ملاحظات ابن سينا حول المرحلة الاولى من ولادة الطفل : ذكر ابن سينا في (القانون) ملاحظات لا بأس بذكرها في المرحلة الأولى من ولادة الطفل . الملاحظة الأولى : وإذا أردنا أن نقمطه فيجب أن تبدأ القابلة وتمس أعضاءه برفق فتعرض ما يستعرض ، وتدق ما يستدق ، وتشكل كل عضو على أحسن شكله كل ذلك بغمز لطيف بأطراف الأصابع ويتوالى في ذلك معاودة متوالية . . . تفرض يديه تلصق ذراعيه بركبته وتعميمه بقلنسوة . أقول : قد يولد المولود وفيه أثر التغير من الولادة ، فقد يضغط عنق الرحم على رأس الوليد فيخرج مستطيلاً أو عريضاً إلى يغر ذلك ؛ فمن هنا يجب التدارك لإصلاح هذا الأمر لا سيما أن أعضاء الولد ما زالت طرية قابلة للتشكيل والتغير . وعملية التمهيد التي تمهد الطفل بشد أعضائه إلى البعض قد ثبتت فائدتها وإن حاول البعض التشكيك فيها وفي إيجابيتها . إن الطفل الرضيع قد يجلس من النوم فيرى يديه وهو لم يتعرف عليها بعد فيفزع ، كما يساعد على عدم خميش وجهه وما شابه ذلك . الملاحظة الثانية : ويدغدغ دبره بالخنصر لينفتح . الملاحظة الثالثة : يجب أن يكون البيت (الذي فيه الطفل) إلى الظل ولاظلمة ، وأن لا يستطع فيه شعاع غالب ، وأن يكون رأسه في مرقده أعلى من سائر جسده . الملاحظة الرابعة : فإنه من الواجب أن يلزم الطفل شيئين نافعين أيضاً لتقوية مزاجه (الطفل) أحدهما التحريك اللطيف ، والآخر الموسيقى التلحين الذي جرت العادة لتنويم الأطفل وبمقدار قبوله ، لذلك يتوقف على تهيئته للرياضة والموسيقى أحدهما بدنه والآخر بنفسه . أقول : لا شك أن تحريك الطفل بشكل بسيط هو عبارة عن التدليك ، وهنا التدليك يعد من العوامل المحركة للدورة الدموية والمنشطة لها ويعطي حيوية للجسد والروح . أما الموسيقى الكلاسيكية الخالية من الغناء على رأي كثير من الفقهاء جائزة لا إشكال فيها والموسيقى لها انعكاسات على النفس ، إذ بها تغير الأمزجة من حال إلى حال ، وأبرز آثارها تهدئة الأعصاب . ويجب أن يلاحظ في حال استماعها أن تكون خالية من ضجة عالية ، ويستحب التغني بالقرآن أي تحسين القراءة بصوت حزين يؤثر في المستمع . وقد التفتت أمهاتنا ـ رضوان الله عليهن ـ إلى هذا الفن فأخذن بالأناشيد والأراجيز عند إرضاع الطفل أو عند إرادة تنويمه بخلاف الضوضاء ؛ فإنها تولد في نفسيته أثراً سلبياً .