مشكلة العجز الجنسي لدى الرجال والبرود الجنسي لدى النساء
مشكلة العجز الجنسي الاساسية عند الرجال هي ان الذين يعانون منها لا يتحدثون عنها الا نادرا. ويؤدي هذا الحال بالطبع الى ندرة النقاشات والدراسات حول ذات الموضوع. وربما يكمن سبب هذا التحفظ في ارتباط العجز الجنسي في اذهان البعض بعملية الشيخوخة، الا ان كتابا حديثا ومهما مثل كتاب ميرك مانويل يشير الى عكس ذلك. يقول الكتاب «العجز الجنسي ليس نتيجة حتمية لعملية تقدم السن، وحتى في السبعينات او الثمانينات». وهذا كلام يدعو للتأمل اذ اخذنا بنظر الاعتبار ان القضية تتعلق بمستوى هورمون التيستوستيرون المنخفض في الدم الذي يعتبر العلامة الاساسية للاضطراب الجنسي عند الرجل.
وقد تظهر المشكلة بشكل معاكس هو (الشبق الجنسي أو الجنون الجنسي)الذي يوجد عموما عند النساء ويطلق عليه :Hymphmaniaوعند الرجل ويطلق عليه (الدموية الجنسية) Satyriasis
ويربط علماء النفس بين مشكلة العنة والبرود الجنسي والقذف السريع والجنون الجنسي بخلل يرتبط في الجهاز العصبي والهرمونات والغدد والصراعات النفسية للفرد مع عائلته ووالديه وطفولته.ويرون بأن العلاج النفسي هو من أهم وأنجح طرق علاجها والتغلب عليها.
العنة أو الارتخاء العناني :Impotence :
وهو حبسة جنسية تصيب بعض الرجال حيال بعض النساء مع وجود الرغبة عند الفرد،وقد تكون كلية أو جزئية .ففي الاولى يتخاذل الرجل حيال كل امرأة ،وفي الثانية حيال فريق خاص من النساء،وقد تكون أسلوبا للانتقام من المرأة لسوء معاملتها له.ويتخذ هذا العيب أشكالا متعددة،فحين يكون ضعفا وارتخاء يطلق عليه :Impotency،وحين يكون (قذفا سريعا) يطلق عليه: Pre-Mature Ejaculation وهو القذف المبستر .
ويقابل هذا العيب عند النساء (برود المرأة):Frigidityأو تشنج المهبل وتلك حالة غاية من الصعوبة لا يجد الرجل بها أي تجاوب من المرأة ، و النساء اللواتي يعانين من عدم وجود رغبة جنسية لديهن ولا استجابة مناسبة للجنس يطلق عليهن تعبير الباردات جنسياً.. وهو تعبير غالباً ما يطلقه الشريك الذي يعاني هو الأخر من برودة شريكته.
أسباب البرود الجنسي لدى المرأة:
وتعزى أسباب هذه الحالة في مجموعها إلى أسباب فيزيائية وهي تعود إلى حقيقة أن الجماع كان مؤلماً أو مزعجاً. وقد يكون سبب حدوث آلام في الجماع وجود الأشكال غير الطبيعية للمهبل وهي أكثر الإصابات النسائية شيوعاً و التي تسبب إزعاجات عند النساء وتقلل من متمة الجماع عندهن. ولكن من المعتقد أن عدم الاستجابة الجنسية المناسبة أو الخجل من ممارسة الجنس يلعب دوراً مهما في تطور هذه المشكلة ، كما أن الخوف من حصول الحمل يساهم أيضاً في حدوث هذه المشكلة.
و العديد من النسوة اللواتي لم يستمتعن البتة بممارسة الحب و اللواتي لم يبلغن إلا نادرا ذروة النشوة و الإشباع الجنسي في أثناء الجماع ، قد يستطعن مع ذلك الحصول على إشباع جنسي شديد مع الوصول إلى ذروة النشوة باستمتاع بالغ في أثناء ممارستهن للعادة السرية. ولكن ، تماماً كما يتحول الرجل العنين إلى رجل مقتدر جنسيا عند مضاجعته لامرأة أخرى غير شريكته الأولى، فإن بعض النساء الباردات جنسياً في مخادع أزواجهن قد يتحولن بين ذراعي رجل آخر إلى نسوة شبقات يحققن نشوتهن دون صعوبة.
وعلى الرغم من أن الاستمالة الجنسية و التوافق العاطفي هما مفتاح الإشباع الجنسي عند كلا الجنسين إلا أنهما أهم في حالة المرأة مما هي الحال عند الرجل.
إن موضوع وصول المرأة لذروة النشوة الجنسية كان ومازال موضوعاً لمناقشات تكاد لا تنتهي. فالنشوة البظرية المنشأ و النشوة المهبلية المنشأ وأيهما أكثر لذة وإشباعاً، وأقرب إلى الطبيعية تبقى من المواضيع الحيوية و الدسمة للنقاش و للخلاف بين المختصين في هذا المجال. فالعديد من النساء اللواتي يستمتعن بالجماع تتطلب عملية وصولهن إلى النشوة و الإشباع الجنسي تنبيهاً بظرياً، أما بعضهن الأخر فيستمتعن بنشوة وإشباع جنسي دون الحاجة إلى تنبيه بظري. تكاد المشكلة أن تكون مشكلة فرديه بحتة.
ويسأل البعض عن بقعة اللذة (G spot ) فيما إذا كانت موجودة حقاً أم أنها محض اختراع ، وكيف الزوج أن يجدها ؟
وكلمة(G spot) مشتقة من اسم طبيب مختص بعلم الفيزيولوجيا ومهتم بأبحاث الجنس اسمه (Graffen burg). وقد اقترح هذا الطبيب وجود نقطة في مؤخرة المهبل تقع على استقامة البظر. وعندما يتم تنبيه هذه النقطة في أثناء عملية الجماع ، من المفترض أن تنتبج هذه البقعة وتطرح مفرزات خاصة إلى المهبل وتتم هذه العملية بتزامن مع وصول المرأة لذروتها الجنسية. و الباحثون في علوم الجنس منقسمون حول هذه النقطة بين مؤيد ومعارض. ولاشك أن هذا الأمر غير هام طالما أن الزوجين في ممارسة الحب يستمتعان معاً في أثناء عملية الجماع.
ـ ويختلف العجز الجنسي لدى الرجال عن الضعف الجنسي لديهم
فالعجز الجنسي "العنة" هو عدم القدرة على الانتصاب، أو عدم القدرة على .الاحتفاظ بالانتصاب فترة كافية لعمل لقاء جنسي ناجح
أما الضعف الجنسي فيقصد به عادة قلة عدد المرات التي يستطيع فيها الشخص أداء جماع كامل وطول الفترة الزمنية بين كل جماع وآخر بمدة قد تصل إلى عدة .أشهر، وقد يطلق على العنة اسم الضعف الجنسي
- رأي الطب :
كان الطب ولحد وقت قريب، ينفي علاقة العجز الجنسي بالتفكير. تغيرت الصورة اليوم الا ان الخلاف ما يزال قائما، ففي حين يعيد بعض المختصين %85 من حالات الاضطراب الجنسي الى اسباب عاطفية او مشاكل نفسية متأصلة، يرى الباحثون الجدد ان تحديد هذه الاسباب بالارقام والنسب متعذر بعض الشيء. فالعواطف يمكن ان تلعب دورا مهما، خصوصا اذا عرفنا ان انخفاض نسبة التيستوستيرون في الدم يؤدي الى الاعياء والكآبة والتوتر وقلة النوم، الا ان اسبابا اخرى مثل ضعف الدورة الدموية واصابة الاعصاب بالتلف يمكن ان تؤدي الى العجز الجنسي ايضا.
ويمكن لبعض حالات العلاج ببعض العقاقير مثل الادوية المهدئة والمسكنة وادوية علاج القرحة المعدية وضغط الدم ان تؤدي الى الاضطراب الجنسي، خصوصا عند المتقدمين في السن من الرجال. والمستحسن في هذه الحال استخدام الادوية المستخلصة من الاعشاب والخالية من الاعراض الجانبية، في علاج مثل هذه الحالات والتخلي عن هذه الادوية. وعلى اية حال، فالعقاقير العلاجية السائدة في السوق ليست المسؤولة الاخيرة عن حالات العجز الجنسي لان تناول المخدرات مثل الهيروين والامفيتامين والمهدئات والكحول تضعف اداء الرجل الجنسي ايضا، ففي حين تحفز المخدرات والمهدئات العصب الذي يؤخر عملية القذف، فانها قادرة ايضا على دحر نفسها بنفسها لانها تكبح جماح مجموعة الاعصاب الأخرى التي تتحكم بالرغبة الجنسية وتطيل امدها. والنتيجة معروفة: عملية جنسية قصيرة بمتعة اقل.
تم تشخيص نسبة عالية من هورمون برولاكتين الذي تفرزه الغدة النخامية في %25 من الرجال المعانين من العجز الجنسي. ويؤدي التوتر النفسي عادة الى زيادة نسبة برولاكتين في الدم، ويفضل الكثير من الرجال استخدام الاعشاب بدل من اللجوؤ الى الاطباء الى انا نهمس باذانهم: العلاج بالاعشاب لا يكفي لعلاج الحالة ان لم يرفق ذلك باساليب علاجية اخرى مثل الوخز بالابر ومختلف تقنيات الاسترخاء ولا ننسى هنا ان ما تقدمه زوجة متفهمة وخبيرة للرجل يتمتع بأهمية بالغة لعلاج مثل هذه الحالات بمزيج الاعشاب والوخز والاسترخاء.
ونأتي إلى وصف العنة الوعائية الذي سبب لك الذعر، وهي مجرد وصف عام غير محدد لن نستطيع معه تحديد نوع الحالة بدقة لأن تحت هذا الوصف أو العنوان عدة عناوين فرعية ولذلك سنضطر لشرح كل ما يندرج تحت هذا الوصف الكبير، وقبل أن نخوض في شرح أنواع العجز الجنسي الوعائي أي الناتج عن خلل في الأوعية الدموية لابد ان نعرف بإختصار ما هو دور هذه الأوعية الدموية في عملية الإنتصاب والذي غيّر مفاهيم العلاج في العشرين سنة الأخيرة بشكل جذري تماماً، والتركيب التشريحي للقضيب هو غاية في الدقة والإعجاز، فلكي يؤدي وظيفته وفي نفس الوقت يحتفظ بالقدرة على الإنتصاب ثم المرونة لكي يعود لوضعه الطبيعي ثانية دون الضغط على مجرى البول أثناء الإنتصاب، كل هذا يتم بهارمونية وتناسق وتناغم غاية في الإبداع الرباني، فالقضيب يتركب من إسطوانتين تعرف كل منهما بالجسم الكهفي يمتلئان بفجوات دموية متصلة بالشرايين الرئيسية للقضيب، وحين تتم الإثارة الجنسية تتمدد هذه الفجوات وتسحب الدم من الشرايين وتمتليء ضاغطة على الأوردة حتى لا تسمح بتسرّب الدم وبذلك يظل القضيب منتصباً حتى ينتهي الجماع. إذن عملية الإنتصاب بإختصار هي تمدد في الشرايين مصحوب بإنغلاق في الأوردة وأي خلل في المعادلة سينعكس بالتالي على الإنتصاب ويحدث مانسميه "العجز الجنسي الوعائي" الذي ينقسم الى ثلاثة أنواع :
1.الخلل الشرياني:
وفي هذا النوع تكون الشرايين المغذية للقضيب غير قادرة على التمدد أو مصابة بالإنسداد وهذا الإنسداد من الممكن أن يكون على مستوى الشرايين الفرعية المغذية للقضيب أو على مستوى الشريان الرئيسي في الحوض أو حتى في الأورطي مما يمنع تمدد وتصلب القضيب، وكما ذكرنا في وصف تشريح القضيب أن هناك تجاويف دموية هي التي تحتقن وتمتليء وتسبب تصلب القضيب ومن الممكن أن تتليف أو تتلف فلا يمتليء الجسم الكهفي الذي أشرنا إليه وبالتالي لا يحدث إنتصاب، ومن ضمن العوامل التي تتسبب في هذا التليف أو التلف مرض السكر أو ضغط الدم أو إرتفاع الكوليسترول أو التدخين وهذا له قصة أخرى من الممكن أن نتعرض لها في المستقبل القريب.
2 .الخلل الوريدي:
يمثل إنغلاق الأوردة الطرف الثاني والمهم في معادلة الإنتصاب، فإذا لم تغلق جيداً فسيتسرب الدم إلى الخارج وتقل صلابة القضيب ويفشل الإنتصاب، وهذا ما يعرف بالتسرب الوريدي والذي نلخص أسبابه في خمسة أسباب :
أ. وجود أوردة كبيرة كعيب خلقي تحمل الدم من الجسم الكهفي مباشرة إلى خارج القضيب فتمنع الإنتصاب، وهذا يسبب ما نطلق عليه "العنة الإبتدائية" أو الPRIMARY IMPOTENCE، وبالطبع ليست هذه حالتك لأن العجز فيها وعدم الإنتصاب موجود منذ فترة البلوغ .
ب. ترهل الغشاء المحيط بالجسم الكهفي أو الإسطوانة التي تحدثنا عنها فلا تغلق الأوردة فيحدث التسرب.
ج. ضعف عضلات التجاويف الدموية وعدم قدرتها على التمدد الكافي لغلق الأوردة ومنع التسرب.
د. من الممكن أن تكون الشرايين سليمة وكذلك الأوردة ولكن الرسالة العصبية التي تأمرهم بالتمدد والغلق بها خلل ، ويأتي الخلل من قلة كمية المنبهات أو المحفزات العصبية فيحدث التسرب.
هـ . وجود ناسور داخل القضيب يجعل الدم يتسرب من داخل التجاويف الدمويه فلا يحدث الإنتصاب الكافي.
"وملحوظه هامة: لابد قبل أن نشخّص التسرب الوريدي من التأكد من أنها ليست راجعة للتوتر النفسي الشديد الذي تحدث معه صورة مشابهة".
3.الخلل الوعائى المشترك:
وهنا الخلل مشترك وأصابع الإتهام تشير إلى الشرايين والأوردة، فالشرايين لا تتمدد والأوردة لا تنغلق، وهنا يحدث النشاز في السيمفونية، فعندما يعزف الكل على مزاجه ويتوه المايسترو يحدث الخلل، فالهارموني مطلوب وخصوصاً في العلاقة الجنسية، وحين تتوه نغمة العلاقة الصحيحة تصبح المعزوفه طبلاً أجوف بدلاً من أن تكون كماناً رقيقاً، و نباحاً مزعجاً بدلاً من أن تكون جيتاراً حالماً .