قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى
القول في تأويل قوله تعالى : { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى } يعني تعالى ذكره بقوله : { قول معروف } قول جميل , ودعاء الرجل لأخيه المسلم . { ومغفرة } يعني : وستر منه عليه لما علم من خلته وسوء حالته , خير عند الله من صدقة يتصدقها عليه يتبعها أذى , يعني يشتكيه عليها ويؤذيه بسببها . كما : 4723 - حدثني المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا أبو زهير , عن جويبر , عن الضحاك : { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى } يقول : أن يمسك ماله خير من أن ينفق ماله ثم يتبعه منا وأذى .
وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ
وأما قوله : { غني حليم } فإنه يعني : والله غني عما يتصدقون به , حليم حين لا يعجل بالعقوبة على من يمن بصدقته منكم , ويؤذي فيها من يتصدق بها عليه . وروي عن ابن عباس في ذلك ما : 4724 - حدثنا به المثنى , قال : ثنا عبد الله بن صالح , قال : ثني معاوية , عن علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس : الغني : الذي كمل في غناه , والحليم : الذي قد كمل في حلمه .