طبيب العائلة Family Practitioner له دور مهم جداً في تشخيص و علاج و مُتابعة المريض. و دائماً عندما أريد التحدث عن هذا الشيء أتخوف بأن القارئ يأخذ فكرة بأنني أعمل دعاية لطب العائلة و لنفسي و خاصة بعد إستقالتي من وزارة الصحة و العمل في القطاع الخاص. و لكن هذه هي الحقيقة المرة ألا و هي عدم معرفة الناس لأهمية طب العائلة و طبيب العائلة و دوره, و يعتقد الكثير الكثير بأن طبيب العائلة هو طبيب لعلاج السعال و نزلات البرد و كتابة الإجازات المرضية!!!
و أردت أن أكتب هذه السطور من الواقع الذي أراه يتكرر كثيراً ألا و هو قول المريض أو أهله
- لم يقولوا لنا أو لي ما الذي أشكو منه!
- كل واحد (طبيب) يقول لنا شيء!
- تعبنا و لا ندري شنو المشكلة و كل يوم عند إختصاصي أو إستشاري!
أين المشكلة؟؟
المشكلة تكمن في إهمال القطاع الحكومي و الناس لأهمية طبيب العائلة الذي هو المحور (يجب أن يكون) في تشخيص حالة المريض و علاجها و مُتابعتها. طبعاً أنا لا أدّعي بأن طبيب العائلة يعرف كل شيء و لا أي طبيب يستطيع على ذلك و لهذا أنشئت التخصصات و التخصصات الدقيقة و غيره, و لكن يجب أن تُراجع طبيب العائلة الذي تثق به و تثق بقدراته لكي يدُلك على الطريق الصحيح الذي يجب أن تسلكه للتوصل إلى الحل الصحيح لمشكلتك. فبمراجعتك للإختصاصي أو الإستشاري الذي تظن أنت أو فرد من عائلتك بأنه الأنسب لحل مشكلتك و بعدها تكتشف بأن مُشكلتك حلها عند إختصاصي آخر و تكتشف نفس الشيء و تذهب لغيره و هكذا تدور في حلقة شرسة من المُراجعات للعيادات من دون جدوى أو على الأقل من دون الوصول لتوقعاتك من هذه الزيارات.
أعيد و أكرر بأنني لست بصدد الدعاية لطب العائلة أو التنقيص من قدرات زملائي.
و لكن لتوفير الوقت و الجهد في الوصول بأسرع وقت لحل مشاكلك الصحية أنصحك بالرجوع لطبيب العائلة الذي تثق به و بقدراته و عنده الخبرة و القدرة على إدارة إتصالاته مع زملائه في شتى التخصصات الطبية و كذلك الحرص على إستلام الرد من الإختصاصي بعد تحويل المريض إليه و مُعاينته و ماذا تم فعله و التشخيص و خطة العلاج . و كذلك لأن من أهم واجبات طبيب العائلة هو تخصيص وقت للمريض و عائلته لشرح المرض و طرق علاجه و التعرف على توقعات و مخاوف المريض و أفراد عائلته, هذا لأن طبيب العائلة يجد الوقت لذلك و يجب أن يكون مُتواجد و مُتوفر لمريضه في أغلب الأوقات.
د.خليل رضا اليوسفي
استشاري طب العائلة - الكويت