"محمد البدوي" مهموم بمستقبل الثروة الحيوانية في مصر. يعاني من حاضرها. ويعرف أكثر ماذا جري ويجري.
وعلي الرغم من انه صاحب مصلحة. إلا أن ما يقلقه فعلا هو الشأن العام.
"معلم" اختار الجزارة مهنة أحبها. ورثها عن أبيه.. ومع ذلك يهمه أكثر المستهلك. الزبون الملايين التي تشكو والثروة التي تضيع.
يلفت "محمد البدوي" النظر إلي اهتمام وزارة الزراعة مؤخرا بمشروع "البتلو".. ولكنه يراه غير كاف لتجاوز أزمة اللحوم. إذ يجب وضعه في إطار منظومة تستهدف الحفاظ علي الثروة الحيوانية. فبدون مشروعات موازية مثل الحفاظ علي إناث الماشية وحمايتها من الأمراض ومن الذبح الجائر تختل منظومة مشروع البتلو.
ثم انه لابد من سرعة اتخاذ القرارات وتنفيذها وتفعيل مشروع تربية البتلو. بما يوفر له شروط النجاح.
وتكتمل المنظومة بتوفير الأعلاف وتصنيع المخلفات الزراعية لتوفير أعلاف بأسعار متوازنة. ورفع الكفاءة البيطرية لعلاج حالات العقم ومنع نفوق الماشية.
وأخيرا: لماذا لم يصدر حتي الآن قرار بمنع ذبح البتلو؟!.
سؤال يحتاج إلي اجابة. ويشير بأصابع اتهام!!
ينتقل "محمد البدوي" إلي فكرة أخري عن تجربة ناجحة في "بنجلاديش" حيث حقق مشروع "تربية الأرانب" الذي وقف وراءه "بنك الفقراء" ومؤسسه الاقتصادي الشهير "محمد يونس". مستعينا بأبحاث علماء في الهندسة الوراثية. فوصل وزن الأرنب الواحد إلي اثني عشر كيلو جراما. تمكن من خلالها فقراء بنجلاديش من سد الفجوة الغذائية وتحقيق دخل إضافي للأسر المنتجة.
ماذا لو تم صرف بطاريات أرانب للأسر المصرية مع دورات تدريبية وحملات توعية في كيفية تربية الأرانب وتطويرها وتحسين سلالاتها.. أو غير ذلك من مشروعات انتاجية لها آثار إيجابية اجتماعيا واقتصاديا.. ونحن نحاول حل مشاكل بطاقات التموين وهل يكون الدعم بالبدل النقدي أو بالابقاء علي البدل العيني؟!.
وأخيراً يعطي "البدوي" مثالا لما فعلته إسرائيل عندما أرادت تكوين ثروة حيوانية.. بحثت عن أجود أنواع الجاموس. فكان الجاموس المصري.. قامت بشرائه من مصر وعملت علي تحسين سلالته. ووصلت إلي أن يكون انتاجه من الألبان ضعف انتاج "الجاموسة الأم" المصرية!!