أفادت دراسة طبية جديدة بأن الشبان الذين كانت أمهاتهم يدخن خلال الحمل وهم أنفسهم من المدخنين يعانون من مشاكل في الانتباه والتركيز مقارنة بنظرائهم الذين لم يتعرضوا للتدخين.
ووجد باحثون من كلية طب جامعة ييل في نيوهيفين اختلافات متعلقة بنوع الجنس في أثر التعرض للنيكوتين حيث كشفت الدراسة أن الإناث اللواتي يتعرضن للنيكوتين أظهرن نقصا في الانتباه البصري والسمعي بينما أظهر الأبناء صعوبات تتعلق بالانتباه السمعي فقط.
ومن المعروف أن النيكوتين يلتصق بالمستقبلات وهي خلايا الاستجابة لمثيرات الحسية المعنية بنمو المخ.
كما رصدت الدراسة مشاكل فكرية وسمعية لدى أبناء المدخنات حيث تعد كل من فترة ما قبل الولادة والمراهقة أوقاتا حساسة بالنسبة لنمو المخ، ورصدت صلة بين التدخين ومشاكل الذاكرة والانتباه لدى المراهقين.
ومن أجل فهم أفضل لأثر التعرض للنيكوتين على الانتباه أجرى فريق البحث سلسلة تجارب شملت 181 مراهقا لتقييم مدى إدراكهم للتلميحات البصرية والسمعية، وأجريت فحوصات بالأشعة على المخ على 63 مراهقا أثناء خضوعهم للاختبارات.
ومن بين 92 تعرضوا لدخان السجائر وهم في الرحم أصبح 67 منهم يدخنون يوميا، كما أن 44 من الأطفال لأمهات غير مدخنات هم حاليا مدخنون بينما لا يدخن 45 منهم.
وأظهر المدخنون الذين تعرضوا لنيكوتين وهم في رحم الأم أسوأ النتائج فيما أظهر غير المدخنين الذين لم يتعرضوا له وهم في الرحم أفضل النتائج.
وجاء بين هذا وذلك ممن شملتهم الدراسة المدخنون حاليا فقط أو الذين كانت أمهاتهم من المدخنات.
فقد عملت مناطق معينة في المخ بشكل أكثر صعوبة خلال الاختبارات التي أجريت على مراهقين تعرضوا للنيكوتين بما يوحي بأن التعرض للنيكوتين يقلل من كفاءة الدورة الدموية في المخ.
وقال الباحثون إن هذه النتائج تشير إلى أن النمو السمعي للذكور ربما يكون عرضة بشكل خاص للتأثر بالتعرض للنيكوتين بينما النمو السمعي والبصري لدى الإناث عرضة على حد سواء للتأثر بالتعرض للنيكوتين.
وخلص الباحثون إلى أن النتائج الحالية تشدد على أهمية تنمية برامج منع التدخين التي تستهدف النساء في سن الإنجاب.