
     
    وفي حادثة أخرى : روى الإمام البخاري أيضًا عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، قال : كُنَّا يومَ الخندق نَحفر ، فعرضَتْ كُدْيَةٌ شديدة (أي حجارةٌ صمَّاء) ، فجاءوا النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم فقالُوا : هذه كُديةٌ عرضَتْ في الخَنْدق ، فقال : أنا نازل . ثمَّ قام وبطْنُه مَعصوبٌ بحجَر (وذلك للتَّخْفيف من آلام الجوع) ، ولَبثْنَا (أي وقد كُنَّا لَبثْنَا) ثلاثة أيَّام لا نذوقُ ذواقًا (أي لم نَأكل شيئًا) . فأخذَ النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم المعْوَلَ ، فضربَ في الكُدْيَة ، فعاد كَثيبًا   أهْيَل ، أو أهْيَم ، (أي تفتَّتَت الحجارة) .
     
    فقلتُ : يا رسولَ الله ، ائذَنْ لي إلى البيْت . (فأذن لي ورجعتُ إلى بيتي) ، فقلتُ لامرأتي : رأيتُ بالنَّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم شيئًا ما كان في ذلكَ صبرٌ ، فعنْدَكِ شيء ؟ قالتْ : عندي شعيرٌ وعناق (وهو صغيرُ المعْزَة) . فذبَحْتُ العناق وطحنتُ الشَّعير ، حتَّى جعلْنَا اللَّحم في البُرمة (وهي قدْر يُصنع من الحجارة) . ثمَّ جئتُ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم ، والعجينُ قد انكسر ، والبُرمةُ بين الأثافي (وهي الحجارة التي يُوضع عليها القدْر) قد كادتْ تَنْضج ، فقلْتُ : طُعَيّمٌ لي ، فقُم أنتَ يا رسولَ الله ورجلٌ أو رجُلان . قال : كَمْ هو ؟ فذكَرْتُ له ، فقال : كثيرٌ طَيّب ، قُلْ لها لا تَنْزعُ البُرْمةَ ولا الخُبْزَ من التَّنُّور (وهو الكانون أو الفرن) حتَّى آتي .
     
    ثمَّ قال (أي لأصحابه) : قُومُوا . فقامَ المهاجرُون (وهم المسلمون الذين هاجرُوا من مكَّة إلى المدينة) والأنصار (وهم المسلمون من سكَّان المدينة) . فلمَّا دخلتُ على امرأتي ، قلتُ : وَيْحَك ، جاء النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم بالمهاجرينَ والأنصار ومَنْ معهُم ! قالتْ : هلْ سألَك ؟ قلتُ : نعم .
     
    وقال (أي النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه) : ادخُلُوا ولا تَضاغَطُوا (أي لا تَزاحَمُوا) . فجعلَ يَكْسرُ الخُبْزَ ويجعلُ عليه اللَّحْمَ ، ويُخَمّرُ البُرمة والتَّنُّور (أي يُغطّيهما بقُماش) إذا أخذَ منهما ، ويُقرّبُ إلى أصحابه ، ثمَّ يَنْزع (أي يُعيد نفس العمليَّة) . فلَمْ يَزَلْ يَكْسرُ الخُبْزَ ويَغْرفُ (أي يجعلُ عليه اللَّحم) ، حتَّى شَبعُوا . وبَقيَ بقيَّةٌ ، فقال : كُلي هذا وأَهْدي ، فإنَّ النَّاسَ أصابَتْهُم مَجَاعةٌ . (الجامع الصّحيح المختصر - الجزء 4 - ص 1505 - رقم الحديث 3875) .
     
    وفي حادثة أخرى : روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هُرَيْرة أو عن أبي سعيد (الخدري) رضي الله عنهما ، قال : لَمَّا كان غَزْوَة تَبُوك ، أصابَ النَّاسَ مَجاعَةٌ فقالُوا : يا رسولَ الله ، لَوْ أذنْتَ لَنَا فَنَحَرْنَا نَواضحَنَا (أي جمالَنا) فأكَلْنَا وادَّهنَّا. فقالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم : افْعَلُوا. فجاءَ عُمَر فقال : يا رسولَ الله ، إن فعَلْتَ قَلَّ الظَّهر ، ولكن ادْعُهُم بفَضْل أزْوادهم ، ثمَّ ادْعُ اللهَ لهم عليْها بالبَرَكة ، لَعَلَّ الله أن يَجْعَلَ فيها ذلك . فقال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم : نَعَم .
     
    فَدَعَا بنَطْع فبَسَطَه ، ثمَّ دَعَا بفَضْل أزوادهم ، فجعلَ الرَّجُلُ يَجيءُ بكَفّ ذُرَة ، ويَجيءُ الآخرُ بكَفّ تَمْر، ويَجيءُ الآخرُ بكسْرة حتَّى اجتمعَ على النَّطْع من ذلك شيءٌ يَسير . فدَعَا رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم عليه بالبَركَة، ثمَّ قال : خُذُوا في أَوْعيَتكُم . فأخَذُوا في أَوْعيَتهم حتَّى ما تَركُوا في العَسْكَر وعاءً إلاَّ مَلأوه ! فأكَلُوا حتَّى شَبعُوا وفَضَلَتْ فَضْلَة . فقال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم : أشهدُ أن لا إلَه إلاَّ الله وأنّي رسولُ الله ، لا يَلْقَى اللهَ بهما عَبْدٌ غير شاكٍّ فَيُحْجَب عن الجنَّة . (صحيح مسلم - الجزء 1 - ص 56 - رقم الحديث 27) .
     
    ومن معجزات النَّبيّ أيضًا : ما رواه الحاكم في مُستَدرَكه عن محمَّد بن عمر رضي الله عنه ، قال : شهدَ قَتادة بن النُّعمان العَقَبَة مع السَّبعين من الأنصار ، وكان من الرُّماة المذْكورين من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم ، شَهدَ بَدْرًا وأُحُدًا ، ورُميَتْ عَيْنُه يَومَ أُحُد ، فسالَتْ حَدقتُه على وَجْنَته ، فأتَى رسولَ الله صلّى الله عليه وسلَّم فقال :  يا رسولَ الله ، إنَّ عنْدي امرأةً أُحبُّها ، وإن هي رأتْ عَيْني خَشيتُ تَقذُّرها . فرَدَّها رسولُ الله بيَده ، فاسْتَوَتْ ورجعَتْ ، وكانتْ أقْوى عَيْنَيْه وأصحَّهما بعد أن كَبُر ! (المستدرك على الصّحيحين - الجزء 3 - ص 334 - رقم الحديث 5281) .
     
    هذه إذًا بعض المعجزات التي أجراها الله تعالى على يَدَيْ نَبيّه محمّد صلّى الله عليه وسلّم ، وهناك الكثير من المعجزات الأخرى لَمْ نَذْكُرها هنا . وإذا كان المسيحيّون استغربُوا من شفاء المسيح عليه السَّلام للمَرضَى وإحيائه للمَوْتَى، فادَّعَوْا أنَّه ابنُ الله، فإنَّ المسلمين علمُوا أنَّ معجزات نبيّهم محمّد صلّى الله عليه وسلّم ومعجزات موسى وعيسى عليهما السَّلام ، لَمْ تَكُن من صُنْعهم هم وإنَّما تَمَّتْ بإذْن الله ، لأنَّه هو وحده الذي يَملكُ القُدرة على خَرْق القوانين الكونيَّة مَتَى يشاء وكيف يشاء . لذلك، لَمْ يَرفع المسلمُون محمَّدًا ولا عيسى ولا غيرهما من الأنبياء عليهم السَّلام عن مُسْتَوى البَشَر .
     
    أخوكم عامر أبو سميّة
     
    موقع الطريق إلى الله

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()