فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
قال الله تعالى " فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا " أي فهلا إذ ابتليناهم بذلك تضرعوا إلينا وتمسكنوا لدينا " ولكن قست قلوبهم " أي ما رقت ولا خشعت" وزين لهم الشيطان ما كانو يعملون " أي من الشرك والمعاندة والمعاصي " فلما نسوا ما ذكروا به " أي أعرضوا عنه وتناسوه وجعلوه وراء ظهورهم" فتحنا عليهم أبواب كل شيء " أي فتحنا عليهم أبواب الرزق من كل ما يختارون وهذا استدراج منه تعالى وإملاء لهم عياذا بالله من مكروه ولهذا قال " حتى إذا فرحوا بما أوتوا " من الأموال والأولاد والأرزاق " أخذناهم بغتة " أي على غفلة" فإذا هم مبلسون " أي آيسون من كل خير قال الوالبي عن ابن عباس المبلس الآيس . وقال الحسن البصري من وسع الله عليه فلم ير أنه يمكر به فلا رأي له ومن قتر عليه فلم ير أنه ينظر له فلا رأي له .