غذاؤك يحدّد طباعك
إن معرفتك لتركيبتك الجسدية وتحديد طريقة مسلكك العقلي واستعداداتك النفسية والمرضية وبالتالي تحديد ويولك واهتماماتك وأطرك الاجتماعية التي يتوافق معها ضرورية، بالإضافة إلى ما يناسبك من مأكولا، وبحسب الظروف المناخية الملائمة ليشكّل النموذج الأمثل. فما يمكن أن يؤكل في الطقس الحار لا يؤكل في الطقس البارد، وذلك حيب ما يتوافق مع مزاجك، فما يتوافق مع التموذج الترابي قد لا يتوافق مع النموذج الناري بالشروط الزمانية والمكانية نفسها.
ما هي الأسباب النفسية للبدانة؟
كل رجل يهتم بصحة جسده، و يعتبر البدانة أحد مسببات الأمراض التي يجب مكافحتها، علماً أن أهم أسباب البدانة نفسية، دماغية أكثرمنها جسدية، لأن التحكم برغبتي الجوع والشبع يكمن بما يسمى بالدماغ الجديد Neo carlex الذي يفرض أوامره على المهاد الدماغية Hypthalamus التي تضبط الاحساس بالجوع أو بالشبع.
إن رغبة البدين في الطعام تننطلق أساساً من أمر دماغي وليس من حاجة الجسد للطعام، كذلك فالشبع ينتج عن أمر دماغي وليس لامتلاء المعدة وعدم قدرتها على تقبّل المزيد.
فالدماغ يراقب باستمرار حاجات جسدك الغذائية وذلك من خلال مايصله من اشعارات خلايا الكبد والبنكرياس التي توازن نسب السكر Glucose في الدم وتلك الموجودة في الأوردة، وأي زيادة تؤدي إلى خلل وظيفي يظهره بالشعور بالعطش أو بالجوع.
أن أي تهييج أو تنشيط لاحساس الجوع يؤدي إلى شهية زائدة، حتى وإن كنت قد فرغت لتوّك من وجبة دسمة، وفي المقابل فإن تنشيط مراكز الشبع يولّد إحساساً بالشبع عندك ترفض الكعام وتمتنع عنه.
ان شعورك بالحرمان يدفع نظام دماغك الدفاعي لإجبار جسدك على تخزين الدهون، وبالتالي التعوّد على الاستمرار بتخزينها مما يؤدي إلى زيادة في الوزن، خصوصاً في المراحل الأولى للحرمان. كما أن اجهاد جسمك بالتمارين القاسية والحرمان من الغذاء لايؤدي إلى التخلص من الدهون المتراكمة، لأن هذه الدهون كما هو معروف تتركم في الأعضاء التي لاتعمل.
إن أهم أسباب زيادة الوزن وتراكم الدهون ناجمة عن سوء التغذية، أما بسبب عدم انتظام أزمنة الوجبات والذي غالباً مايؤدي إلى سوء وعسر الهضم، أو بسبب عشوائية الوجبات، وهذا يدفع بالدماغ إلى إصدار الأمر بتخزين الدهنيات خوفاً من التأخر في ورود الغذا، وهذا يعني أن أسباب البدانة داخلية أكثر مما هي خارجية، بالإضافة إلى التكوين البيولوجي للجسم.
إن السمنة لا تنتج عن كمية الغذاء بل عن نوعيته، وسوء الهضم وأمراضه من نواتج خلط الطعام النقيضي التماثل وليس من كميته.
ما هو النظام الغذائي الصحيح؟
لا ترتكز عدم زيادة الوزن إلى الرياضة فقط، أو إلى تنظيم اوقات الوجبات، بل إلى نظام التغذية الصحيح الذي يراعي انتقاء الغذاء بما يوافق المزاج أولاً، وعلى ما يتناسب تمازجه مع بعضه داخل الجسم وفي المناخ المناسب أيضاً، إذ إنّ هناك مأكولات لاتتناسب مع غيرها في الوجبة الواحدة، وهذا سبب عسر وسوء الهضم، وبالتالي سوء التغذية، لأن عدم تمازج الأطعمة يؤدي إلى تخمّر وتفاعلات غازية داخل الجهاز الهضمي مما يؤدي في النهاية إلى انتفاخ المعدة وزيادة كمية الطعام.
وعلى هذا فإن المظهر الخارجي للبدين انعكاس لما هو في داخله، لذلك معالجة الداخل قبل معالجة الخارج.
في حال البدانة المتجذرة، والتي لسبب ما ناتجة عن خلل هرموني بيولوجي، ويجب البدء بتخليص جسمك من سمومه، وذلك بالامتناع عن تناول أي طعام لمدة تتراوح بين يومين وثلاثة أيام، تتغذى خلالها بالسوائل مثل عصائر الفاكهة والخضار، وفي الأيام الثلاثة التالية يجب الإكتفاء بطعام واحد وعلى ثلاث وجبات منتظمة، مثل الرز الكامل والخضر المطبوخة والثمار، وبعد اسبوع من تطبيق هذا النظام يتخلّص جسمك من سمومه، ويتحسّن النشاط الكبدي، ويستعيد الجهاو الهضمي عافيته.
بعد مدة التهيئة هذه تستطيع أكل ما تريد معتمداً في غذائك على الوجبة الصباحية بشكل أساسي، أما وجبة الغذاء فيجب أن تحتوي على الكثير من الخضار والخمائر المساعدة على الهضم كخميرة البيرة أو سلطة القمح الجارم، المتنبّت حديثاً وقبل تلوّن أوراقه بالأخضر، اما في العشاء فيجب الإكتفاء بأكل الفواكه.
في جميع الحالات يجب مراعاة قاعدة الانتقاء المزاجي التوافقي بي المأكولات، وما يتناسب مع مزاجك، فاللحوم والبيض والأجبان ببلاءم مع الخضار الطازجة،ولا تتلاءم مع مشتقّات الطحين "خبز كاتو، معجّنات..".
كما يؤخذ الحليب منفرداً أو مع الفاكهة الحمضية، ولا يجوز إشراكه مع اللحوم والخضار ومشتقّات الطحين والحبوب.
ما هي القواعد الصحية العامّة؟
في مختلف الظروف، وعلى جميع الصعد المزاجية والمناخية، فإن التعليمات الصحية العامة تبقى هي الأسهل والأجدى في الحفاظ على الصحة، وهي:
- لا تأكل إلا عند الإحساس بالجوع.
- لا تشرب إلا بعد العطش.
- لا تشرب قبل إشباع الجوع، لأن الشرب قبل الطعام يؤدي إلى تحلب العصارات المعدية واضطراب الأنزيمات الهاضمة، بالإضافة إلى أنه يشعر بامتلاء المعدة، وهذا رأس البلاء، فالمعدة ثلثها للماء وثلثها للغذاء وثلثها للهواء.
-
- امضغ ما تأكله بعدد أسنانك كاملة، أي الإثنين وثلاثين سنّاً حتى يكون لكل سنمن طعامك إحساس ونصيب، ولأن الهضم يبدأ أولاً في الفم فإن مضغ الطعام بشكل جيد يساعد على تهيئة المعدة لاستقبال الطعام، وازدراد الطعام بسرعة يؤدي إلى مفاجأة المعدة، فتضطلاب فيها العصارات، إضافة إلى أن إشباع الطعام باللعاب الفمي يساعد كثيراً في العملية الهضمية.
إضافة إلى أن المضغ يساعد في تدمير الدهنيات وتفكيكها مما يمنع السمنة.
ماهو دور الفيتامينات في العملية التحويل الغذائي؟
للفيتامينات دور مهم في عملية التحويل الغذائي والحفاظ على الصحة. فنقص الفيتامينات في الجسم هو كنقص الأملاح، والعادات السيئة في تحضير الأطعمة تؤدي إلى تعطيل أو إلغاء دورها.
وتقسم الفيتامينات إلى عدّة مجموعات منها A,D,E,K تذوب في الزيوت “Lipides”.
فالفيتامين A المعروف ببروفيتامينProvitamine يلعب دوراً مهماً في نمو وتغذية الشعر والجلد وينشّط الغدد الصم Endocrine ويؤخر الشيخوخة ويخفف آلام المنطقة الحوضية، ويوجد في الخضار الورقية كالبقدونس والسبانخ والسلق والهندباء والكرفس والكزبرة، وفي الفاكهة الطازجة كالعنب والتفاح والخوخ والمشمش...
أما الفيتامين D، فيعتبر من أهم مقومات العظام، بالإضافة إلى أنه ضروري لامتصاص الكلس الحيوي للجهاز العصبي، ويوجد في البيض الطازج والحليب، وفي زيت كبد السمك.
أما الفيتامين E المعروف بفعاليته في تجديد وترميم الخلايا، وفي تنشيط الدورة الدموية، كما يساعد على التوازن العصبي، فإن الحرارة المرتفعة تدمّره، كذلك تعرضه للهواء لمدة طويلة، ويوجد بكثرة في زيت الجوز واللوز وزيت الزيتون وفي العسل والقمح الكامل والملفوف.. والفيتامين K يعتبر المساعد على تكوين الصفائح الدموية التي تمنع النزيف، ويوجد في البندورة الناضجة وفي الخضار الورقية الشديدة الخضرة، وكذلك في الأجبان، أما المجموعة الثانية من الفيتاميناتفتبدأ بالفيتامينB بجميع أنواعه، والفيتامينC وفيتامينF.
فالفيتامينB1 يساعد على امتصاص الدهون والكريات وينظّم عمل الكبد والجهاز الهضمي، ويساعد على مقاومة الإلتهابات. وشقيقهB2 يساعد على تحويل وتفكيك الحوامض الأمينية المساعدة للهضم وينشّط خلايا النمو وخلايا الكريات الحمر، كما يحمي الجلد ويساعد على النمو.
والثالث في هذه المجموعةB3 يعتبر مغذياً للخلايا ومساعداً على التحويل الغذائي للدهون والزيوت. أما الفيتامينB6 "Pyridoxine" فهو أساسي للدماغ، ويعتبر الفيتامينB12 أهم منشّط لخلايا مخ العظام المنتجة للدم.
والفيتامينC، يساعد على تثبيت الكلس في الدم، وهو مقوٍ لمقاومة شبكة الدم الشعرية كما يقاوم الميكروبات.
ماهي نواتج ومضاعفات البدانة؟
يعتبر "الكتام" أهم أسباب ونتائج البدانة فإضافة إلى ما يسببه من اختمارات وتعفّنات تؤدي إلى انتفاخ الأمعاء الغليظة، والتهابها، مع ما يلحق ذذك من غازات وسوء هضم يظهران بأوجاع الرأس، وبارتفاع في ضغط الدم، وباستعداد للإصابة بالروماتيزم وسرطان الأمعاء، فإنه يساهم أيضاً في إحاطة الجهاز الهضمي بالشحوم، وبالتالي باندلاق البطن إلى الأمام، مما يهيء للإصابة بأوجاع أسف الفقرات الحوضية وإلى التهاب العصب الأنسي، وإلى التواء العمود الفقري وانزلاق فقراته، كما يسبب اضطراب الجهاز التنفسي بسبب ضغط الحجاب الحاجزالذي يفصل الجهاز الهضمي عن التنفسي، مما يقلّص حجم الرئتين ويضعف قدرتهما على استيعاب كمية أكبر من الهواء، وبالتالي تتسارع نبضات القلب للتزود بما نقص من الدم الآتي إليه من الرئتين.
كما تسبب البدانة ضغط الدم المرتفع وانسداد الشرايين، وارتفاع نسبة السكر في الدم وخمول حركة الأعضاء عموماً، كذلك يؤدي إلى تشحم الجهاز التناسلي عند المرأة مما يعيق حملها