من يعاني من أي من اضطرابات القلق التي ذكرناها أو هم وعائلاتهم قد يظلوا لشهور أو لسنوات دون أن يعرفوا ماذا يحدث. قد يبدو ذلك محبط كما يزيد من الضغوط في العلاقات بين أفراد الأسرة بعضها البعض، ولكن هذا الأنضغاط لن يختفي بمجرد تشخيص المرض.
أفراد الأسرة غالبا ما يكونون على استعداد لمساعدة مريض القلق ولكنهم لا يعرفون كيف، ولكن هناك حقيقة يجب أن يضعها في الاعتبار أن اضطرابات القلق حقيقية وجادة ولكنها تعالج، وإصابة أحد الأفراد بها لا تعني أنه ضعيف أو يفتقد إلى القاعدة الدينية، فهناك دلائل قوية تربط بين حالات الهلع والوسواس القهري إلى تغير في كيمياء المخ، وعلى الرغم من أن أحداث الحياة هي التي تبدأ المرض لكنها لا تبدأ المرض إلا في من لديه قابلية جينية للإصابة بالمرض.
هذه بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع فرد من أفراد أسرتك يعاني من أحد اضطرابات القلق:
1- كن ممهدا للأحداث لا تفاجئهم، وإذا قلت أنك سوف تقابله في مكان ما في وقت ما احضر في الوقت المحدد، وإذا إتفقت على الاستجابة له في أحد عاداته المرتبطة بالاضطراب قم بها ولا تتراجع.
2- لا تفترض أنك تعلم إحتياجات هذا المريض، إسئله عنها، ساعده في خطة تضعها معه لمحاربة مرضه.
3- إترك الشخص المصاب يحدد الفترة الافتراضية للتغلب على مرضه، وإن العلاج من السلوك التجنبي قد يأخذ شهورا طويلة لذلك انتظر البطء في الشفاء ولكن اعلم أن الهدف أكبر من أن تتخيل.
4- ابحث عن شئ إيجابي حدث في كل مرة حاول هذا المريض الخروج من مرضه، وإشعره بها حتى يشعر أنه أنجز ولو 10% مما يهدف ولا تعامله على أنه فشل في العلاج.
5- لا تساعده على الهروب من مخاوفه ولكن لا تدفعه دفعا على مواجهتها، تفاوض معه وابدأ معه خطوة بخطوة حين يريد الشخص تجنب شئ أو موقف ما، وبالتدريج اوقف التعاون معه في العادات القهرية أو التجنبية التي يطلب منك الشخص أن تقوم بها معه، حاول الوصول إلى إتفاقية حول عادة من عاداته الناتجة عن مرضه التي ستتوقف عن المشاركة فيها، ولكن خذ هذا الموضوع بالتدريج، هذه الاستراتيجية صعبة ولكنها غاية في الأهمية.
6- لا تضحي كثيرا بنشاطات حياتك من أجله لأنك بذلك تبني داخلك كرهك له، تعلم كيف تعبر عن اهتمامك بأمر مهم بالنسبة لك وإذا لم تكن بهذه الأهمية دعها. تعلم أنت وهو كيف تقومون بنشاطات كثيرة بشكل مستقل مع تحديد أوقات بينكم للمرح أو للقيام بنشاط تشتركوا في الاهتمام به.
7- لا تظهر إنفعالك أو تعاطفك الزائد حين يصاب المريض بنوبات الهلع، تذكر أن هذه النوبات في حد ذاتها تجربة صعبة جدا بالنسبة للمريض ولكنها ليس خطرة عليه، أجعل رد فعلك التعاطفي متزن ولا تركز على مخاوف هذا المريض.
8- اجعله دائما يشعر أنك تفخر به حتى ولو لمجرد محاولة من محاولاته في التغلب على مرضه ولا تقل له أبدا: "بطل قلق، تعالى نجرب ونشوف حتعمل إيه، إنت بتهرج، لازم تقول، لازم تعمل، متبقاش جبان".
9- لا تسخر أبدا منه
10- شجعه دائما على أن يذهب لطبيب نفسي للعلاج، وشجعه على الإلتزام بتعليمات الطبيب، وإذا طال العلاج ارجع معه للوراء لتظهر له كيف تغير منذ أن بدأ في العلاج.