بتـــــاريخ : 6/5/2010 7:05:25 PM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1062 0


    رحيل البرادعي

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : محمدعلي خير | المصدر : dostor.org

    كلمات مفتاحية  :
    رحيل البرادعي مقالات اراء

    دعك من أن أحدهم قد طالبني بتغيير اسمي إلي محمد علي (شر)، أو أن آخر قد تعامل معي كأنني من مؤيدي الحزب الوطني، هكذا جاءت بعض تعليقات القراء علي موقع الدستور الإلكتروني، عندما كتبت أمس الأول معلقًا علي ما كتبه حمدي قنديل عن الدكتور البرادعي وتكرار سفره للخارج، لم أتوقع هذه الكثافة من التعليقات سواء علي موقع الدستور أو بريدي الإلكتروني.

    غالبية التعليقات كانت مؤيدة للبرادعي والتمست له الأعذار تجاه سفره المتكرر بسبب ارتباطات دولية مسبقة، وأحدهم رأي أن الرجل (هج) من البلد بسبب الإحباط الذي أصابه منذ إطلاق دعوته إلي التغيير.

    تمنيت أن يقرأ الدكتور البرادعي تعليقات القراء علي موقع الدستور، حيث سيكتشف مدي التعاطف الكبير الذي يبديه مصريون تجاه دعوته، لكنه رغم ذلك آثر السفر للخارج لعدة أشهر قادمة، وسيكتشف البرادعي كيف أن دعوته للتغيير قد أحيت الأمل في نفوس الكثيرين، لكنه في المقابل كان عليه أن يعي أن استمرار هذا الأمل يتطلب مثابرة وجهدًا ومعرفة منه، ولن يتحقق هذا دون البقاء في مصر.. فلا ينبغي لمن كان مثله وبعد أن أطلق الأمل.. أن يتعامل مع دعوته للتغيير بمثل هذا البطء والغياب.. مما أفقد حركته ودعوته الكثير من الزخم.. لست ضد البرادعي أو أي مصري حر يمكن أن يساهم في تحريك المياه الراكدة في حياتنا كلها، لكن شرط ألا تكون الدعوة مجرد كلام فحسب.. بل عليه بذل الغالي والنفيس لإنجاح دعوته.

    مشكلة البرادعي أنه أحيا الأمل بدرجة غير متوقعة، لكنه في نفس الوقت لم يسع للاستفادة من هذا الأمل عند الناس فكان الإحباط الشديد، ومع ظروف نشأة حركته الوليدة.. فإنه كان - ولا يزال - مطالبًا بالتفرغ والاهتمام وليس البعد والابتعاد.. تصورنا أن سفريته الأولي بهدف إعادة ترتيب أفكاره وأوراقه وتقييم أعضاء جمعيته، وضم جدد من الشباب واستبعاد بعض المقربين إليه؛ لأن بعضهم قد انضم لحركته إما سعيا للشهرة وبريق الإعلام أو لحجز مقعد حال وصول البرادعي للسلطة.. والبقية الباقية هي التي آمنت بما دعا الرجل إليه.

    لكن عاد البرادعي واستمر كل شيء علي حاله، حتي جاء قراره الأخير بالسفر للخارج لعدة أشهر، والذي كان يحتاج منه إلي مراجعة كبيرة، لأنه إذا عاد فلن يجد الجمعية التي أسسها، لأن عقدها سوف ينفرط إذا لم يكن قد انفرط فعلا بعد استقالة د.حسن نافعة - المنسق العام - وحمدي قنديل - المتحدث الإعلامي - وحسبما نشرته الصحف فإن هناك استقالات أخري.

    البعض كتب معلقا إنني أشمت في الرجل وجمعيته رغم أنني أكتب بالعربية وليس بلغة أخري.. ولا أدري كيف يفهمون كلامي؟ وهل توجيه النقد لسياسات رجل أحدث حراكا في الشارع يعد بمثابة هجوم وشماتة ثم أين ثقافة الاختلاف إذا أراد البرادعي فعلا استمرار دعوته فعليه البقاء في مصر فلا يوجد نضال بالمراسلة (ماكانش حد غلب) ولن تتغير ثقافة نظام حكم سلطوي باستخدام الإنترنت.. وإذا كان الرجل يعرف مسبقا حجم مشغوليته الدولية مسبقا، فكان لزاما عليه عدم إطلاق دعوته للتغيير وقضاء ما تبقي له من عمر في الخارج.. أما سياسة قدم في مصر وأخري في الخارج.. فهي سياسة لا تصلح لأصحاب المبادرات الخلاقة للتغيير في مجتمعاتهم.

    مطلوب من الدكتور البرادعي حسم أمره بالبقاء في مصر وعدم مغادرتها لإحياء دعوته والتفاف الناس حوله وكسب مزيد من الأنصار أو أن يدعنا لحال سبيلنا، أما إمساك العصا من المنتصف فهذا ما لا يليق بمن كان في قامة البرادعي.

    كلمات مفتاحية  :
    رحيل البرادعي مقالات اراء

    تعليقات الزوار ()