بتـــــاريخ : 7/22/2010 7:15:58 PM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1183 0


    لا تنهشوا فى أخلاقيات مذيع.. فقد عقله

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : صبري غنيم | المصدر : www.almasryalyoum.com

    كلمات مفتاحية  :

    أن تقتل زوجتك بسبب الغيرة.. ليس هو الحل، لأنه ليس من المعقول أن يكون ثمن غيرة الزوجة على زوجها هو قتلها.. صحيح أن الغيرة فى بعض الأحيان تصل إلى حد الاختناق.. تجعلك تمسك بدماغ زوجتك «وترزعها» فى الحيط.. لكن مهما كانت درجتها فهى لا تستوجب القتل.. فقد تكون هذه الغيرة تعبيراً عن فرط الحب الذى تحمله لك، ومع كل فهى فى النهاية لا تستحق أن تعاملها بنفس السيناريو الذى حدث مع زوجة مذيع التليفزيون إيهاب صلاح..
    الزوجة الشابة التى عاشت 8 سنوات فى صراع مع زوج تحبه لدرجة أنها أطلقت اسمه على محل تجارى تملكه.. وكانت تغار عليه حتى وصلت غيرتها إلى الشجار والانفصال مرتين.. ثم عادت إليه على أمل الاستمرار.. عسى أن تكون حياتها هذه المرة هادئة بلا مشاكل، ومع ذلك لم تتمالك أعصابها.. وفى ليلة حزينة دب الشجار بينهما، فراحت تمطره بأعنف الألفاظ.. وهى لا تقصد.. لكن القدر حولها من زوجة عاشقة لزوجها إلى زوجة انفلتت منها أعصابها.. وعلى حد تعبيره أنها صفعته على وجهه وكسرت له نظارته.. فكان ثمن هذه الإهانات طلقة من مسدس والده، أسكتها مكانها لتستقر الطلقة فى رأسها.. ويطل منه المخ ليعلن عن وفاتها.
    أنا شخصياً تأثرت بهذا الحادث.. الذى لا أستطيع أن أربطه بالغيرة لأنه مهما وصلت غيرة الزوجة على زوجها لا يمكن أن تكون هى الدافع لارتكاب هذه الجريمة.. فيتجه مباشرة إلى غرفة النوم ليسحب مسدس والده لينهى به حياة من أحبته وأسعدته طوال 8 سنوات بهذه المأساة.
    الذين يعرفون إيهاب صلاح، مذيع نشرة الأخبار فى التليفزيون المصرى.. يعرفون عنه دماثة خلقه.. فهو شاب هادئ الطباع بطبيعته.. خجول.. لا نسمع له صوتاً بين زملائه.. حتى ولو حدث خلاف فى الرأى.. فهو المتسامح دائماً.. وكعادته ينهى أى خلاف بابتسامة العفو والرضا، ولا أعرف ماذا أصابه عندما فقد عقله.. أثناء شجاره مع زوجته.. هل لأن «إبليس» زين له الحياة دونها فقرر أن يتخلص منها بالقتل.. وتصور أن القتل يرد له اعتباره مع نفسه.. ويرضى رجولته التى تعرضت للإهانة فى لحظة غضب.
    وهنا يحضرنى رأى للأستاذ الدكتور فاروق السعيد، أستاذ علم النفس.. قد يكون مؤيداً للظروف التى أدت إلى قتل الزوج لزوجته.. فيقول: إن جرائم العنف الأسرى لا يصدقها عقل، وهى قرار صعب لا يحدث إلا فى ظل أن الشخص قد فقد عقله فى لحظة اضطراب ذهنى حاد قد تستمر لحظات حتى وقوع الجريمة.. ثم يرجع الشخص لحياته، ومن الممكن أن يمارسها بشكل عادى جداً، ويندم الندم الشديد على فعلته.
    وللدكتور «السعيد» رأى فى إهانة الزوجة لزوجها.. فهو يقول: إن الرجل له طبيعة خاصة جداً فإهانة الرجل للمرأة تختلف كلياً عن إهانة المرأة للرجل، فكم ضربت زوجات من أزواجهن واستمر الزواج وأصبحت الأمور على ما يرام.. لكن أن تضرب زوجة زوجها فقد ينتهى الأمر بأن يرد الزوج الإهانة أو الضرب بالقتل.
    ويضيف الدكتور «السعيد» قائلاً: إن الرجل عندما يهان من زوجته لا يشعر فقط بالإهانة لكن يشعر ببركان غضب لا يمكن أن يطفئه إلا دمها هى.
    وأمام رأى علم النفس علينا أن نقف وقفة احترام للأدلة والتحليلات التى تكشف عن الظروف النفسية التى تدفع إلى ارتكاب المتهم جريمته.. معنى هذا الكلام أن الدوافع التى دفعت مذيع التليفزيون إيهاب صلاح لقتل زوجته دوافع علمية نفسية.. بعد أن أصبح يحمل فى داخله قنبلة من الغضب لإهانته.. لذلك أرى قيام المركز القومى للبحوث الجنائية بدراسة حالته.. لأن من يتابع المناخ الذى كان يعيش فيه إيهاب قبل الجريمة يجده مختلفاً تماماً عن المناخ الذى كان مهيأ لارتكابه الجريمة..
    فالرجل كان يمارس عمله المعتاد كمذيع للنشرة وقد كان آخر عمل له هو نشرة الواحدة صباحاً، حيث قام بقراءة تحليل لما نشرته صحافة الغد، وهو لا يعلم أن هذه الصحف سوف تحمل صورته وحكايته مع زوجته فى اليوم التالى.. وهذه دلالة على أن الرجل كان فى كامل قواه العقلية. لم يكن يحمل فى داخله غلاً لزوجته أو تخطيطاً لقتلها..
    عاد إلى بيته كعادته، وربما يكون قد طالبها بالعشاء ولا أحد يعرف ما الذى جرى بينهما، وكيف بدأ الشجار حتى تلجأ إلى جارها لتطلب من شقيقتها أن تحضر فى هذه الساعة المتأخرة من الليل.. موقفها يدل على مخاوف كانت فى داخلها.. قطعاً لم تكن تعرف أن معركتها مع زوجها هذه المرة ستؤدى إلى قتلها.. ومع ذلك تعلقت بحضور شقيقتها للتهدئة وليس للإثارة.. وكلمة من هنا.. وكلمة من هناك تحول الموقف إلى مأساة.. هى تلقى نهايتها.. وهو يسلم نفسه للشرطة.
    أنا شخصياً لم أتوقع أن تنهش إحدى الصحف فى سيرة زميل إعلامى تعرض لموقف مؤلم. المفروض أن نشفق عليه ولا نذبحه.. ثم هل يعقل أن مذيعاً مثل إيهاب صلاح يلف سجائر بالمخدرات حتى تنشر الصحيفة أنها وضعت يدها على معلومات تفيد بوجود تبغ ومخدرات فى المكان.. أكدت أنه قبل ارتكابه الحادث كان يستعد للف سيجارة بالمخدرات.. أى عقل يصدق هذا.. وهل لحظة التوتر والانفعال والغضب تعطى مساحة للف سيجارة؟.. مسكين إيهاب وهو يتعرض لهذا الافتراء.
    والله عيب.. أن نتناوله بالاتهامات وهو فى حاجة إلى من يخفف عنه محنته.. رحم الله الفقيدة زوجته، التى انتهت حياتها على أسرار لا يعلمها إلا الله.. فقد تكون ضحية لعشقها له.. بعد أن أعطت أحلى ما عندها من حب.. فتحول هذا الحب إلى غيرة قاتلة.. فماتت مقتولة.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()