بتـــــاريخ : 11/12/2008 6:18:02 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 984 0


    جــنكـزخـان(1)

    الناقل : mahmoud | العمر :34 | الكاتب الأصلى : ابراهيم كبة | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :
    قصة جــنكـزخـان ابراهيم كبة

     

    ديباجة‏

     

    آه،ما أقسى الجدار‏

     

    عندما ينهض في وجه الشروق‏

     

    ربما ننفق كل العمر..كي ننقب ثغرة‏

     

    ليمرّ النور للاجيال...مرّة‏

     

    - أمـل دنـقل -‏

     

     

    صحا على همّ جسيم.آلمه أشدّ ايلام.همّ يكاد يشبه خزى عريان طوّقته أغلال الهم.وبترت صلاته مع مملكة الأحياء.ثمّ بترت أيضا ايلافه للاشياء.تساءل في عجب:أين أصداء الأناشيد.ونشوة الغناء.ولم أهيم بلا مدار.وأين بشاشة الأمس وفتنة الذكرى.وهل أزفت ساعة الخلاص أم حانت ساعة القصاص.لاشئ يؤنسه الاّ خطرات الخيال.قال لنفسه:انّ ديكارت لاه وانّ المعرّى ساه.وقد نقش الفكر غضونا على أساريرى.وشاب شعرى.ثّم شفّ جهادى واجتهادى عن خواء وبلاء.واخجلتاه.آلمته خيبة مسعاه.وتبرّم من بلادته. بهرته سطوة الخمرة.وتردّد الى خمارة ميس الرّيم) حيث اعتلى أجنحة الخيال حتى قهقه لسانه وذرفت عيناه دما وعلقما.كيف يفرز المرض والأدواء جمالاً ورواء.لقد قال النبيّ:ايّاكم وخضراء الدّمن ولكنك تتشوّف.وتختلس نظرة تلو نظرة الى حسن زائل.وفي الأعماق نشوة حقا بيد انها نشوة الخمر.نازعه المكان في الحافلة شاب متين البنيان. له رأس ملاكم وأنفه.. انقض عليه. تبودلت لكمات عنيفة.طرحه على الأرض.تعالى لهاثه وسبابه.هتف دون أن يطرف جفنه:‏

     

    -أيها الأخابث.انها خاتمة ضلالكم‏

     

    الليل ساج والقمر ينّث اشعاعه اللازوردى على الأشياء.والأشباح هائمة في عماء الظلمة.وللصمت أزيز.غمز نجم ناء.ثمّة عكارة تكدّر ألق الأنجم وصفاء الليل.وهباء سابح في هواء راكد ثقيل.في ظلال الأشجار وأعمدة النور حياة خرساء.والظلمة عين دعجاء هائلة تثير قشعريرة في أوصاله ووجلا في نفسه.غاص في عتمة الطريق ندّت من أعماق الصمت والظلمة حشرجة كالقهقهة.ارتاع وتحفّز.أوهن الجزع ساقيه.سمع صليل الأسلحة ورأى الجياد والفرسان.صرخ بلا وعي:‏

     

    -غارة...غارة!‏

     

    عربد الفزع في أعماقه.أسلم ساقيه للريح.جرى حتى بدا له طيف شرطي فاره الجثمان.دنا منه لاهثا.ربت على منكبه.انبرى له. هاله مرآه.ودبّ في نفسه دبيب اليأس والهلع.كأنةٍ تترى.في عينيه نداء للموت.شهر مسدسه بغتة وأطلق نيرانه تتري.نزف جرحه بلا ألم.سحقه اليأس.استدار على أعقابه وجرى.سال دم قان أيضا من عينيه.نهبت قدماه الطريق والزمن.ذرى الأشجار أسنّة تخزه وخزا أليما.والظلال أشباح تتعقبه.أوراق أشجار الخريف تتهاوى مثل آماله.تلظّى في أتون هائج.لاح له القمر وسناه كعنكبوت ضخم.هوى الى حضيض اليأس وعتمة الظلماء.تماوجت أنغام صاخبة طوقته كأنشوطة.غاص في الطريق وغاص الألم في أعماقه.ضلّ طريقه الى منزله.عزفت ريح الخريف.ناء القمر.طفر خفّاش من قلب الظلمة هام في الفضاء.تفاداه.‏

     

    تلألأت أنجم نائية في سماء عاتمة.لعله حلم أو كابوس.ولكن ما أدراه انّ اليقظة أضغاث أحلام.تاق الى ساعة صفاء وجمام.هذه وليمة للضباع والعقبان‏

     

     

     

    جنكز هل يحيا‏

    جنكز في بغداد (2)

     

     

    كلمات مفتاحية  :
    قصة جــنكـزخـان ابراهيم كبة

    تعليقات الزوار ()