بتـــــاريخ : 11/9/2008 3:20:10 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 3122 0


    معجزة نزول مائدة من السماء على أصحاب المسيح

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : www.dar-alifta.org

    كلمات مفتاحية  :

    معجزة نزول مائدة من السماء على أصحاب المسيح
    الشبهة
    جاء في القرآن الكريم: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} [المائدة 112: 115]
    وهذا الذي ذكره القرآن عن مسألة نزول مائدة من السماء أمر لم يحدث, ولكن قصة المائدة الواردة في القرآن نشأت عن عدم فهم بعض آيات الإنجيل، فالإنجيل لا يقول إن تلاميذ المسيح طلبوا منه آية من السماء ولا يقول إن مائدة نزلت من السماء، ولكن الذين تبعوا المسيح ليسمعوا تعاليمه في البرية مكثوا معه وقتا طويلا، ولم يرد المسيح أن يصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق، فأخذ خمس خبزات وسمكتين وبارك وكسر وأطعمهم جميعا وزادت عن الآكلين اثنتا عشرة قفة. [متى 26: 20- 29]، [مرقس 14: 17- 25]، [لوقا 22: 14- 30]، [يوحنا 13: 1- 30]
     
    الرد عليها
    مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية
        إن سلَّمنا جدلا أن هذه القصة غير مذكورة في الكتب المقدسة-كما يقولون- فهذا ليس دليلا كافيًا على عدم حدوثها؛ لأن عدم الذكر لا يعني عدم الحدوث، وقد صرَّح يوحنا في إنجيله بهذا، فقال: إن الآيات التي عملها المسيح كثيرة لو كُتبت كلها فلا يسع العالم الكتب المكتوبة، وهذا دليل على كثرتها وقد كتب بعض أصحاب الأناجيل الأربعة المعتمدة منها ما لم يكتبه الآخرون [1])).
        كما أنه  يجوز أن يكون خبر هذه القصة ذُكِر في بعض الأناجيل التي رفضتها الكنيسة ولم تعتمدها، ثم فُقِدت هذه القصة بعد ذلك [2])).
        أو لعلها كتبت ولكنها ذُكِرت بأسلوب رمزي، ولم يفطنوا إليها، وقد تكون هي قصة العشاء الرباني المذكورة في كتبهم. وقد صرَّح أصحاب الأناجيل بأن أكثر كلام المسيح كان أمثالا ورموزا ويعدون من هذه الرموز كل ما ورد من خبر الأكل والشرب في الملكوت, وكذلك بعض النصوص في الأكل والشرب في الدنيا فما يدرينا أنهم أشاروا إلى هذه القصة ببعض التأويلات حسب فهمهم واعتقادهم إذ كانوا ينقلون ذلك بالمعنى ثم نقل عنهم بالترجمة وقد فُقِدت الأصول ولا يعلم عنها شيء يقيني" [3])).
        أما القول بأن الذي طلب كان آية من السماء ولم يكن مائدة من السماء، فنقول: إن الآية هي المائدة، ولا تعارض، ويوافق هذا ما جاء في إنجيل يوحنا: "فقالوا له: فأيَّةُ آية تصنع؛ لنرى ونؤمن بك؟ ماذا تعمل؟ آباؤنا أكلوا المنّ فى البرية. كما هو مكتوب: أنه أعطاهم خبزًا من السماء ليأكلوا " [يوحنا 6: 30ـ31].
        فقولهم: آباؤنا أكلوا الْمَنَّ في البرية يريدون منه أن تنزل عليهم مائدة من السماء ليأكلوا منها كما أكل آباؤهم، وقوله: "أنه أعطاهم خبزًا من السماء ليأكلوا " دليل على أنهم طلبوا المائدة بالفعل.

     
     
     
     
    الهوامش:
    -----------------------
    ([1]) تفسير المنار (7/216).
     ([2]) تفسير المنار (7/216) بتصرف.
     ([3]) تفسير المنار (7/216).

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()