جرس إنذار
إهتم أولياء الأمور والمربون والباحثون ورجال الإعلام والمشاهدون للبرامج التلفزيونية فى جميع أنحاء العالم بالبرامج والأفلام التلفزيونية ومدي تأثيرها الإيجابى والسلبى علي الأطفال والشباب. وقد انصب هذا الاهتمام مؤخراً علي برامج العنف والمخدرات والإباحية التى تعرض بأسلوب مغرٍ ولكنه مرفوض من كل هذه الجهات وكل من يضع فى حسبانه مصلحة الأطفال التى هى مصلحة الأسرة والمجتمع ككل فى نهاية المطاف. وقد أدي هذا الاهتمام إلي إجراء عدد كبير من الدراسات والبحوث التى تحاول معرفة ما إذا كانت هناك علاقة بين مشاهدة مثل هذه البرامج والأفلام وتصرفات الأطفال فى حياتهم اليومية، وهل يستخدم الأطفال شخصيات هذه البرامج والأفلام كنماذج لسلوكهم الذاتى؟ وكيف يفهم الأطفال العنف أو المخدرات أو الإباحية التى تعرض من خلال شاشة التلفزيون؟ ومن الواضح أن مقدرة الأطفال الصغار فى فهم مثل هذه البرامج والأفلام محدودة جداً مقارنة بالبالغين. وكمثال علي ذلك نجد أن الأطفال دون السابعة من أعمارهم يواجهون صعوبة فى تجميع أجزاء حوادث الفيلم أو البرنامج الذى يقدم قصصاً إجرامية بتعاقب وانتظام، مما يجعلهم غير قادرين علي ربط العقاب الذى ينزل بالمجرم لما اقترفه من جُرم فى الفيلم أو ما قام به من عنف فى البرنامج.
وقد وجد الباحثون والدارسون فى بحوثهم ودراساتهم أن من نتائج مشاهدة الأطفال لأفلام وبرامج الرعب والعنف والإباحية والمخدرات أن الذين يشاهدون منهم قدراً كبيراً من هذه الأفلام ينتابهم الخوف وعدم الثقة بالنفس مقارنة بأولئك الذين لا يشاهدون مثل هذه الأفلام. ورداً علي أسئلة أحد أولياء الأمور عن قيام أمثال هؤلاء الأطفال بأعمال العنف فى حياتهم الحقيقية عندما يكبرون، أكد أحد الباحثين أن الأطفال يعمدون إلي التعبير عن مواقف أقرب لما يشاهدونه علي شاشات التلفزيون منها إلي ما يشاهدونه فى العالم الحقيقى.
لذا فإننى أدق جرس إنذار إلي أولياء الأمور الذين يهملون فى تربية أطفالهم ويسمحون لهم بمشاهدة ما يشاءون من الأفلام والبرامج اللا أخلاقية من عنف ورعب وجنس ومخدرات. فعلي أولياء الأمور هؤلاء أن يتحملوا مسؤولية هذا الإهمال أو عدم المبالاة فيما يكتسبه أطفالهم من عادات وتقاليد إجرامية. وقد لخصت الأخطار المحتملة علي أطفالنا من مثل هذه الأفلام والبرامج فى النقاط التالية:
$ ترجع العدوانية فى الصغار إلي ما يشاهدونه من عنف فى التلفزيون، فى كثير من الحالات، لأنهم قد يقلدونه فى حياتهم اليومية.
$ يشوه التلفزيون فهم الأطفال للطريقة التى يحلون بها مشكلات الحياة الحقيقية.
$ أصبح الأطفال والمراهقون محصنين وضعيفى الإحساس تجاه الحياة الحقيقية.
$ أن الأطفال الذين يشاهدون هذه الأفلام فى التلفزيون بانتظام ينمون جنون الارتياب والشك ويصبحون فى خوف من الحياة الحقيقية.
عزيزى القارئ.. عزيزتى القارئة..
الأطفال أمانة فى أعناقكم.. فانتبهوا لهذه الأمانة وحافظوا عليها..