|
تشير الدراسات الميدانية والمسوحات العلمية أن هناك زيادة كبيرة في معدلات السمنة بين الرجال والنساء عالميا وإقليميا ومحلياً حيث توضح بعض الدراسات أن زيادة الوزن والسمنة تصيب أكثر من 45-50%من أفراد المجتمع وتزيد هذه النسبة بين الأطفال من الذكور والإناث ويرجع هذه الزيادة إلى عدة عوامل يأتي في مقدمتها زيادة استهلاك الطعام بشكل كبير وخاصة النشويات والتي تزيد معدلات السعرات الحرارية الداخلة لجسم الإنسان
مما يؤدى إلى تراكم الدهون في مختلف أجزاء الجسم وخاصة البطن والذي يساهم في زيادة معدلات الأمراض المختلفة مثل السكري والضغط والكولسترول وتزيد المشكلة خطورة إذا كان هناك خمول وعدم حركة مما يزيد الطين بلة ويزيد الأمر سوءا وعموماً توجد هناك العديد من العوامل التي تجعل الشخص يفقد السيطرة على نفسه عند تناوله للطعام لذلك يجب الحرص على الحد من هذه العوامل وتوفير الغذاء المناسب خلال هذه الفترات وكذلك يجب الحرص على حل هذه المشاكل والتي قد تزيد معدل الاستهلاك اليومي للطعام ومنها.
أولا: الضغوط الحياتية: لوحظ أن الضغوط الحياتية المختلفة والتي نلاحظ أنها في تزايد مستمر في مجتمعنا تساهم بشكل ملاحظ في زيادة استهلاك الطعام وخاصة عند السيدات ومن خلال تجربة عملية ومن خلال المقابلات الشخصية للعديد من الحالات وخاصة من قبل السيدات أن للضغوط دورا كبيرا في زيادة الاستهلاك المتناول من الطعام وللأسف وجدت هذا الارتباط من خلال مقابلات مع شريحة عمرية صغيرة (14-18سنة) حيث وجدتهم يقبلون
على تناول الأغذية الخاوية خلال أوقات الأزمات النفسية وخاصة الشوكولاتة والشيبس والمشروبات الغازية وغيرها من الأغذية التي لا تمد الجسم إلا بالسعرات الحرارية وبالتالي بزيادة الوزن لذلك أحاول أن أعرض مثل هذه الحالات إلى متخصصة في ما يعرف بتعديل السلوك الغذائي قبل البدء بالبرنامج الغذائي لان ذلك سوف يسهل عملية العلاج بالغذاء للحد من زيادة الوزن والسمنة.
ثانيا الإجازات: لوحظ من خلال دراسات على انتشار السمنة أنها تزيد في أوقات الإجازات وارجع ذلك إلى العديد من العوامل ولكن يأتي في مقدمتها زيادة استهلاك الأغذية بشكل عام والأغذية الخاوية بشكل خاص وكذلك زيادة استهلاك الأطعمة السريعة ومما يزيد الأمر تعقيداً عدم انتظام النوم والسهر والذي يساهم في زيادة الوزن وعدم انتظام الجهاز الهضمي للاستفادة الطبيعية من الطعام لذلك يلاحظ أن للسهر دورا كبيرا في تراكم الدهون الداخلية
ومما يزيد الأمر سوءا تراكم الدهون هو إذا اجتمعت الضغوط العامة المختلفة مع الإجازات فان التأثير يزيد وبالتالي تكون المشكلة أكثر سوءا حيث أن اجتماع الضغوط مع الإجازة يؤدي إلى زيادة الإقبال على الطعام وبالتالي فان ذلك سوف يزيد من السعرات الحرارية المستهلكة ويؤدي ذلك إلى تراكم الدهون وقد يصاحب ذلك العديد من المشاكل الصحية المختلفة مثل زيادة السكر والضغط والكولسترول وقد لوحظ ذلك على الصغار في العمر قبل الكبار.
ثالثا: الكربوهيدات: Carbohydrates إن استهلاك الكربوهيدرات (النشويات)وخاصة البسيطة منها مثل السكر العادي(سكر المائدة) الذي يضاف للقهوة والشاي وكذلك الخبز وخاصة الأبيض أو التميس او الصامولي كذلك البطاطس والأرز وغيرها من السكريات البسيطة لها دور كبير في زيادة تراكم الدهون في الجسم وزيادة الوزن والإصابة بالسمنة ويرجع ذلك إلى أن هذه الكربوهيدرات (النشويات) وزيادة استهلاكها تساهم بشكل كبير
في زيادة نشاط البنكرياس في إفراز هرمون الأنسولين الذي يزيد من تراكم الدهون ذلك عن طريق تحويل النشويات إلى دهون داخلية في الأحشاء وتحت الجلد كما أن تناول هذه الكربوهيدرات يزيد من الجوع ويلاحظ ذلك على سبيل المثال في حالة كون الوجبة نشويات مثل المعكرونة أو الأرز فان الشخص يشعر بالجوع بشكل كبير لان هذه النشويات البسيطة تساهم في زيادة إفراز الأنسولين الذي يساهم في زيادة الشعور بالجوع لذلك يجب علينا الحرص على الحد من النشويات بشكل كبير.
رابعا: وقت الوجبة: إن الإنسان المتعود على تناول الوجبات في أوقات محددة مثلاً الإفطار الساعة 8صباحاً فانه في حالة عدم توافر هذه الوجبة في هذا الوقت أو انشغاله فان ذلك سوف يساهم في زيادة الجوع وبالتالي زيادة استهلاك الطعام عندما ينتهي الوقت المحدد لذلك فانه ينصح بان يحرص الإنسان أن يتناول الوجبات في أوقات محددة ثابتة وان لا يتجاهل ذلك لان هذا التجاهل سوف يزيد من الإقبال على الطعام وبالتالي استهلاك كمية كبيرة من الطعام في هذه الوجبة.
المصدر : الأسرة السعيدة .
|