بتـــــاريخ : 11/17/2008 6:02:06 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1138 0


    زواج مصلحة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : وصال سمير | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :

     

    اخذها من يدها، وسار بها بين جموع الحاضرين..‏

    في الصالة الواسعة المضاءة بمئات المصابيح.. ضمها إليه بشوق حنون.. وبدأ يرقص معها..‏

    كانت الفتاة السمراء ذات الشعر الأسود الطويل صغيرة، ناعمة، تكاد لاتبين بين ذراعيه الطويلتين القويتين، ذابت الصبية ابنة السادسة عشرة في صدره، واسترخت لطيب رائحته.. وتناست عيون الآخرين...‏

    وتساءل الرجال: من تكون تلك الفتاة ذات الثوب الزهري؟ ولم اختارها وائل من بين مئات الصبايا؟؟‏

    وتساءلت العجائز: ابنة من هذه الفتاة.. التي يعانقها قريبنا.. أما كان الأجدر به أن يختار واحدة من بناتنا؟؟‏

    واستنفرت نظرات الفتيات.. تابعن بعيونهن النهمة.. حركات وائل.. ورقص وائل، وتمنين أن تمحّي تلك البنت الناعمة من الوجود.‏

    نظرات الأم بدأت تحوم في أرجاء الصالة.. ولمحت فتاة طويلة القامة.. شقراء الشعر.. تهرول إلى والد وائل وهي تبكي..‏

    أخذها الأب من ذراعها.. تحسّس تلك الذراع البضّة، ثم لفّ كتفيها بذراعه اليمنى.. وضمّها إلى صدره.. وهو يعللها بأمر ما.‏

    ملأ الخوف والفزع قلب الأم.. وأصغت إلى الهمسات التي تنطلق من الأفواه..‏

    -أهذه هي خطيبة وائل؟‏

    وحين كانت الإجابات تتضارب.. سمعت صوتاً لطيفاً، يؤكد أن تلك الفتاة هي حبيبة وائل.. وبعد التخرج ستكون خطيبته..‏

    -أما وجد وائل في عائلته الكبيرة فتاة أخرى غيرها؟.‏

    ظل الحبيبان يرقصان متعانقين.. ويدوران كفراشات الحقول لا يعرفان ماذا يدور من حديث حولهما..‏

    وبقيت الفتاة الشقراء الطويلة.. مختفية في زاوية صغيرة من صدر الأب العاقل.. الذي أحاط به التجار من كل جانب..‏

    فهمت الأم.. أن الصيّاغ جاؤوا أيضاً إلى حفلة الزفاف، وأن أب الفتاة الشقراء هو واحد منهم.‏

    العروس المحتفل بها هي أخت الفتاة الشقراء.. والأب ينوي تزويجها من وائل..‏

    كاميرا الفيديو.. تابعت حركات وائل ورشا.. متناسية العروسين المحتفى بهما.‏

    علقت العيون جميعها بالراقصيْن الساحرين.. الشاب الطويل الأسمر، ذو الشعر الكثيف.. والقامة الفارعة.. والفتاة الصغيرة الناعمة ذات الشعر الأسود الطويل.. والعينين السوداوين المشعتين بالفرح.‏

    شريط من الذكريات مرّ سريعاً في رأس الأم الجزعة.. فالحب بينهما بدأ منذ الطفولة.. مذ كانا تلميذين في المدرسة الثانوية..‏

    أنهى وائل دراسته الجامعية.. وبعد سنة واحدة ستنهي رشا دراستها أيضاً..‏

    ولكن.. ماذا تفعل صغيرتها مع كل هؤلاء الطامعين..؟؟ لا.. لن يسمح هؤلاء لهذا الشاب أن يخرج من حصارهم.. آلمتها تلك النتيجة.. وحين عادت الفتاة إليها.. ضمتها إلى صدرها.. وهي تخشى عليها من الغد..‏

    ودعهما وائل.. وسار معهما حتى باب الفندق الكبير.. متمنياً لحبيبته ليلة جميلة.‏

    بكت رشا بعد أسبوع واحد من حفلة الزفاف.. وشرقت بدموعها..‏

    -وائل.. يا أمي سيسافر إلى أميركا.. إلى حيث يقيم أخوه الأكبر.. نعم، صدّقي.. سيسافر.. ويتركني.. فهو لا يملك القدرة على مقاومة أبيه.‏

    وائل.. يا أمي ما زال صغيرا، ولا يملك مالا ولا عقارا..‏

    بكت الأم أيضاً.. ونشجت.. وتابعت النحيب.. وكأنها دفنت قبل دقائق فقط إنساناً عزيزاً عليها.‏

    علا صوت بكاء المرأتين.. وحين انتبهت رشا لبكاء أمها وإلى صوت نشيجها وحشرجات صدرها.. أصابتها نوبة من الضحك.. وكأنها نسيت مصيبتها.. ظلت رشا تضحك والأم تبكي.. وبعد دقائق عصيبة من عمر الزمن.. خجلت الأم من بكائها.. حين سمعت ضحكات رشا.. مسحت الأم دموعها.. وبدأت تضحك.. وسمع الجيران ضحكاتِ المرأتين

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()