العلاج بالمجال المغناطيسى يفيد فى شفاء الأمراض
وكالات: المجالات المغناطيسية شائعة فى حياتنا اليومية لكن لا يمكن الإحساس بها. وهذه المجالات المغناطيسية يجرى استغلالها فى الطب والحفاظ على الصحة.
ويقول هانز أولريتش يابس وهو طبيب أمراض باطنة فى بلدة نوتولن ورئيس قسم الطب والرعاية الصحية فى الرابطة الألمانية للرعاية الصحية ومقرها دوسلدورف: "الدراسات أظهرت أن العلاج بالمجال المغناطيسى يسهل شفاء كسور العظام بتحفيزه الدورة الدموية ونمو العظام".
وتفاعلات هذا العلاج تجرى كالتالي: حينما تمر الكهرباء فى موصل يتشكل حوله مجال مغناطيسى له خطوط قوة متحدة المركز. ويستخدم مثل هذا المجال المغناطيسى الذى ينتجه ملف لولبى أو أى جسم مغناطيسى آخر فى تصحيح التوتر الكهربائى المخفض أو التالف فى خلايا الجسم المعتل.
ويمكن للمجالات المغناطيسية حسب قوتها أن تتخلل تكوينات الجسم وتحفز الخلايا وفقا لما يقوله يابس. ويقال إن هذه العملية ترفع مستوى الأيض الخلوى وتسرع بعملية الشفاء وتقوى الدفاعات الطبيعية فى الجسم ككل.
ومع ذلك، تبدى الجمعية الألمانية للطب العلاجى وإعادة التأهيل "دى جى بى إم آر" ومقرها ميونيخ تشككا فى مثل هذه الأقوال وتقول إنه لم يظهر دليل كاف على كفاءة العلاج بالمجالات المغناطيسية.
ويعلق البروفيسور بيتر كرولينج النائب الثانى لرئيس الجمعية بالقول "بعيدا عن التجارب المعزولة فإن العلاج بالمجال المغناطيسى لم يتمكن من فرض نفسه فى المستشفيات الجامعية والمراجع الطبية خلال السنوات الثلاثين الماضية. وعلى ذلك فإننا مازلنا ندرسه بعين المتابع من الخارج".
لكن بعض الأطباء وخبراء الرعاية الصحية مقتنعون بجدواه كعلاج تكميلى . ويقول يابس إنه حينما يتم استخدامه بشكل صحيح فإنه يمكن أن يفيد على الخصوص فى جراحات تقويم العظام وعلاج داء المفاصل على سبيل المثال.
ويقول "تبين ان إطلاق مجالات مغناطيسية بذبذبات ترددية يسهل نمو الغضاريف التالفة ويخفف من الألم".
كما أن المجالات المغناطيسية تستخدم فى طب الأمراض العقلية. ويوضح توماس فوبروك كبير الأطباء فى مستشفى الأمراض العقلية والنفسية فى جامعة جوتينجن "يؤثر التنبيه المغناطيسى التكرارى من خلال الدماغ وهو ما يعرف اختصارا بـ /آر تى إم إس/ على نشاط الخلايا العصبية".
ويشير إلى أنه كان هناك مؤشرات واضحة على نشاط مقيد فى القشرة الأمامية لمخ مريض الاكتئاب.
لكن فوبروك يحذر من الإفراط فى الآمال. ويقول إن العلاج ليس أقوى من العلاج الكيميائى رغم أنه من الممكن اعتباره علاجا تكميليا مفيدا.
وهناك تحفظات أيضا فى مجال الرعاية الصحية. إذ يقول يابس "إن خطر كبير حينما تستخدم العملية دون معرفة كافية بالتاريخ الطبى للمريض" ولذا فلابد من توجيه اسئلة دقيقة إلى المرضى قبل العلاج.
ويضيف أنه "يجب عدم استخدام هذا الأسلوب مع المرضى الذين زرع لهم منظم ضربات قلب صناعى أو أى عضو معدنى آخر".
ويقول يابس إن هناك صعوبات ظهرت أيضا حينما كانت الأجهزة المغناطيسية شديدة الضعف أو أنه لم يتم تدريب مسئولى العلاج بصورة كافية.
ويضيف "لكن المشكلة الكبرى فى مجال الرعاية الصحية هى الزعم المتكرر بأن العلاج بالمجال المغناطيسى يقوى صحة الشخص. ولنقل بوضوح أن هذا ليس رعاية صحية. إنما هو نوع من الدجل".
ويستطرد: "هذا العلاج سلبى ولم يحقق نمط حياة بتغذية متوازنة وتمارين كافية