بتـــــاريخ : 11/24/2008 8:45:04 PM
الفــــــــئة
  • الصحــــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 901 0


    الأحلام والكوابيس

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : الدكتور أحمد سالم باهمام | المصدر : www.sleep-sa.net

    كلمات مفتاحية  :
    صحة الأحلام والكوابيس

     

    تعتبر الأحلام نوعاً من النشاط العقلي الذي يحدث داخل المخ خلال النوم، ويتفاوتمحتوى الحلم من أفكار وصور بسيطة إلى قصص مطولة يصعب التفريق بينها وبين الحقيقةوقد تتضمن الكثير من النشاط الجسدي.
    وقبل الإسهاب في الحديث عن الأحلام، يجدر بنا الحديث عن مكونات النوم الطبيعي،فالنوم ليس فقداناً للوعي أو غيبوبة وإنما حالة خاصة يمر بها الإنسان، وتتم خلالهاأنشطة معينة، فعندما يكون الإنسان مستيقظاً يكون لدى المخ نشاط كهربائي معين، ومعحلول النوم يبدأ هذا النشاط بالتغير ودراسة النوم تساعدنا على تحديد ذلك تحديداًدقيقاً، فالنائم يمر خلال نومه بعدة مراحل من النوم لكل منها دورها، فهناك المرحلةالثالثة والرابعة، أو ما يعرف بالنوم العميق، وهاتان المرحلتان مهمتان لاستعادةالجسم نشاطه، ونقص هاتين المرحلتين من النوم ينتج عنه النوم الخفيف غير المريحوالتعب والإجهاد خلال النهار، وبعد حوالي التسعين دقيقة تبدأ مرحلة حركة العينينالسريعة (حيث تتحرك العينان حركة أفقية سريعة ومنتظمة أثناء النوم وتلاحظ بكثرة لدىحديثي الولادة) وتعرف هذه المرحلة تجاوزا بمرحلة الأحلام، وتحدث أكثر الأحلام خلالهذه المرحلة، ويعتقد البعض أن هذه المرحلة مهمة لاستعادة الذهن نشاطه.
    والمرور بجميع مراحل النوم يعرف بدورة نوم كاملة، وخلال نوم الإنسان الطبيعي (6 - 8 ساعات) يمر الإنسان بحوالي 4 - 6 دورات نوم كاملات. وتحدث الأحلام عادة طوالالليل، وقد كان يعتقد في السابق أن الأحلام تحدث خلال مرحلة حركة العينين السريعةفقط، ولكننا نعلم الآن أن الأحلام يمكن أن تحدث في جميع مراحل النوم ولكن طبيعةالأحلام التي تحدث خلال مرحلة حركة العينين السريعة تختلف نوعاً ما عن الأحلام فيالمراحل الأخرى، فالأحلام التي تحدث في مرحلة حركة العينين السريعة تكون عادة أكثرتفصيلاً وتشبه الحقيقة ويمكن تذكرها بشكل أفضل وخاصة الأحلام التي تحدث في آخرالليل.
    الجدير بالذكر أن مرحلة حركة العينين السريعة تزداد عادة خلال الساعة الأخيرة منالنوم وفي هذا الوقت تزداد كمية الأحلام لذلك فإن الأشخاص الذين ينامون لساعات أقلمن حاجة اجسامهم قد لا يقضون وقتاً كافياً في هذه المرحلة ولذلك يشعرون بأنهملايحلمون خلال نومهم.
    هناك فئة من الناس تدعي بأنها لا تحلم أبداً فهل هذا صحيح أم أنها تعاني منالنسيان؟
    لا يتذكر الكثير من الناس أحلامهم وهذا لا يعني بالضرورة أنهم لا يحلمون، فقدأظهرت الأبحاث في المختبر أن كل الأشخاص تقريباً يمر بمرحلة الأحلام، وقد يكون هناكعدة أسباب لعدم تذكر البعض أحلامهم، فالأشخاص الذين لا يشغلون بالهم بموضوع الأحلامقد لا يتذكرونها كما أن الشخص الذي ينام ساعات قليلة قد لا يمر بالمرحلة الأخيرة منالنوم التي تحدث فيها الأحلام الطويلة.
     
    كيف تتكون الأحلام؟
    من المنظور الإسلامي فإن الرؤيا الصالحة واردة وهي من علامات الإيمان، بلاعتبرها الرسول صلى اللّه عليه وسلم جزءاً من خمسة واربعين جزءاً من النبوة، كما فيالحديث: «اصدقكم رؤى أصدقكم حديثاً ورؤى المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءاً منالنبوة، والرؤيا ثلاث: رؤيا صالحة بشرى من اللّه، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤياًمما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس»
    أما من الناحية العلمية الطبية التجريبية فإن موضوع كيفية تكون محتوى الأحلام مازال موضوع خلاف بين المختصين، والذي يظهر أن الاحلام في غالب الأمر تعكس التجارباليومية التي مر بها الإنسان حيث إن الأحلام في العادة تتضمن الأحداث التي حدثت فياليوم السابق، ومن ناحية علمية تطبيقية، أظهرت الأبحاث أن محتوى الأحلام يتأثر بعمرالإنسان وجنسه (ذكر أو أنثى) والبيئة التي يعيش فيها، فكبار السن مثلاً قد يحلمونبأحداث مضى عليها أكثر من 50 سنة، كما أن الأطفال الصغار يدور محتوى أحلامهم فيالعادة عن الحيوانات، كما أن السيدات تكثر على أحلامهن صبغة الحوار اللفظي أوالكلامي في حين أن أحلام الرجال يظهر فيها بصورة أكبر القلق والعنف الجسدي، كماأظهرت الدراسات أن أحلام السيدات تتساوى فيها نسبة الرجال والنساء في الغالب أماأحلام الرجال فتكون شخصيات الرجال فيها عادة ضعف عدد شخصيات النساء، وتعكس الأحلامفي العادة الواقع الذي يعيشه الإنسان خلال يقظته ولكن صلة الحلم بواقع حياة الحالمقد لا تكون مباشرة وواضحة ولكن الحالم في كثير من الأحيان يدرك تلك الصلة، كما أنأكثر الأحلام قد لا تكون سارة للحالم حيث يعكس الحلم الجانب السلبي للحياة والأحداثاليومية.
    وعادة ما تهتم السيدات بمحتوى الأحلام أكثر بكثير من الرجال، وقد أهتم المسلمونمنذ قديم الزمان بمحتوى الأحلام وتفسيرها حتى أصبح ذلك علما قائما بذاته ليس فقطلدى المفسرين كابن سيرين بل حتى لدى المفكرين العرب كابن العربي وابن خلدون اللذينحاولا تحليل وتقسيم الأحلام ومصادرها، واهتمام المسلمين بعلم الأحلام سبق الغرببكثير، حيث بدأ الغربيون حديثاً بدراسة علم الأحلام لدى المسلمين ومقارنة نظرياتالمسلمين حول الأحلام بالنظريات لدى الغربيين كما حاول البعض منهم دراسة ما ورد عنالأحلام في القرآن الكريم والأحاديث المشرفة ومقارنة ذلك بما ورد في التوراةوالإنجيل.
    هل الأحلام مفيدة؟
    الأحلام مرحلة أساسية من مراحل النوم ومن المعلوم طبياً أن نشاط المخ خلال مرحلةحركة العينين السريعة التي تحدث فيها أكثر الأحلام يكون أعلى من نشاطه خلالالاستيقاظ، ويقضي الإنسان البالغ من 15 - 25٪ من نومه في هذه المرحلة، وظهرت العديدمن النظريات والفرضيات حول أهمية الأحلام، كأهميته لنوم المخ حيث يقضي حديثوالولادة حوالي 50٪ من نومهم في هذه المرحلة، كما يعتقد البعض أن مرحلة الأحلام مهمةلتقوية الذاكرة والتركيز حيث أظهرت إحدى الدراسات أن أداء الطلاب الذين لم يصلوالهذه المرحلة ويعتقد آخرون أن الأحلام مهمة لإزالة الأحاسيس والعواطف الضارة التيقد تؤثر على حالة الاستيقاظ ولكن من المهم هنا أن أذكر أن لا توجد أدلة علمية قويةتدعم ما سبق ذكره وما زال الموضوع يحتاج إلى كثير من البحث، وهناك نظرية أخرى تقولإن الأحلام مهمة لحديثي الولادة للحفاظ على درجة حرارة المخ حيث إن حرارة المخترتفع خلال مرحلة الأحلام.
    هل هناك أمراض أو اضطرابات عضوية تصاحب الأحلام؟
    نعم هناك عدة اضطرابات قد تصاحب الأحلام مثل الجاثوم وغيره ولكن قبل التطرق لها،يتطلب منا أن نقدم شرحاً مبسطاً لآلية الأحلام حتى يتمكن القارئ من فهم هذهالاضطرابات.
    تحدث الأحلام الطويلة عادة خلال مرحلة حركة العينين السريعة (كما ورد سابقاً).
    وقد خلق اللّه سبحانه وتعالى آلية تعمل لتحمينا من تنفيذ أحلامنا، تدعى هذهالآلية (ارتخاء العضلات)، وارتخاء العضلات يعني أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولةخلال مرحلة الأحلام ما عدا عضلة الحجاب الحاجز وعضلات العينين، فحتى لو حلم الشخصبأنه يقوم بمجهود عضلي كبير فان آلية ارتخاء العضلات تضمن له بقاءه في سريره. وتنتهي هذه الآلية بمجرد الانتقال إلى مرحلة أخرى من مراحل النوم أو الاستيقاظ الاانه وفي بعض الأحيان يستيقظ النائم خلال مرحلة حركة العين السريعة في حين ان هذهالآلية (ارتخاء العضلات) لم تكن قد توقفت بعد وينتج عن ذلك ان يكون الإنسان في كاملوعيه ويعي ما حوله ولكنه لا يستطيع الحركة بتاتاً وبما ان الدماغ كان في طور الحلمفإن ذلك قد يؤدي إلى هلوسات مرعبة وشعور المريض باقتراب الموت أو ما شابه ذلك وهوما يعرف عند العامة بالجاثوم وطبياً بشلل النوم. وهذه الحالة حميدة حيث لم يثبتحدوث أي حالة وفاة خلال شلل النوم فالحجاب الحاجز لا يتأثر ويبقى التنفس طبيعيوكذلك مستوى الأوكسجين في الدم ومعظم هؤلاء المرضى ليسوا بحاجة إلى علاج طبي. وعندأكثر المرضى يكون شلل النوم العرض الوحيد ولكن في بعض الحالات يكون مصحوباً باضطرابآخر يدعى نوبات النعاس أو النوم القهري. والنوم القهري اضطراب نوم يتميز بهجمات غيرمقاومة ولا يمكن السيطرة عليها من النعاس تصيب المريض بالنوم. والمرضى المصابونبشلل النوم المصاحب للنوم القهري يحتاجون إلى العلاج الطبي والمتابعة الطبية لعلاجالنوم القهري.
    وعلى النقيض من الجاثوم هناك اضطراب نادر يصيب كبار السن المصابين بأمراض عصبية مركزية كمرض الرعاش يعرف هذا المرض بالاضطرابات السلوكية المصاحبة لمرحلة الأحلام. وفي هذا الاضطراب تختفي آلية الشلل التي تحدث عادة في مرحلة الأحلام مما ينتج عنه ان يقوم المريض بتنفيذ الحركات التي يفعلها في حلمه مما قد ينتج عنه إصابة المريض إصابات بالغة نتيجة السقوط أو الاصطدام بأجسام صلبة أو إصابة من ينام بجانب المريض نتيجة تعرضه للضرب.
    كلمات مفتاحية  :
    صحة الأحلام والكوابيس

    تعليقات الزوار ()