الفساد والتنمية الوهمية!
|
40 ألف مليار قدمت كمساعدات للفلاحة والفلاحين خلال السنوات الأخيرة.. وهو رقم خيالي لم يسبق أن صرف على الفلاحة طوال تاريخ الجزائر! ومع ذلك كانت النتيجة إيجابية جدا حسب الإحصاء الأخير للسكان حيث ترك الريف الجزائري نحو %20 من السكان ونزحوا إلى المدن هروبا من نجاح الفلاحة في رفع مستوى الريف بالقروض! صدقوا أو لا تصدقوا!
وبالمقابل استمتع سكان الجزائر بالنجاح غير المسبوق في قطاع الفلاحة بحيث وصل الأمر إلى حد استيراد البطاطا الخنزيرية من كندا! واللحوم غير المذبوحة من أمريكا اللاتينية!
لا شك أن وزارة الفلاحة قامت بتوزيع آلاف المليارات على الفلاحين الذين ينشطون في المدن! ولذلك ترك الفلاحون الأرياف ونزلوا إلى المدن لأخذ حقهم من المساعدات الفلاحية!
في سنة 1984 وزع وزير الداخلية آنذاك مساعدات على الفلاحين في شكل مازدات نفعية! وشاهدت أحد المستفيدين كتب على باب السيارة.. فلاح في الطابق الخامس بديدوش مراد بالعاصمة.. ويتجول بالسيارة في العاصمة ولم يقل له أي واحد أنت من الفلاحين المزيفين! وقد كتبت هذه الملاحظة في حينها!
واليوم عندما نشاهد في التلفزة وعلى المباشر الأمين العام لاتحاد الفلاحين يرأس أشغال المجلس الشعبي الوطني بصفة نائب رئيس لهذه المؤسسة الدستورية.. ولا يقال له أنت فلاح مزيف! عندما نرى ذلك ندرك لماذا رحل %20 من الفلاحين وتركوا الريف في ظرف عشرية واحدة يقال إنها عشرية إعادة الاعتبار للفلاحة على مستوى ما صرف من خزينة الدولة نحو هذا القطاع؟!
هل بعد نتائج الإحصاء الذي قدمه وزير الداخلية يمكن أن نتحدث عن تنمية الريف وعن وجود وزارة بهذا الاسم ضمن طاقم الحكومة؟!
إن ظاهرة اللاحساب واللامساءلة التي تتمتع بها السلطة في الجزائر دون غيرها في أية سلطة في العالم، هي التي جعلت السلطة تحول كوارث التسيير للمال العام إلى انتصارات وهمية في التنمية والتطور؟!
|
المصدر :يكتبها: سعد بوعقبة