انتشرت التهابات الكبد وخاصةً الوبائية منها بصورة خطيرة وتوطنت في الكثير من دول العالم سواء في صورها الحادة أو المزمنة وأصبحت تمثل مشكلة خطيرة على صحة الإنسان، ولعل ارتفاع نسبة الوفاة بهذا المرض تجعله محط أنظار العامة والخاصة فى هذه الآونة.
ونظراً لأن الكبد يقوم بعمليات حيوية كثيرة، فإن الإنسان قد يموت خلال 24 ساعة من توقف عمل الكبد، لذا يسابق الأطباء الزمن للبحث عن طرق سريعة وآمنة لمعالجته، وقد حذر عدد من أساتذة علاج الأورام في مصر، من حدوث طفرة في معدلات الإصابة بالسرطان في مصر خلال السنوات القادمة، وتزايد الإصابة بأورام بعينها كانت تمثل حالات نادرة في الماضي، بسبب تلوث مياه الشرب بالصرف الصحي، ومخلفات بعض الصناعات، واستخدام الأسمدة المسرطنة، وعوادم السيارات.
وتوقع الأطباء أن يصل عدد حالات سرطات الكبد في مصر لـ400 ألف حالة سرطان كبد سنوياً بعد 10 سنوات، حيث تشير الإحصاءات إلى إصابة 3 ـ5% كل سنة بسرطان الكبد من المرضي المصابين بالفيروس سي، وهى كارثة ستكلف مصر المليارات، ما لم يتم التحرك من الآن، على الأقل للوقاية من تزايد الإصابات بفيروسات الكبد، مؤكدين أن خطورة المرض تكمن في أن أعراضه لا تكتشف إلا في المراحل المتأخرة منه، لأن الورم يكون صامتاً في معظم الحالات، ولا تصاحبه أعراض، ويُكتشف مصادفة من خلال الموجات الصوتية أو من خلال ارتفاع مفاجئ في تحاليل دلالات الأورام.
وربط الدكتور مصطفي منيع أستاذ جراحة الأورام ورئيس الجمعية المصرية لجراحة الأورام بين زيادة أورام الكبد في مصر وبدء استخدام الأسمدة المسرطنة في مصر خلال 15 -20 عاماً الماضية، مشيراً إلى تزايد هذه الأورام لعقود طويلة قادمة لأن هذه المبيدات تظل لسنوات طويلة جداً في التربة، ويضرب مثلاً على تزايد معدلات الإصابة بالسرطان، طبقاً لما ورد بجريدة "الأهرام".
وعرض الدكتور مدحت خفاجي أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام مثالاً على مسئولية أطنان الملوثات من مخلفات المصانع ومياه الصرف الصحي والصناعي والزراعي التي تلقي في مياه النيل، والتي يحصرها تحديداً في367 مصدراً عن تزايد معدلات الإصابة بأورام الشرج والقولون.
كما حذر الدكتور محمد جميل وكيل معهد الأورام القومي لشئون البيئة من حدوث طفرة في معدلات الإصابة بسرطان البنكرياس في مصر خلال السنوات الأخيرة، موضحا أن ذلك له علاقة بالتدخين مع شرب القهوة !!
إرشادات تحمي كبدك:
- عدم استعمال أدوات وآلات طبية إلا مرة واحدة فقط على قدر المستطاع مثل الإبر.
- تعقيم الآلات الطبية بالحرارة "اوتوكلاف - الحرارة الجافة".
- التعامل مع الأجهزة الطبية والنفايات بحرص، والتعامل مع سرنجة الحقن بحرص شديد، وخاصةً الأجهزة الموجودة في عيادة الأسنان.
- تجنب الاستعمال المشترك للأدوات الحادة مثل أمواس الحلاقة, الإبر الصينية, وفرش الأسنان، و"التاتو" الحنة، الأدوات المستخدمة في ختان الأطفال وهي تساعد بشكل كبير في انتشار الفيروس.
- تجنب تناول المخدرات ، فهي أكثر الطرق التي تساعد في انتشار الفيروس.
- تجنب رسم الوشم ، فقد تكون الأدوات المستخدمة ملوثة .
- في حالة المرضى المصابين بالالتهاب الكبدي "ج" لا يجب أن يتبرعوا بالدم لأن الالتهاب الكبدي "ج" ينتقل عن طريق الدم ومتنجاته, فهنالك شبه إجماع في الوقت الحالي على أن الأشخاص المصابين بالفيروس "HCV" والأشخاص الذين يعيشون معهم يجب الا يقلقوا من انتقال العدوى من ذويهم في البيت أو من الذين يعملون معهم إذا اتبعوا التعليمات السابقة.
- على الأشخاص المصابين بالفيروس تجنب مشاركة الآخرين في أمواس الحلاقة فرش الأسنان المقصات, واستعمال الإبر وغير ذلك، وذلك لأن الفيروس "ج" لا ينتقل عن طريق الفم والبراز، فإن الأشخاص المصابين به يمكن أن يشتركوا في إعداد الطعام للآخرين.
- الأدوية الضارة: يمكن لأصناف معينة من الأدوية كعقار "Extasy" ومركبات "السترويد" أو حتى عقار "الباراسيتامول" أن تفرض بعض الضغوط على الكبد، لذلك، احرص على ألا تتناول أبداً أي جرعة زائدة من هذه العقاقير، فإذا أردت التأكد من أنك لا تعاني من أي مشكلة في الكبد أطلب من طبيبك أن يجري لك اختباراً.
- العلاقات الجنسية غير الآمنة: ينتشر التهاب الكبد الفيروسي "سي" إلى حد كبير في آسيا وأوروبا الشرقية، لذلك ينبغي التزام الحيطة والحذر خلال إقامة العلاقات الجنسية في تلك المناطق.
أغذية مريض الكبد:
اعتبرت الجمعية المصرية للدراسة المعدية وأمراض الكبد أن الغذاء المناسب لمرضى الكبد جزء من العلاج تماماً مثل الدواء، وبصفة عامة طالما أن كفاءة الكبد معقولة، فلا يجب أن يتجنب المريض أى طعام، أى أن الغذاء المناسب هو الذى يحتوى على كربوهيدرات وبروتينات ودهون ويحتوى على الفيتامينات والمعادن المهمة، وطبعاً الامتناع عن شرب الكحوليات.
وبالنسبة للالتهاب الكبدى المزمن لا توجد موانع لأكل البروتينات ويجب تشجيع المرضى على أكل البروتينات النباتية والحيوانية مع غذاء يحتوى على بقية العناصر الهامة.
وبالنسبة لمرضى الكبد بصفة عامة يجب الاهتمام بالسلطة الخضراء والخضار الغير كامل التسبيك "نئ × نئ" والفاكهة، حيث أثبتت الأبحاث وجود مضادات الأكسدة فى هذه الأغذية والتى تساعد الجسم على مقاومة أمراض الكبد، فالغذاء الذي يحتوي على كمية كبيرة من الخضروات والفاكهة وقليل من الدهون يمكن أن يقلل من نسبة حدوث أورام بالكبد، كذلك يفضل استعمال زيت الزيتون وذلك لعدم وجود فطريات به والتي قد تفرز مادة "الأفلاتوكسين" والتي قد تساعد على حدوث الأورام الكبدية.
وتحذر الجمعية مرضى الكبد بعدم تناول الأغذية والأطباق التى تستعمل فيها طرق طهى لا تتحملها (مثل المسبك)، أما بالنسبة لسوء الهضم والانتفاخ، فيجب أن يمتنعوا فقط عن الأغذية التى قد تسبب الانتفاخ... فمثلاً لو كانت السبانخ تسبب متاعب لك ابتعد عنها، كما تنصح المرضى بتدوين أنواع الأطعمة التى تسبب لهم متاعب، وبذلك يصلون إلى قائمة بالطعام المناسب والغير مناسب لهم.
أما عن الأطعمة التي قد تسبب الانتفاخ بالنسبة لمرضى الكبد فهى الحبوب، الكرنب، الفلفل الحلو، البصل، زعتر، عيش الغراب، الكرات، الكرنب، سلاطة البطاطس، البيض المسلوق كاملاً، الأكلات المحمرة، والمدهنة والأكلات المدخنة، والشاى الثقيل أو القهوة الدوبل، والمكسرات "البندق ، اللوز، الجوز، عين الجمل" ، الكريمة، الفاكهة بالبذور "مثل العنب، الجوافة".
وتشير الجمعية المصرية إلى أن علامات سوء التغذية لمريض الكبد تتمثل في نقص الوزن الظاهر، وزيادة نسبة الدهون عن نسبة العضلات، وتورم القدم وانتفاخ بالبطن، وكذلك ضعف العضلات وضمورها، ويمكن ملاحظة ذلك فى عضلات الذراع والفخذ.
وعن دور البروتينات "اللحوم" بالنسبة لمرضى الكبد، تؤكد الجمعية أن البروتينات هى المفتاح للغذاء الجيد لهؤلاء المرضى بصورة عامة، وأيضاً هى الطريق لحدوث مضاعفات الكبد والمتعلقة بإلاضطرابات العصبية فى الحالات المتقدمة.
فعندما يتناول الإنسان اللحوم، يتم هضمها وامتصاص أصغر جزئياتها فى الدم فى صورة أحماض أمينية ... ولكن بعض البروتينات لا يتم امتصاصها وتتغذى عليها البكتريا التى تعيش فى داخل الأمعاء، وينتج عن هذه البكتريا بعض السموم والتى يتم امتصاصها داخل الكبد، ناهيك عن تكسير البروتينات وامتصاص مكونات التكسير مثل "الأمونيا" فى الدم وتذهب هذه المواد إلى مخ المريض وتسبب له الاضطرابات العصبية.
ويجب أن نعرف أن البروتين يتكون من أحماض أمينية، ونحن نحتاج هذه الأحماض الأمينية لتكوين العضلات وجسم الانسان نفسه "حتى نسيج الكبد" وهى أيضاً مهمة لتكوين الهرمونات والأنزيمات التى يحتاجها الجسم للعمليات الحيوية المختلفة، ويجب أن نعرف أن البروتين يصعب تكوينه من الدهون والكربوهيدرات.
ويعطى مريض الكبد والذي يشكو من أعراض عدم القدرة على التركيز والدوخة ورعشة فى اليد حوالي 40 جم بروتين فى اليوم، ويستحب بين الحين والآخر زيادتها إلى 60جم فى اليوم، ويجب منع البروتينات نهائياً فى حالات الغيبوبة الكبدية.. أما الانسان النباتى الذى لا يأكل اللحوم ويعتمد على الغذاء النباتى "الخضار" يحصل على 30 جم بروتين فى اليوم على الأقل من الخضروات.
وتنصح الجمعية مرضى الكبد بالامتناع عن ملح الطعام فى حالة تورم القدمين والاستسقاء بالبطن، ويجب أن يعلم المريض أن لتر من اللبن الحليب يحتوى على 102 جم ملح، وأيضاً المياه المعدنية تحتوي على ملح واستعمال الخضار والفاكهة يعطي غذاء قليل الملح .
وعن بدائل استعمال الملح، فينصح الأطباء باستعمال سلطة خضراء طازجة بدون إضافة ملح، واستعمال الفواكه الطازجة، والليمون والخل، والأعشاب والبهارات، والثوم، والبصل، والطماطم، وكذلك الغذاء غير كامل التسبيك "نئ × نئ"، واستعمال مستردة والجرجير والكرات، وأيضاً يمكن استعمال بدائل الملح مثل كلوريد البوتاسيوم أو الملح الطبي.