- اضطراب النوم :
يعتبر النوم من الأشياء التي تعكس الحالة النفسية للطفل خاصة أن الطفل ربما لا يستطيع أن يتحدث صراحة عن مشاكله النفسية فيكون اضطراب النوم دليلاً على اضطراب حالته النفسية ولاضطراب النوم حالات كثيرة نذكر منها:
1- الأرق: بأن يجد الطفل صعوبة في أن ينام في أول الليل أو أنه ينام ولكن نومه يكون متقطعًا فيستيقظ عدة مرات أثناء الليل، أو أنه يستيقظ مبكرًا ولا يستطيع العودة للنوم مرة أخرى، وعندما لا يأخذ الطفل كفايته من النوم نجده شاحبًا وعصبيًا وقلقًا وغير قادرٍ على التركيز في اللعب أو المدرسة ويكون مزاجه معتلاً، والأرق في النوم يمكن أن يكون علامة للقلق أو للاكتئاب ويعالج بعلاج السبب وبتهيئة جو هادئ ومريح للنوم وفى قليل من الأحيان نحتاج لبعض العقاقير لفترة قصيرة.
2- زيادة النوم: وهذا العرض يكون بنسبة أقل من العرض السابق، فنجد أن الطفل ينام كثيرًا سواءً ليلاً أو نهاراً ويستيقظ للمدرسة بصعوبة في الصباح، ويفضل النوم على أي شيءٍ آخرْ ويبدو في حالة كسل وتثاؤب معظم الوقت، وهذه الحالة يمكن أن تكون تعبيرًا عن التعاسة والحزن فالطفل لا يجد شيئًا يثيره أو يريد أن يهرب من واقعٍ لا يرضى عنه، ويمكن أن يكون ذلك من تأثير اضطراب عضوي كنقص إفراز الغدة الدرقية.
3- الكوابيس الليلية: يستيقظ الطفل ليلاً على إثر حلم مخيف وربما يصرخ فزعًا ويحاول الاحتماء بمن حوله وهو يتذكر تفاصيل الحلم المخيف، ثم بعد فترة يهدأ وينام وربما يتكرر الكابوس عدة مرات أثناء الليل، والكوابيس الليلية تحدث لكل الأطفال على فترات ولكننا لا نعتبرها اضطرابًا إلا إذا كانت تتكرر بشكل واضح ومؤثر على نوم الطفل وهنا نبدأ في البحث عن الأسباب، فربما كان مكان النوم غير مريح للطفل، أو أن الطفل يشاهد بعض الأشياء المخيفة في التليفزيون قبل نومه أو أن أحدًا يحكي له حكايات مخيفة، أو أنه لا يشعر بأمان في حياته نتيجة اضطراب الجو الأسرى وإحساسه بقرب انهيار الأسرة في أي وقت، أو تعرضه للعقاب الشديد من الأب أو الأم أو المدرس، أو أنه يعاني من اضطراب القلق النفسي.. الخ ويكون العلاج بتلافي الأسباب السابقة وتوفير جو آمن للطفل في حياته عموماً وأثناء نومه بشكل خاص. وهناك حالات قليلة تحتاج للعلاج النفسي والدوائي.
4- الفزع الليلي: في هذه الحالة يستيقظ الطفل من نومه في حالة فزع شديد ويكون وجهه مصفراً وأطرافه باردة وأحيانًا يتصبب عرقاً وإذا حاول أحد تهدئته فإنه لا يستجيب بسهولة ولا يحس بمن حوله، وبعد فترة يعود إلى النوم ولا يتذكر أي شيء عن هذه الحالة عندما يستيقظ، وهذه الحالة تعكس قدرًا من القلق أعمق مما رأيناه في حالات الكوابيس الليلية، وهناك بعض الأبحاث تعزو هذه الحالة إلى اضطراب النشاط الكهربي في المخ وتوصي باستخدام بعض مضادات الصرع بجرعات قليلة.
5- المشي أثناء النوم: يقوم الطفل من سريره ويتحرك في الغرفة أو المنزل وربما يقوم ببعض الأفعال المركبة كأن يفتح الثلاجة ويتناول كوبا من الماء ثم يعود إلى سريره، وإذا قابله أحد أثناء مشيه فإنه لا يشعر به ولا يستيقظ بسهولة أثناء هذه الحالة. وهذا الاضطراب يحدث نتيجة لخلل في مرحلة النوم الحالم وهو يستجيب للعلاج ببعض مضادات الاكتئاب.
8- التخلف العقلي :
تمثل حالات التخلف العقلي1%من المجتمع، وهى تختلف في درجاتها فهناك التخلف العقلي البسيط والمتوسط والشديد وفى كل الحالات تكون هناك ثلاث مشكلات أساسية
الأولى: وظائف عقلية منخفضة أو ما نعبر عنه بانخفاض مستوى الذكاء وهذا الانخفاض يمكن قياسه بواسطة اختبارات الذكاء المعروفة وعلى أساس مستوى الذكاء يمكن تحديد درجة التخلف العقلي وعلى هذا الأساس يمكن تحديد خطة العلاج للطفل المتخلف وكيفية تأهيله وهذه الوظائف العقلية المنخفضة تكون ناتجة عن عطب في المخ، وفى أغلب الأحيان يكون هذا العطب دائم ولا يسهل تغييره.
الثانية: انخفاض في الوظائف التكيفية أي أن الطفل ذو الوظائف العقلية المنخفضة يعجز عن التكيف مع الواقع خاصة إذا كانت توقعات المحيطين به اكبر من إمكانياته العقلية.
الثالثة: اضطرابات أخرى مصاحبة؛ كالصرع أو الذهان أو ضعف الانتباه أو اضطراب السلوك أو التبول اللاإردى… الخ.
والطفل المتخلف يمثل عبئا نفسيا واجتماعيا على الأسرة في حالة رفضها لهذه الإعاقة وعدم تقبلها للطفل.
وهناك موقف آخر أكثر إنسانية يتقبل الطفل بإعاقته ويحاول مساعدته بشكل واقعي يقدر عليه الطفل ومحاولات العلاج لا تستطيع كثيراً تحسين الوظائف العقلية ولكنها تستطيع أن تساعد على تحسين الوظائف التكيفية بما يضمن قدرة الطفل على التعامل الأفضل مع البيئة وذلك بتدريبه على العناية بنظافته الشخصية والقيام ببعض الأعمال المفيدة كشراء احتياجاته واستخدام التليفون والقيام ببعض الأعمال البسيطة والمفيدة…الخ. هذا بالإضافة إلى علاج الاضطرابات المصاحبة كعلاج الصرع أو الذهان أو ضعف الانتباه.
وهناك بعد أخر للتعامل مع الطفل المتخلف، فيجب أن يتقبل الأبوان هذا الطفل بحالة من الرضا لان حكمة الله اقتضت ذلك، والطفل المتخلف له عطاء غير منظور في الأسرة، فهو ربما يكون مصدراً للبركة والرحمة تنزل عليهم من الله بسبب رعايتهم لهذا الطفل، وان ضعف هذا الطفل يفجر مشاعر العطف والحنان والرعاية والمسئولية نحوه فيكتسب أفراد الأسرة القدرة على رعاية الضعيف.
ورعاية الطفل المتخلف (أو الشخص الضعيف عموما) تعتبر من مقاييس حضارة الأم، فالحضارة في رأى كثير من العلماء تقاس بمدى رعايتها للضعيف. والرسول صلى الله عليه وسلم كان كثيراً ما يوصي بالضعفاء وهى أيضا وصية الأنبياء جميعاُ عليهم السلام.
ولا ينسى الأبوين العطاء الأخروي الذي ينتظرهم نتيجة رعايتهم للطفل المتخلف فربما يكون هو سبب دخوله الجنة وبذلك يكون أكثر إفادة لهم من بقية أخواته الأذكياء فإذا أمكن توظيف هذه القدرات كان نافعاً لنفسه ولأسرته.
9- اضطرابات الكلام :
أحيانًا يتأخر الطفل في الكلام أو في نطق ببعض الكلمات أو الحروف، والتأخر في الكلام لا يعنى أن الطفل لديه حالة تخلف عقلي، فمن المعروف أن أيناشتين كان لديه مشكلة في النطق في فترة الطفولة المبكرة وقد أدى هذا إلى وضعه خطأ في فصل خاص بالأطفال المتخلفين وثبت بعد ذلك أنه عبقري.
وأسباب اضطرابات الكلام غير معروفة على وجه اليقين، ولكن يحتمل أن يكون هناك:
1- تأخر نضج مراكز الكلام في المخ .
2- نقص الإثارة الكلامية للطفل بسبب عزلة الطفل عن بقية الأطفال.
3- عوامل وراثية وهذه الحالات تتحسن مع تقدم السن على الرغم من أن الطفل يتأخر كلامه عن أقرانه بعض الوقت وهذا يسبب انزعاجاً للأسرة.
وبعض الحالات يكون اضطرابها شديداً بحيث يحتاج للعلاج عن طريق التدريبات الكلامية.
10- اللزمة العصابية :
وهى عبارة عن حركة مفاجئة في أحد أجزاء الجسم تتكرر من وقت لآخر بشكل غير منتظم فمثلا يغمز الطفل بأحد عينيه أو يميل برأسه يميناً أو شمالاً أو يرفع أحد كتفيه، أو يحدث صوتًا في حلقه وكأنه يحاول طرد البلغم أو يحدث حركة بأحد يديه أو رجليه وهذه الحركات المفاجئة والمتكررة تكون ملازمة للطفل رغم نهى الأبوين عنها ورغم محاولات الطفل للتوقف عنها.
وهذه الحالة (في أغلب الأحيان) تكون تعبيراً عن القلق الداخلي أو تكون مصاحبة لأحد الاضطرابات النفسية الأخرى كمتلازمة توريت.
وهى تستجيب بشكل جيد للعلاج النفسي السلوكي مع استخدام بعض العقاقير وخاصة عقار الهالوبيريدول بجرعات صغيرة.