التبرز الطبيعي دليل الصحة والعافية التي يهتم بها الناس، وخصوصا عند الأطفال، لذلك نجد أن إصابة الطفل بمشكلة في التبرز وخصوصا في الأسابيع الأولى من العمر يثير الانتباه، وهو ما يجعل عددا لا يستهان به يراجعون العيادات طلبا للمشورة والعلاج.
ما الإمساك؟
الإمساك هو تأخر التبرز عن المدة الزمنية المعتادة أو وجود صعوبة عند التبرز تستمر لمدة أسبوعين أو أكثر ويؤثر على حياة الطفل الطبيعية من تغذية ونوم وخلافه.
المعدل الطبيعي لعدد مرات التبرز
يختلف من طفل إلى آخر حسب العمر وخصوصا في الشهور الأولى وحسب نوع التغذية، ويمكن أن يصل العدد في المتوسط إلى 4 مرات في اليوم في الأسبوع الأول، ثم يقل تدريجيا حتى يصبح ثابتا مرة واحدة في اليوم عندما يصل عمر الطفل الى أربع سنوات.
الأسباب العضوية
غالبا ما يتم اكتشافها عند اجراء الفحص الطبي على الطفل في الأيام الأولى من الولادة أو عند المتابعة الدورية عندما يراجع لأي سبب لمراكز العناية الطبية للطفل، وقد تعود هذه الى اسباب "خلقية، عصبية، هرمونية" والتي تحتاج الى التدخل الطبي.
الأسباب غير العضوية
وهذه مهمة لأننا نحن نشارك في حدوثها باتباع السلوكيات الصحية غير السليمة في الغالب ويمكن ايجازها في: الرضاعة الصناعية من الشهر الأول وسوء التحضير يؤدي إلى الإمساك غالبا،
يقل عدد مرات تبرز الأطفال الذين يرضعون من الثدي وهو ما يوحي بوجود الإمساك، نتيجة للفطام بطريقة غير سليمة ما يؤدي إلى تغير العادات الغذائية بطريقة فجائية، خوف الطفل من الألم المصاحب للتبرز لأي سبب "شرخ في الشرج غير ملاحظ"،
فقدان الطفل للعطف والحنان من قبل الأسرة، نسيان الطفل المتكرر للذهاب إلى المياه لكثرة انشغاله باللعب مثلا، تجنب استخدام دورات المياه في المدارس أو الأماكن العامة، الحرص الزائد من أفراد الأسرة بمتابعة الطفل وإجباره على التبرز في أوقات محددة،
عدم اهتمام الأسرة بتدريب الطفل للذهاب الى دورة المياه في الوقت المناسب، قلة الحركة أو اصابة الطفل بأي مرض يسبب فقدان الشهية وبالتالي الإمساك،
قلة كمية البراز وجفافها نتيجة:
- عدم الاهتمام بتقديم الوجبة الغذائية الكاملة حسب المراحل العمرية المختلفة.
- الاقلال من تناول الأطعمة التي بها ألياف "خضراوات، فواكه".
- الاعتماد على بعض الأطعمة التي لا تمثل وجبة كاملة "بسكويت، كعك... إلخ".
- عدم الرضاعة الكافية، وحدوث حالات سوء التغذية.
الأعراض المصاحبة للإمساك
- يمكن أن يلاحظ الأهل الأعراض التالية عند الطفل والتي تستدعي المشورة الطبية: التخوف من الذهاب إلى دورة المياه، تبرز كمية قليلة وصلبة مع عدم وجود أسباب مرضية ظاهرة، خروج براز لين ولكن بصعوبة ويصاحبه بكاء وألم، حدوث ألم والشعور بانتفاخ البطن، الجهد الواضح في أثناء عملية التبرز، ظهور دم مع البراز.
الوقاية
فيما يأتي بعض الارشادات التي بوساطتها يمكن أن نقي أطفالنا بإذن الله تعالى من الإمساك:
- التمسك بالرضاعة الطبيعية من الثدي على الأقل في الأشهر الستة الأولى.
- إدخال الأطعمة الداعمة للرضاعة من الشهر الرابع والمحتوية على الخضراوات، البيض، الدواجن، اللحوم الأخرى وبالتدريج.
- الفطام التدريجي وعدم التحول الفجائي من الرضاعة إلى الطعام الذي غالبا ما يؤدي إلى رفض الطفل للوجبات الغذائية ومن ثم حدوث الإمساك.
- توفير البيئة الأسرية الملائمة ومراعاته في حالة الاصابة بوعكة صحية.
- عدم إجبار الطفل على الذهاب إلى الحمام من دون رغبته وتذكيره فقط عند النسيان.
- الابتعاد عن الأطعمة ذات القيمة الغذائية المقللة للشهية وخصوصا قبل وجبات الطعام الرئيسة بفترة وجيزة "الكعك، البسكويت، الشوكولاتة... إلخ".
- تقديم الخضراوات والفواكه بصفة مستمرة وبكميات كافية طوال اليوم "كوب من عصير الطماطم، أو عصير البرتقال غير المصفى".
- تشجيع الطفل على استخدام دورة المياه، وأنسب الأوقات هي ما بعد الطعام حتى تصبح عملية التبرز عادة صحية وطبيعية